JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تحليل نص برتراند رسل في الذاكرة والخيال


تحليل نص برتراند رسل في الذاكرة والخيال 

 "نص". "... لماذا ننسب الصورة المستدعاة إلى الماضي حينا ونسميها تذكرا، وننسبها إلى | خلق الخيال حينا آخر؟ الرأي عندي هو أن الذاكرة أعمق جذورا من الخيال، | فالخيال في جوهره ترکیب جدید لعناصر معروفة، أما التركيب الذي يحدث في حالة التذكر فلا يكون جديدا، لأننا نستعيده كما قد حدث فيما مضى، وإذا | كانت العناصر نفسها التي يتألف منها التركيب جديدة لم تسبق لنا في خ برة ماضية فهي إذن عناصر مدركة بالحس لتوها، وبعبارة أخرى نقول: أن المادة الجديدة تأتي عن الإدراكات الحسية فإذا استعدناها فيما بعد كما وقعت لنا... فهو تذكر، أما إذا ركبنا من تلك المادة المدركة بالحس بناءات جديدة نبتكرها ابتكارا من عندنا فهو خيال ... وكما أن الخيال هو ترکیب جدید لعناصر قديمة فكذلك تميز بخاصية أخرى وهي: أن التركيب الجديد لا يحمل معه عند ص احبه اعتقادا بصدق تطابقه مع حالات الواقع كما يقع فعلا، على أن هذه التفرقة بين الصورة الخيالية من جهة وصورة الواقع من جهة أخرى لا تتوفر إلا لمن كان في حالة من الوعي الكامل". برتراند رسل

كتابة مقالة فلسفية حول نص "برتراند رسل"

إن تداخل العمليات النفسية الإنسانية وارتباطاها الوظيفية في حركية النشاط النفسي خاصة بين فعل التذكر وفعل التخيل، مما أدى إلى نوع من الخلط بينهما، وو او فا عند هذه المسألة جاء نص "برتراند رسل" لمعالجتها وتحديد موقع ووظيفة كل من فعل التذكر والتخيل وإظهار محالات التمايز بينهما وهنا نتساءل: كيف يمكن أن نفهم فعل التذكر دون أن نخلطه بفعل التخيل؟
يری "برتراند رسل" أن الخلط الشائع بين التذكر والتخيل قائم لاشتراكهما في استخدام آلية الاسترجاع قصد التعامل مع عناصر الخبرة الماضية وهذا أمر يحتاج إلى تحليل وتوضيح، لفهم وظيفة التذكر وطبيعته، وكذا فعل التخيل وحقيقته مما جعل صاحب النص يفرق بينهما، من حيث أنه جعل التذكر أعمق جذورا من التخيل، وأنه استرجاع مألوف ومغلق على الحالة التي عرفناها سابقا، بعكس التخيل الذي يعتبره ترکیب جدید وبناء مبتكر في تشكيل عناصر الخبرة الماضية. ويؤكد صاحب النص أن التذكر فعل أمين، يحافظ على صورة الخبرة الماضية كما أدركناها سابقا ويستدعيها كما هي، دون تشويه

 أو تحوير في نطاق الزمان والمكان، أما التخيل فهو يتعامل مع عناصر الإدراك بنوع من التحرر والانفتاح، ونوع من التغيير على النحو الذي تشاؤه الذات، لابداع صور جديدة، وبناءات مبتكرة لا مثيل لها في الواقع، يقول "لالاند": "التذكر وظيفة نفسية تتمثل في إعادة بناء حالة شعورية ماضية مع التعرف عليها من حيث هي كذلك" أما التخيل فيقول فيه: "هو ملكة تركيب شيئا لا واقعيا ولا موجودا".
و هذا ما يؤكده صاحب النص بقوله: " أن المادة الجديدة تأتي من الإدراكات الحسية فإذا استعدناها فيما بعد كما وقعت لنا... فهو تذكر، أما إذا ركبنا من تلك المادة المدركة بالحس بناءات جديدة نبتكرها ابتکارا من عندنا فهو خيال...". كما يصرح صاحب النص أن التذكر استدعاء عفوي أو إرادي تطلبه الذات قصد التكيف مع المواقف الحاضرة، ومواجهة ما يعترضها من مسائل، لأنها تمثل رصيد الإنسان ومجموع ما حصله من خبرات ومعارف لذلك فهي تتميز بنوع من الثقة واليقين والمصداقية. أما التخيل فهو نوع من التحرر والانفتاح الفكري والذي يتجاوز حدود الواقع ومعطياته، وبالتالي قد لا ينسجم مع الواقع ولا يتطابق معه، وهذا ما تعبر عنه أعمال الفنانين والأدباء والفلاسفة والعلماء وإبداعاتهم المختلفة والتي قد تكون غريبة ولا يقبلها الحس المشترك إلا بعد مدة. يقول "باشلار": "التخيل... هو على وجه الخصوص الملكة التي نتحرر بها من الصورة الأولى والتي نستبدل بهما الصور، فإذا لم يكن هناك تغيير للصور وجمع غير متوقع للصور لم يكن هناك تخيل". و بالتالي فهناك اختلاف و تمایز حقيقي وإجرائي بين فعل التذكر وفعل التخيل. 

 النقد : * إن نص "برتراند رسل" عمل على توضيح حقيقة الفروق بين وظيفة التذكر والتخيل، وهذا حتى يرفع الخلط والالتباس الشائع بين الناس في حكمهم على استرجاع صور الخبرة الماضية، وقد وفق في بناء مقارنة وظيفية لرسم حدود ومعنى كل منهما، ولكن هذا لا يجعلنا نفهم أن بينهما انفصال مطلق لأن ذلك مستحيل، لأن التذكر مرتبط بالتخيل والعكس صحيح.


      في حل المشكلة :
 التذكر والتخيل من القدرات العقلية العليا، بالرغم مما يظهر بينهما من الاختلاف والتمايز في التعبير عن صور الخبرة الماضية وما تطلبه الذات، إلا أنهما من جهة  أخرى يرتبطان ويتداخلان وظيفيا للتعبير عن توازن الذات وتكيفها مع العالم الخارجي.

 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا


الاسمبريد إلكترونيرسالة