JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Accueil

قارن بين التذكر والتخيل وما طبيعة العلاقة بينهما - مقالة مقارنة

الموضوع : قيل " عندما نتذكر , وعندما نتخيل نتذكر "
  بناءا على هذا القول قارن بين التذكر والتخيل  وما طبيعة العلاقة بينهما
الطريقة : مقارنة
طرح المشكلة:
الإنسان في نطاق تعامله مع موضوعات العالم الخارجي، يعيش حياة متداخلة الأبعاد، الماضي والحاضر والمستقبل... فإذا كان الإحساس والإدراك يعبران عن الحاضر الراهن، فإن الرجوع إلى الماضي واسترجاعه بمعانيه وأحداثه وصوره، وتجاوز ذلك إلى استشراف المستقبل هو من مهمة الذاكرة والخيال وتداخل نشاطاتهم، وهذا ما يستوقفنا أمام هذه المقولة المطروحة في موضوعنا، ويدعونا إلى التساؤل: ما الفرق بين التذكر والتخيل؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟

في محاولة حل المشكلة:
مواطن الاختلاف:
إن التذكر من حيث المفهوم هو الوظيفة التي تعمل على حفظ وتخزين الخبرات والمعلومات والمعارف التعليمية، والمهارات الحركية والاجتماعية المختلفة واستبقائها، يقول "جورج میلر": "الذاكرة هي حفظ واستبقاء المهارات والمعلومات السابق اکتسابها". أما التخيل فهو قوة مصورة تستحضر الصور بعد غياب الأشياء التي أحدثتها، كما أنه قدرة على التصرف في الصور بالتحليل والتركيب و بالإنقاص والزيادة، لهذا عرفه "ابن سينا": "بأنه قدرة العقل على التصرف في الصور بالتركيب والتحليل"، واعتبره "لالاند": "ملكة تركيب شيئا لا واقعيا ولا موجودا" من جهة أخرى فالتذكر هو عملية استدعاء 

واسترجاع للخبرة الشعورية الماضية بأحوالها وعناصرها قصد التكيف مع المواقف الراهنة مما يعني أنه استرجاع مألوف وعملية مغلقة على معطيات الإدراك وما خبرته الذات و حصلته سابقا. لذلك يقول "لالاند": "التذكر وظيفة نفسية تتمثل في إعادة بناء حالة شعورية ماضية مع التعرف عليها من حيث هي كذلك". أما التخيل فهو قدرة نفسية على التحرر من صور الإدراك ومعطيات الخبرة الماضية وبالتالي تجاوز الواقع الراهن، واستشراف المستقبل وإنشاء الصور الجديدة، فالتخيل تعبير عن الحرية والانفتاح وممارسة التغيير، يقول "غاستون باشلار": "التخيل ليس ملكة تكوين الصور، بل هو ملكة تغيير الصور التي يقدمها الإدراك". من ناحية ثالثة تبقى عملية التذكر رهينة الماضي وعناصره لأنها تستثمر كخبرات ذاتية قصد تقديم حلول للمشكلات الحاضرة ومواجهتها، أي فهم الحاضر و مشکلاته، باستثمار الماضي وخبراته. أما التخيل فهو إبداع و ابتکار، وانفتاح فکري وخصوبة إيجابة تحاول الانفلات من الحاضر نحو المستقبل وتقديم صور جديدة لم تكن موجودة من قبل.

مواطن الاتفاق إن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها في فهم عمليتي التذكر والتخيل هي أهما وظيفتان نفسيتان تحملهما الذات الإنسانية، كقدرات عقلية عليا. كما أنهما يجسدان فعالية وعي الذات لذاتها وما يحيط بها قصد التكيف مع المحيط والتأقلم مع ظروفه. زيادة على اشتراكهما في التعامل مع معطيات التجربة الإدراكية وما يقدمه من
وقائع.
مواطن التداخل إن عملية التمييز بين عناصر التذكر والتخيل نظريا، لا تعني الفصل المطلق والصارم پاها، لأن ذلك أمر مستحيل عمليا، على اعتبار أن هناك ارتباط وثيق وتناسق وظيفي بين القدرات العقلية جميعها، خاصة بين التذكر والتخيل والإدراك. فممارسة التذكر لا تستغني عن شيء من التخيل لأن الخبرة الإنسانية مرتبطة بصورها كما لا نستطيع أن نستغني عن التذكر ونحن بصدد التخيل لأنه مرتبط بعمليات الاسترجاع، وتفعيل مادة الخبرة وهما أسس عملية التذكر. و بالتالي تداخل عمليات التذكر والتخيل و تکامل وظائفهما. .


في حل المشكلة: التذكر والتخيل عمليات عقلية متناسقة ومتكاملة، كل واحدة منها تخدم الأخرى و تستفيد منها لذلك فالتمييز بين التذكر والتخيل هو تمييز للدراسة والفهم علی المستوى النظري فقط وبالتالي فالمقولة صحيحة ومبررة.

 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا


NomE-mailMessage