إن الأمر الذي يستوجب التوقف عنده أولا في
هذا الحوار علاقة اللغة باللسان : ما طبيعتها ؟ وإلى أي مادی يختلف اللسان عن
اللغة ؟ وكيف يلزم عنه الكلام ؛ سواء كان هذا الكلام قولا أصدرت فيه أصوات وألفاظ
وجمل، أو رمزا استعملت فيه إيماءات وصور ؟
1.
عناصر مفهوم اللغة : إن علم
النفس اللغوي يربط بين اللغة والإنسان فيعتبرها سلوكا قابلا للدراسة التجريبية،
ينبع من إمكانيات وقدرات الإنسان العقلية والفيزيولوجية ، حيث أن
-إنتاج الرسالة اللغوية ( خاصة الكلام)
تسبقه وتعقبه عملیات عقلية كثيرة؛ منها الإدراك، والنخيل والترميز، والتأويل،
والتفسير، والتركيب الأمر الذي يجعلها قدرة
خاصة بالإنسان للتعبير والتواصل بواسطة
علامات مميزة . وارتباط اللغة بالكلام مسموعا كان أو منطوقا، هو الذي يفسر ارتباط
اللغة باللسان « ..لأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم .'
على أن الأغراض لا تنحصر فيما هو مادي محسوس
بل تتعداه إلى ما هو معنوي معقول ؛ قاللغة «كيان عام يضم النشاط اللغوي الإنساني
ويشمل كل ما هو منطوق أو مكتوب أو إشارة أو اصطلاح، والعلامات إشارة كانت أو رمزا
، صوتا كان أو صورة، رسما كان أو حركة ؛ عندما نتفق على المعنى الذي تحمله ونتعامل
بها كذلك تصير علامة لغوية يشار بها ويفهم منها رسالة معينة، الأمر الذي يوسع معنى
اللغة .. كنظام من العلامات الاصطلاحية ذات الدلالة الاصطلاحية
كما يدخل في معنى اللغة كل وسيلة تساعد على التعبير مثل «..
تبادل المشاعر والأفكار الإشارات والأصوات والألفاظ وهي ضربان : طبيعية كبعض حركات
الجسم والأصوات المهملة، ووضعية وهي مجموعة رموز وإشارات أو ألفاظ متفق عليها
الأداء المشاعر والأفكار .* فيلزم من هذا ما يلي :
- اللغة كل
متكامل ونسق من الرموز والإشارات، تشكل الأصوات أهم أنماطها.
- ارتباطها
بالإنسان فردا كان أو جماعة .
- اللغة واقعة اجتماعية كامنة في عقول جميع الأفراد
المنتمين لمجموعة لغوية معينة.