الإشكالية الأولى : إدراك العالم الخارجي
المشكلة الأولى : الإحساس والإدراك
طرح المشكلة :
لا يعيش الإنسان معزولا بل يعيش
في بيئتين متفاعلتين بيــــئة طبيعية و هي الوسط الفيزيائي المادي والذي يتوفر
على شروط الحياة – بيئة إجتماعية تتألف من الجماعة التي تنتمي إليها وما يربطه معها من قيم وتقاليد وعادات
ودين وهذه البيئة تجعل الإنسان وتدفعه دائما للبحث و الإستكشاف عن نفسه و عن
مايحيط به فيتعرف على عناصر بيئته لكن
الإشكال المطروح عن سبل معرفة الإنسان لحقائق وسطه وعالمه الفيزيائي هل يكون ذلك عن طريق عمل الحواس أم
يتعداه إلى العقل و ملاكا ته , هل كل
معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها الإحساس , وإذا كان الإحساس عملية أولية للإتصال
بالعالم الخارجي فهل معنى ذلك أنه خال من أي نشاط ذهني سابق ؟
I.
ماذا عن الإحساس كعلاقة إنفعال
و تفاعل أوليين مع العالم الخارجي ؟
أولا : الإحساس لو صفه
نشاط أولي متعدد
مفهوم الإحساس : معطى نفسي أولي فهو عملية فيزيولوجية بسيطة ناتجة عن تأثر إحدى حواسنا أو
كلها بمنبه خارجي يهدف لتكيف مع المحيط يعرفه أندري
لالانـــــــــد :
" هو الإدراك
الأول الذي يتشكل في أنفسنا لدى ظهور أجسام تؤثر في أعضائنا الحسية أما في
نظر علم النفس فالإحساس حادثة أولية بسيطة فهي الأداة الوحيدة التي تربط الكائن
الحي بالعالم الخارجي ويها يتم التكيف "
خصائص الإحساس : يتصف الإحساس بعدة خصائص أهمها
1.
" بسيط
"
فهو يحدث مباشرة وتلقائيا بين المؤثر الخارجي و الحاسة فلا وجود لوسيط بينهما
2.
" معقد" فرغم أنه يتصف بالبساطة إلا أنه
مركب لمروره بعدة مراحل :
المرحلة 1 : "المرحلة
الفيزيائية" وهي المنبهات الخارجية و إنتقالها عبر أمواج الوصول إلى
الحاسة
المرحلة 2 : "
الفيزيولوجية " وتتمثل في وظيفة الحواس الجملة العصبية ( السيالة
العصبية )
المرحلة 3 : " المرحلة
السيكولوجية " والمتمثلة في رد فعل نفسي شعوري
3.
" متنوع
" يتنوع
الإحساس بتنوع الحواس والمنبهات الخارجية
4.
"واحد" لأننا رغم إستخدمنا لعدة حواس
لغرض التعرف على فاكهة معينة
(
طعمها – شكلها – مذاقها ) يعطينا معلومة واحدة .
Ø من
الظاهرة الحيوية إلى الظاهرة النفسية
إذا كان من المتفق عليه أن الإنسان يشترك مع الحيوان في
إمتلاكه الحواس فهل معنى ذلك أنهما يستخدمانه بنفس الكيفية ولأغراض ؟
-
هل معنى ذلك أن التكيف الذي يتم
بالإحساس واحد عند جميع الكائنات الحية وهل يجهل كل إنسان معرفة جديدة ؟
1.
الإحساس ظاهرة حيوية غايتها حفظ البقاء
2.
إن إستخدام الصقر لحاسة الرؤية
يختلف عن استخدام الإنسان لها و إستخدام الأفعى لها فكل كائن يستخدم حواسه لغاي
فمنهم من يستخدمها لغرض تأمي الغذء وبالتالي حفظ البقاء ومنهم من يعتمدها لدفاع عن
نفسه وحياته
Ø الإحساس
والشعور والإنطباع النفسي :
إن
الإحساس يختلف كليا عن الشعور من حيث
الطبيعة إلا أن هذا لا يعني إنفصالهما فأغلب أحاسيسنا مصاحبة لحالات إنفعالية .
الإحســــــــاس
|
الشعــــــور
|
عملية عضوية
|
عملية نفسية معنوية
|
خارجي متعلق بالبدن
|
داخلي متعلق بالنفس
|
قوامه الحواس الخمس
|
قوامه الإدرا ك والوعي
|
يختص به الإنسان والحيوان
|
يختص به الإنسان
|
نستنتج : أن الإحساس يتعلق بالتكيف
بالعالم الخارجي أكثر من تكيفه من معرفة العالم فهو ظاهرة حيوية أكثر منه ظاهرة
نفسية فهو يقدم المعطيات أولية لحصول الإدراك .
II. ماذا عن
الإدراك كمعرفة عقلية تطلعنا على حقيقة العالم الخارجي ؟
أولا : الإدراك وفعاليات العقل العليا
مفهوم الإدراك وخصائصه :
هو عملية نفسية تتم بواسطتهما الإتصال بيننا وبين العالم
الخارجي و معرفة الأشياء في هذا العالم وهو التابع لاهتماماتنا ولقدرتنا العقلية و هو عملية معقدة تتم فيها ترجمت و تأويل و تفسير
المؤثرات الحسية التي تنقلها الحواس إلى مراكز العصبية يعرفه الفيلسوف الفرنسي " أندري لالاند " بقول : " إنه الفعل الذي ينظم به الفرد إحساساته الحاضرة ويكملها
بصور وذكريات ومبعدا عنها بقدر الإمكان طبعها الإنفعالي" و يتصف بعدة
خصائص
Ø الإدراك عملية معقدة تساهم فيها عدة وضائف عقلية عليا" تفسير ، تأويل ،التذكر
"
-
الإدراك خاصة أولية إنسانية
أولية لإن الإحساس مشترك بجميع الكائنات الحية
-
بما أن الإدراك مصدره العقل (
معرفة عقلية ) فالإنسان يدرك بما في ذهنه من قوة الحكم و ليس ما يراه من عينيه
وبالتالي الإدراك عملية إنسانية بإعتباره وظيفة عقلية عليا تتدخل فيه قدرت عقلية مختلفة
.
Ø ثانيا : نسبية المعرفة في إدراكنا الحسي
-
يختلف إدراك العالم الخارجي من
شخص إلى آخر حتى لد الشخص الواحد أحسانا وذلك لوجود عوامل وشروط تتصل بعملية
الإدراك مما يؤدي إلى نسبية المعرفة .
عوامل الإدراك : تنقسم إلى الذات و الموضوعية
بما أن العملية الإدراك معقد فيمكن إرجاعها إلى عوامل ذاتية و آخرى موضوعية

العوامل الموضوعية : وترتبط بالموضوع المدرك وتأثيره
على تنوع الإدراكت لد الشخص و منها : الوضوح : التشابه , التقارب , الكلية , الجزئية ، الشمول ،
الشكل ، الخلفية ، الأرضية
لإن الموضوعات التي تتصف بها تكون سهلة الإدراك مقارنة
بالموضوعات الأخرى .

( إدراكاتنا )
بأحكمها السريعة " وهذا يعني أن الإدراك قد يخطأ كما له بعض الأمراض" و من بين
أخطاءه : الخداع البصري : " كالعصا يغمس نصفها في الماء فتبد لنا
منكسرة أو القمر في الأفق مما يبدو لنا عليه "

أمراض الإدراك
: وأهمها أمراض المعرفة : وتصيب الحساسية فلا يتم التمييز
بين إحساسين أو أكثر

