JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

أبطل الأطروحة القائلة: "إن التذكر ظاهرة بيولوجية أساسها الدماغ " إستقصاء بالرفع


أبطل الأطروحة القائلة: "إن التذكر ظاهرة بيولوجية أساسها الدماغ" إستقصاء بالرفع 
الطريقة : إستقصاء بالرفع
طرح المشكلة:
 المعروف عند علماء علم النفس الحديث أن التذكر عملية نفسية واعية قوامها الشعور وظيفتها حفظ الخبرات والمعارف والمهارات بمختلف أشكالها مع القدرة على إعادة إحيائها واسترجاعها، فهي مادة مخنة في أعماق النفس تحري مع ديمومة الشعور، لكن هناك من يعترض على هذه الفكرة ويرفضها تماما ويرد طبيعة التذكر إلى خصائص عضوية مادية، وأن عملية تثبيت الذكريات مرتبطة بأعضاء بيولوجية آلية موجودة على مستوى الدماغ وهي المسؤولة عن مختلف عملیات التذكر، لكن ما يجعلنا نشك في هذه الأطروحة الأخيرة، هو أن جل الذكريات ذات ماهیات معنوية، كما أن صور الأشياء تطرأ عليها تغيرات لكن دلالتها تبقى هي هي، وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل: كيف يمكن إبطال هذه الأطروحة التي تقول أن التذكر ظاهرة بيولوجية أساسها الدماغ.؟ و بالتالي تكذيبها بالحجج ونفي
صحتها؟
في محاولة حل المشكلة:
  عرض منطق الأطروحة: أساس هذه الأأطروحة يدور حول تفسير طبيعة الذاكرة حيث ترجع عملية التذكر إلى خصائص عضوية مادية، تتحكم فيها أعضاء بيولوجية موجودة على مستوى الدماغ وهي المسؤولة عن عن حفظ الذكريات وتخزينها واسترجاعها فالتذكر وظيفة مادية بيولوجية.
وتقوم هذه الأطروحة على المسلمة القائلة : أن الحوادث تترك آثارها في الدماغ على أشكال أثار مادية على خلايا القشرة الدماغية وبذلك تتخزن الذكريات آليا في الا و پل ارتباطات ديناميكية بين الخلايا العصبية . ويؤكد هؤلاء أن التذكر وظيفة عامة في الجهاز العصبي تثبت أكثر عن طريق التكرار، وارول كلما أصيبت منطقة من الدماغ بأي نوع من أنواع التلف، فيصاب بالتلف ما كانت تحتفظ به جزئيا أو كليا على حسب الإصابة ودرجتها.
نقد موقف أنصار الأطروحة: لهذه الأطروحة مناصرون ومن بينهم "ريبو" الذي يؤكد: "أن الذاكرة ظاهرة ابرو أو جهة بالماهية، وظاهرة سيكولوجية بالعرض".. فالذكريات تبقی مرسومة في الدماغ، وتنبعث تحت تأثیر من به خارجي بواسطة تداعي الأفكار كما ينبعث الصوت من الأسطوانة بواسطة الشوكة، لهذا يصرح "تين" أن المخ وعاء يستقبل ويختزن مختلف أنواع الذكريات وقد عبر عن هذا "ابن سينا" حين قال: "أن الذاكرة قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ".
النقد :. غير أن أنصار هذه الأطروحة قد تعرضوا لانتقادات شديدة كلها ترفض تفسير الند، کر تفسيرا ماديا عضويا ومن بين هؤلاء "برغسون" حيث أكد في كتابه "الطاقة الروحية" أنه لو صح حقا أن تكون الذكرى لشيء ما محتفظة في الدماغ لما أمكنني أن أحتفظ لشيء من الأشياء بذكرى واحدة بل بألوف أو بملايين الذكريات، ذلك أن الشيء مهما يكن بسيطا وثابتا فإن أعراضه تتغير بتغير الزاوية التي أنظر منها إليه فكيف إذا كان شخصا تتبدل هيئته وجسمه وملابسه؟ ومع ذلك فإن شعوري يقدم إلي صورة وحيدة أو شبه وحيدة مما يدل على أن الذكريات ليست مسألة تسجيل آلي (مادي). ومن جهة أخرى هناك اضطرابات وصدمات نفسية تؤدي إلى فقدان القدرة على التذكر رغم سلامة الدماغ والجهاز العصبي. كما أن ما غفل عنه هولاء أن الذکريات لیست مادة جامدة بل هي كيفيات شعورية مليئة بالانفعالات والعواطف المختلفة . و كل ما يدفعنا لرفض الأطروحة والعمل على إبطالها:
و إبطال الأطروحة: إن ربط التذكر بمراکز معينة في الدماغ فكرة لا تثبتها أبحاث ودراسات العلماء المعاصرين، بل يبرهنون أن الجهاز العصبي نظام دقيق وأداة ناقلة ومتشابكة تشمل جميع الوظائف الحسية والفكرية لدى الإنسان مما يعني أن الفاعلية العضوية مقتصرة على توضيح الجانب المادي في آلية التذكر فقط، أما التذكر كحقيقة فهو وظيفة حيوية وكيفية شعورية وليس مجرد تسجيل آلي. كما يستغرب "برغسون" من أولئك الذين يتساءلون عن أين تحفظ الذكريات؟ ويجيبهم أن هذا السؤال له معنى حين نتحدث عن الجسم، أما حين نتحدث عن التذكر فليس له أي معنى، لأن الذكريات توجد في الفكر وهي شعور قبل كل شيء. من ناحية أخرى لو نربط التذكر بالدماغ والجملة العصبية فإننا نجد كل الحيوانات تمتلك هذه الأعضاء وبالتالي فهي جميعا تتمتع بقدرة التذكر لكن هذا ما لا نلاحظه عليها فيما تقوم به من ردود أفعال تجاه الكثير من المواقف المتكررة، مما يؤكد أن التذكر ليس وظيفة بيولوجية مادية بل هو ظاهرة نفسية كيفية لهذا يقول "دو لاکروا": "الذكرى نشاط يقوم به الفكر وإمضاء من تسجيله".

في حل المشكلة. التذكر وظيفة نفسية تدل على قدرة عقلية إنسانية وعليه نستنتج أن الأطروحة القائلة: أن التذكر ظاهرة بيولوجية أساسها الدماغ أطروحة باطلة وغير لذلك وجب رفضها.
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا


NameEmailMessage