دافع بالبرهان عن الأطروحة القائلة :
" إن وظيفة اللغة تنحصر في تحقيق التكيف بين
الفرد والمجتمع ( التواصل ) "
مقالة إستقصاء بالوضع في اللغة والفكر
طرح المشكلة
إن اللغة ليست مجرد أداة تعبير، بل هي أساسا أداة
تفكير، لأنها بناء نسقي من الرموز والإشارات محکوم بعلاقات منطقية، كما أنها مرتبطة
بالقدرة على إدراك رموز و استخدامها و إبداع رموز جديدة للتعبير عن مجرى الفكر وأحوال
النفس المختلفة، من هنا اعتبر بعض الفلاسفة أن وظيفة اللغة أساسها التعبير عن الفك
و الأحوال النفسية المختلفة. لكن هناك فكرة تناقضها يعتقد أصحاها أن الوظيفة الجوهرية
اللغة هي تحقيق التواصل والتفاهم بين البشر، والتعامل بها في حياتهم سواء على مستوى
الفرد أو الجماعة، وبالتالي فهي أداة لتحقيق التكيف بين الفرد واستمع الذي يكون فيه
وهنا نطرح الإشكال التالي: "كيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة
التي تحصر وظيفة اللغة في تحقيق التكيف بين الفرد والمجتمع؟ وكيف يمكن إثبات صحتها
وتبنيها؟"
عرض منطق الأطروحة
اللغة نسق من الرموز والإشارات التي اتفق عليها البشر،
وتواضعوا عليها قصد التفاهم بينهم، وتحقيق التواصل بين الفرد وغيره، لذلك فمنطق هذه
الأطروحة يدور حول مسألة وظائف اللغة وحصرها أساسا في الدور الاجتماعي الذي تلعبه في
تحقيق التلاؤم والتأقلم والتكيف بين الأفراد ومجتمعاتهم.و تقوم هذه الأطروحة على أساس المسلمة القائلة:
أن اللغة نسق و نظام اجتماعی به تنظم عملية التخاطب والتواصل بين الأفراد. فاللغة هي
التي تؤسس للعمليات الإجرائية التي يتم من خلالها تبادل الفهم والتعبير عن الأغراض
من إنسان لآخر أو من جماعة الأخرى. وبالتالي التوجيه لمختلف أنواع السلوك التي يتبناها
الأفراد في إطار التوافق الاجتماعي. ويؤكد أنصار هذه الأطروحة وبالخصوص عالم الاجتماع الفرنسي "اميل دور كايم" وكذا "هالفاكس" أن اللغة هي وسيلة التفاهم وأداة التواصل كعملية اجتماعية تعبر عن علاقة الفرد بالآخرين لتبادل التجارب والمصالح المشتركة و بالتالي تحقيق الاتفاق والانسجام والتفاعل الاجتماعي. كما أن اللغة تعتبر قناة رئيسية تساعد على تعديل السلوك الفردي و تكيفه من النشر و التقاليد الاجتماعية والقيم الأخلاقية التي تنسجم مع بيئته وثقافته من ناحية أخرى فاللغة هي اللسان المعبر عن الشخصية الجماعية، وحقيقة الهوية والانتماء الحضاري، وتقوية عوامل الوحدة بين الأجيال، من حيث أنها تخلق جماعة موحدة تتجانس فيها الألسن و العقول وصناعة وحدة حضارية خاصة، يقول دو لاکرو": كل وحدة لغوية تعبر عن وحدة حضارية
الأفراد في إطار التوافق الاجتماعي. ويؤكد أنصار هذه الأطروحة وبالخصوص عالم الاجتماع الفرنسي "اميل دور كايم" وكذا "هالفاكس" أن اللغة هي وسيلة التفاهم وأداة التواصل كعملية اجتماعية تعبر عن علاقة الفرد بالآخرين لتبادل التجارب والمصالح المشتركة و بالتالي تحقيق الاتفاق والانسجام والتفاعل الاجتماعي. كما أن اللغة تعتبر قناة رئيسية تساعد على تعديل السلوك الفردي و تكيفه من النشر و التقاليد الاجتماعية والقيم الأخلاقية التي تنسجم مع بيئته وثقافته من ناحية أخرى فاللغة هي اللسان المعبر عن الشخصية الجماعية، وحقيقة الهوية والانتماء الحضاري، وتقوية عوامل الوحدة بين الأجيال، من حيث أنها تخلق جماعة موحدة تتجانس فيها الألسن و العقول وصناعة وحدة حضارية خاصة، يقول دو لاکرو": كل وحدة لغوية تعبر عن وحدة حضارية
عرض منطق الخصوم :
ان اللغة الحقة هي
اللغة الموضوعية المنطقية التي تحكمها علاقات الدلالة، لذلك الوظيفة الأساسية اللغة
كأداة مميزة لماهية الإنسان هي التعبير عن الطاقات او القدرات العقلية، ووسيلة تنظيم
النشاطات الذهنية من تحليل و ترکیب ومقارنة وتعميم , فاللغة هي المرأة التي تعكس صورة
شخصية الفرد من خلال الأفكار والقيم، و الأداة التي ترتقي به من التفكير الحسي المادي
إلى التفكير المجرد، كما أنها وسيلة التعبير عن مشاعر الفرد وانفعالاته وعواطفه المختلفة
النقد :
غير أن هذا الموقف
يتجاهل بان اللغة ليست قدرة فردية بل هي مؤسسة وهيگل اجتماعي يتلقى فيه الفرد جميع
صور التعبير، ومدلولات الأشياء. ثم ان من القدرات الفكرية وعمليات تطويرها
وما تنتجه من إبداع أليس يتم في محيط اجتماعی، پبادله الرأي و يتلقى منه التجارب؟ كما
أن طرق التفكير ونماذجه المختلفة فاضبط الاجتماعي هو الذي يعدها في شكل مناهج تربوية
وتعليمية اكتسبها الأفراد في ما مؤسساتهم المختلفة:
الأسرة، المسجد، المدرسة..... من جهة ثالثة بعد أن جميع انفعالات الفرد وكل ما يبوح
به يقتضي وجود الأخر كطرف يتفاعل معه و يبادله الشعور وهذا يفرض وجود إطارا اجتماعيا
للتلاقی و التلقي، لأنه يستحيل أن يمارس الفرد كل هاته الأفعال وهو معزول عن المحيط
الاجتماعي، كل هذه الانتقادات تدفعنا لتدعيم الأطروحة بحجج جديدة.
دعم منطق الأطروحة بحجج شخصية:
في الواقع إن اللغة هي التي ترتقي بالفرد من مستوى
المبهم و الغريزي إلى مستوى الفهم وتبادل الخبرات داخل الدائرة الاجتماعية والإنسانية،
لهذا أعته ها "غسدروف" هي كلمة السر التي تدخل الطفل إلى العالم الإنساني.
زيادة على أن اللغة هي الأداة التي تبلور الحبات البشرية و تجارب الأمم والجماعات ان
شکل کلام مفهوم، يتفاعل معه الأفراد ويستفيدون منه، من جهة أخرى حفظ التراث الثقافي
غير الأجيال، وتصون إنجازات الأمم وأفرادها كذاكرة للإنسانية لا تعرف الخيانة.
حل المشكلة:
و نستنتج في الأخير أن الأطروحة القائلة: "أن
وظيفة اللغة تنحصر في تحقيق التكيف بين الفرد والمجتمع" أطروحة صحيحة ومشروعة
و بالتالي يمكن الدفاع عنها و تبنيها"
تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا