JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تحليل نص سيغموند فرويد في الشعور واللاشعور (1)


تحليل نص سيغموند فرويد في الشعور واللاشعور (1)

هل يمكن القول بأن وجود اللاشعور إلى جانب الشعور له ما يبرره ؟

 " إن مجرد إمكان إعطاء معي للأعراض العصبية بفضل تفسير تحليلي يكون حجة دامغة على وجود نشاطات نفسية أو على قبول وجود هذه النشاطات، إذا أحببت تعبيرا أفضل. لكن ليس هذا كل ما في الأمر، فهناك اكتشاف آخر قام به "بروير" وهو اكتشاف اعتبره أنا أكثر أهمية من الأول، قام به دون أية مشاركة من أحد، وهو يقدم لنا معلومات أكثر عن العلاقات بين اللاشعور والأعراض العصبية. فليس مدلول الأعراض على العموم لا شعوريا فحسب، بل إنه يوجد بين هذا اللاشعور، وإمكان وجود الأعراض علاقة تتمثل في قيام أحدهما مقام الآخر. إني أؤكد مع "بروير" هذا الأمر: كلما وجدنا أنفسنا أمام أحد الأعراض وجب علينا أن نستنتج لدى المريض وجود بعض النشاطات اللاشعورية التي تحتوي على مدلول هذا العرض، لكنه يجب أيضا أن يكون هذا المدلول لا شعوريا حتى يحدث العرض، فالنشاطات الشعورية لا تولد أعراضا عصبية، والنشاطات اللاشعورية بمجرد أن تصبح شعورية فإن أعراضها تزول. فلديك هنا طريق إلى العلاج، ووسيلة لإزالة الأعراض..." " سيغموند فرويد "

مقدمة :

 إن الإعلان عن فكرة وجود اللاشعور في الحياة النفسية منذ منتصف القرن التاسع عشر، وما يصاحب ذلك من نشاطات وأفعال لاشعورية، لا يعيها الإنسان، قد أثارت الكثير من ردود الأفعال التي ركب أصحابها موجة رفض عنيفة ضد القائلين بفرضية اللاشعور، وهذا ما دفع بأصحاب مدرسة التحليل النفسي لتقديم الأدلة والمبررات العلمية والواقعية التي تثبت حقيقة وجود النشاطات اللاشعورية في الحياة النفسية، وهذا النص ل"سيغموند فرويد" صورة واضحة للأدلة المبررة لوجود اللاشعور وطرقه العلاجية. و هنا نتساءل: هل اللاشعور حقيقة نفسية لا يمكن إنكارها؟ وهل هناك مبررات علمية تؤكدها ؟

في محاولة حل المشكلة:

 لقد كان أخصب میدان مهد لاكتشاف اللاشعور، ورفع الستار عن كثير من الأحوال اللاواعية، والكشف عن مبررات ودلائل وجودها تلك البحوث الطبية التي كان يجريها علماء وأطباء الأعصاب لعلاج مرض الهستيريا وما يترتب عنه من أعراض في شكل اضطرابات ذهنية وحركية، وقد أثبتت تحاربهم أن أسباب هذا المرض ليست عضوية مادية، بل تعود إلى أسباب نفسية مجهولة، وقد انطلق "فرويد" من هذه الحقيقة العلمية لبناء موقفه المعبر عن وجود اللاشعور و ارتباط نشاطه بالأعراض العصبية المختلفة. حسب ما كشفه أطباء الأعصاب وعلماء
وقد استند "فرويد" لتأكيد، هذا الموقف على تجارب و اکتشافات زميله الطبيب "جوزيف بروير" الذي ربط بدقة بين الأحوال اللاشعورية والأعراض العصبية، بل وكشف عن وجه العلاقة بينهما، من حيث أنهما يتبادلان الأدوار في التعبير عن نشاطاتهما وتأثيرهما في النفس، وهذا ما يؤكد أن المكبوتات اللاشعورية تعد المسؤولة عن الكثير من الأمراض العصبية والاضطرابات النفسية كالشلل الهستيري والصرع والمخاوف.... و يدعم فروید برهنته من خلال موافقة زميله "بروير" فيما ذهب إليه، بل والتأكيد على أن أي وجود الأعراض عصبية تقتضي ضرورة وجود نشاطات لاشعورية وجب فهمها والكشف عن مدلولاتها، والأسباب المتحكمة فيها، ويوضح فروید أن النشاطات الواعية والشعورية لا تولد أبدا أعراضا عصبية أو اضطرابات نفسية ، لهذا تبقى الأحوال اللاشعورية هي المسؤولة عن تكوين الاختلالات والأعراض العصبية.
و يكشف "فرويد" أن الطريق العلاجي لهذه الحالات وإزالة مختلف الأعراض مر تبدل بنقل تلك النشاطات اللاشعورية إلى ساحة الشعور لمواجهتها بحقيقة الوعي، وكشف أسرارها، فيتم الشفاء منها وفق طريقة التداعي الحر.

الصياغة المنطقية للحجة:

 - إذا كان اللاشعور نشاط نفسي فإن وجوده مرتبط بالأعراض العصبية .
 - لكن اللاشعور نشاط نفسي.
- إذن وجوده مرتبط بالأعراض العصبية .
- إن اللاشعور جانب من الحياة النفسية ويعبر عن نشاطات وأحوال حفية و مناطق مظلمة في النفس، لا يستطيع الوعي الاطلاع عليها، وهذا ما علي النور دورا في فهم الحياة النفسية وتفسير بعض أفعالها.
النقد : 
لكن من جهة أخرى وجب أن لا نبالغ في إعطاء دور اللاشعور وتعليق مختلف السلوكات به، لأنه يعبر عن جوانب مرضية تحتاج دائما إلى العلاج، كما أن اللاشعور قد يكون مجرد حیل وخداع تستعمله الذات للهروب من المواقف وعدم قدرتها على المواجهة.

في حل المشكلة:
 الحياة النفسية كيان معقد من الصعب الوقوف على الحدود التي تغذيه و تؤثر فيه، لكن يبقى مع ذلك اللاشعور فرض علمي نعلق عليه تفسير الكثير م ن الدوافع والسلوكات الإنسانية.

 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا

تحليل نص سيغموند فرويد في الشعور واللاشعور 1




الاسمبريد إلكترونيرسالة