الكلام هو الممارسة الفردية المنطوقة، أي هو
فعل ملموس و نشاط شخصي يمكن ملاحظته بمراقبة الكلام أو الكتابة. 4 والتكلم هو أن
يقول الإنسان شيئا ما لشخص آخر، فينتج عن هذا أن الكلام هو القدرة على التفاهم بين
الناس عن طريق علامات صوتية تتيحها لغة محددة . فشروط الكلام إذن هي :
- وجود لغة محددة ( كالعربية
أو غيرها).
- وجود قدرة على التعبير، عن شيء مادي كان أم معنوي، بنية التبليغ
والتواصل
والتفاهم بحيث يسبق ذلك تفكير
وإرادة، وقصد إلى غاية محددة، لا أن يكون التعبير رد فعل آلي خال من القصد، كما هو
الحال في عالم الحيوانات.
-
القدرة على الكلام من خلال شروط نفسية كالسلامة من الاضطرابات العقلية المعيقة
الإمكانية التكلم كمرض (الحبسة اللفظية) والذي يؤدي إلى صعوبة استدعاء الكلمات في
القول أو الكتابة فيختل التركيب، وشروط عضوية مثل سلامة أجهزة إصدار الكلام من
حنجرة وحبال صوتية ورئتين ولسان وتجاويف فموية وأنفية بالإضافة إلى سلامة الدماغ .
-
الإلمام بالمفردات و الكلمات وقواعد التراكيب اللغوية والنحوية والمصرفية، لكي لا
يختل بناء الحمل في الكلام ويفقد بذلك
دلالته . مما تقدم يمكن أن نتبين نقاط الالتقاء بين اللغة
واللسان والكلام فيما يلي :
-
فاللغة هي الإطار العام الذي يشمل الكلام واللسان معا .
-
الكلام كفعل فردي لا يتم إلا باللغة واللسان (لا يقصد هنا باللسان الجارحة).
- اللسان هو اللغة التي تستعملها جماعة لغوية
محددة (اجتماعية وتاريخية
وجغرافيا ). ومع
ذلك يجب أن نفرق بينها من خلال الأتي :
-
اللغة تختلف عن الكلام في كونها واقعة اجتماعية ثابتة بينما الكلام عمل فردي
متغيره
- اللغة نتاج يرثه الفرد بينما الكلام عمل
إرادي يقوم به الفرد يتطلب قدرات
خاصية . - اللغة تمثل الجانب الاجتماعي من
الكلام لذا فهو غير قادر على تعديلها وتغييرها
الأمر الذي يبرر دراستها مستقلة عنه .
-
اللغة أعم من اللسان لأنه مرتبط بظروف مکانية وزمانية لجماعة لغوية معينة دون
غيرها
. بنية الكلام : من هذا المنظور تتكون من :
ü الفونيمات
(Phoneme) : وهي
الأصوات الأساسية أو الوحدات الصوتية الأساسية غير الدالة (لا تحمل معنى) والتي يتكون
منها الكلام .
ü
(ب) المورفیمات (Morpheme) : وهي
ما ينتج عن ضم الأصوات الأساسية إلى وحدات لها معنى في بداية الكلمة ونهايتها.
ومن الفونيمات والمورفیمات يكون الإنسان
ترکیبات لانهائية من الرموز و الكلمات، لها دلالات متعددة حسب سياقها تسمح للإنسان
بالتعبير عن كل شيء. وهذا ما جعل أندري مارتيني 2 يعتبر أن جوهر اللغة الإنسانية
هو قابلیتها للتفكيك وإعادة التركيب، وهذا ما يطلق عليه اللغويون ( التمفصل)؛
ويقصد به أن اللغة قابلة للفصل والوصل بين عناصرها اللغوية ( الفونيمات
والمورفیمات )، فاللغة تنقسم إلى سلسلة كلامية تنفك بدورها إلى وحدات .
مما تقدم نخلص إلى أن لغة الإنسان تتكون من
وحدات صوتية أساسية خالية معنی، و من وحدات صوتية أعلى ذات معنى تسمح بتأليف جمل
متعددة وفقا القواعد النحو، وتعبر عن مضامين مختلفة تؤكد كلها على أن اللغة ميزة
إنسانية .