JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

دافع عن الأطروحة القائلة: "إن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية"


دافع عن الأطروحة القائلة: " إن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية "
- الطريقة : استقصاء بالوضع - 

طرح المشكلة:

 المعروف أن الدراسات المعاصرة في علم النفس كشفت أن الحياة النفسية قد تكون أوسع بكثير من الحياة الشعورية، وأن الوعي الإنساني يعجز عن الاطلاع على كتير من الخفايا المظلمة في النفس، والتي عبرت عنها حالات كثيرة نعايشها، دون أن تعرف أو نعي أسبابها أو دواعي حدوثها، لكن هناك فكرة تناقضها يرى أصحاها أن الشعور يعتير مبدأ وحيد للحياة النفسية، وأن ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا، لأن ما هو نفسی پرادف ما هو شعوري. فكيف يمكننا الدفاع عن هذه الأطروحة الأخيرة التي تقول: أن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية؟ وما هي مبررات إثبات مشروعيتها؟

في محاولة حل المشكلة :

عرض منطق الأطروحة :

 إن الفكرة الكلاسيكية التي انتشرت حول النشاط النفسي هو أن الشعور قوام الحياة النفسية الإنسانية، وأن الأنا يعي جميع نشاطاته وأفعاله، ويعرف كل أحوال النفس و حوادثها، فالشعور والحياة النفسية مترادفان، ومتساوبان وقد قامت هذه الأطروحة على مجموعة مسلمات أهمها: أن الشعور معطى أولي، ومادة لكل حياة نفسية، وأي غياب أو انعدام له معناه، غياب النفس وانعدامها، ولهذا لا يمكن القول أن الإنسان يشعر أحيانا، ولا يشعر أحيانا أخرى، لأن شعور النفس متواصل ومستمر.  كما أنه إذا سلمنا أن الوعي هو جوهر الوجود الإنسان، والمعبر عنه ، فإنه من التناقض بعد ذلك أن نتصور عقلا لا يعقل، ونفسا لا تشعر ، ولا تعي أحوالها، ولهذا كان كل نشاط نفسي هو بالضرورة نشاط شعوري. وقد دعم أنصار هذه الأطروحة مسلماتهم بحجج مختلفة لتأكيدها:
 فقد اعتقد فلاسفة الاتجاه العقلاني الحديث وعلى رأسهم "ديكارت"، "آلان"، "كانط" بالتطابق المطلق والمعقولية التامة بين الموضوع والعلم به، و بالتالي الشعور والحياة النفسية مترادفان. هذا يؤكد "ديكارت" : أنه لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفزيولوجية، يقول: "إن الروح (أي الفكر) تستطيع تأمل أشياء كثيرة في آن واحد والمثابرة في تفكيرها، وتأمل أفكارها كلما أرادت والشعور من ثمة بكل واحدة منها  ". فالإنسان يعي كل ما يجري في نفسه، ويشعر بأفعاله بوضوح. يقول "آلان": ".. إن الإنسان لا يستطيع أن يفكر دون أن يشعر بتفكيره". و على هذا فالفكر والشعور يمثل ماهية الحياة النفسية و أساس المعرفة، لهذا يقول: "لالاند": "... لا توجد معرفة خارج دائرة الشعور" ويؤكد الفيلسوف "هنري آي" هذا بقوله: "الشعور والحياة النفسية مترادفان وبالتالي فإن الظاهرة إما لاشعورية فيزيائية أو شعورية نفسية

عرض منطق الخصوم ونقدهم:

ترى مدرسة التحليل النفسي وعلى رأسها "فرويد" أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية، وأن هناك خفايا مظلمة في النفس يعجز الشعور عن معرفتها أو وعي أسبابها، وبالتالي وجود أدلة ترفض مطابقة الشعور مع الحياة النفسية، وتبرر في نفس الوقت وجود اللاشعور. ومظاهر ذلك وجود مكبوتات لاشعورية، کالاكتئاب المفاجئ، الأحلام، النسيان، فلتان اللسان ... يقول "فرويد": "إن تقسيم الحياة النفسية إلى ما هو شعوري وما هو لاشعوري هو الفرض الأساسي الذي يقوم عليه التحليل النفسي".

النقد :

لكن فكرة اللاشعور کجائب خفي في النفس ما هو إلا مجرد افتراض ولم يرق إلى مستوى الحقيقة العلمية المؤكدة، كما يعتبر الطبيب استیکال" أن اللاشعور محرد تجاهل للأفكار والحقائق وأن الأفكار المكبوتة هي تحت شعورية يخفيها المريض ع ن قصد خوفا من رؤية الحقيقة، ويرفض سارتر فكرة اللاشعور ويعتبره مجرد خداع. من ناحية أخرى ربط اللاشعور بالمكبوتات والغرائز والأهواء وربط السلوك بما، قد يكون ذريعة تعلق عليها الإخفاقات كما أنها انتقاص من شأن الإرادة و حرية الاختيار . وكل هذه الانتقادات تدعونا إلى البحث عن حجج جديدة لتدعيم الأطروحة:

دعم منطق الأطروحة بحجج شخصية:
إن النفس ذات ديمومة شعورية، ولا وجود لحياة نفسية خارج الشعور لأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعي وجوده ويشعر بكل ما يطرأ على مستوى هذا الوجود من خلال المعايشة والانفعال والتفاعل. كما أن مهاجمة الشعور ونعته بالقصور بحجة ما يحدث أثناء النوم من أحلام و کلام هو دلیل ضعيف لأن فيه خلط بين الشعور والإحساس، فالنوم لا يعطل الشعور المرتبط بالنفس ولكن يعطل الإحساس والدليل على ذلك تذكر صور تلك الأحلام، والتي تعبر أحيانا عن كشف خفايا وأسرار كونية. و من جهة ثالثة فالنفس مرتبطة دائما بالشعور لهذا فهي تعي حاضرها وتتذكر أحداث ماضيها، وتأمل نحو المستقبل، وذلك في وحدة واعية ومتكاملة، يقول "ابن سینا": "تأمل أيها العاقل في أنك اليوم في نفسك هو الذي كان موجودا في جميع عمرك، وأنت تعلم بقاء ذاتك في هذه المدة، بل وجميع عمرك، وهكذا فحاضرنا يحمل في طياته ماضينا، ويعد مستقبلنا، ولا يكون إلا بواسطة النفس" .
في حل المشكلة :
. نستنتج أن الأطروحة القائلة: أن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية أطروحة صحيحة ومشروعة، لأن الشعور بالذات وما يصدر منها هو المحدد الفعلي لحقيقة وجودها وأمام الآخرين.

 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا


دافع عن الأطروحة القائلة إن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية



الاسمبريد إلكترونيرسالة