JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

دافع عن هذه الأطروحة " إن مدرسة التحليل النفسي ترفض المطابقة بين النفس والوعي"

 دافع عن هذه الأطروحةإن مدرسة التحليل النفسي ترفض المطابقة بين النفس والوعي"

الطريقة : استقصاء بالوضع
طرح المشكلة:

لقد اعتقد الكثير من فلاسفة الاتجاه العقلاني الذي أرسى دعائمه "ديكارت" في العصر الحديث أن الشعور هو قوام الحياة النفسية والمعبر عن ماهيتها، وقد أخذت هذه الفكرة عمقها مع مدرسة علم النفس التقليدي الذي اعتبر أن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية، فكل نشاط نفسي هو بالضرورة نشاط شعوري أي المطابقة بين النفس والوعي، لكن مدرسة التحليل النفسي ودراساتها المعاصرة، تناقض هذا الاتجاه من خلال رفضها المطلق للمطابقة بين النفس والوعي، لأنه ليس كل نشاط نفسي هو نشاط شعوري بالضرورة، فالحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية، وبالتالي عجز الوعي عن معرفة خفايا النفس ونشاطاتها وهذا ما يدفعنا لإعادة النظر في علاقة النفس بالوعي (الشعور) وهنا نتساءل: كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة التي ترفض المطابقة بين النفس والوعي؟ وكيف يمكن إثبات مشروعيتها والدفاع عنها؟

محاولة حل المشكلة:

 عرض منطق الأطروحة:
 تتمركز حقيقة هذه الأطروحة حول معرفة النفس الإنسانية والأساس الذي يعبر عن طبيعتها وحقيقتها، ويكشف عن أحوالها ونشاطاتها، فالوعي کنشاط شعوري ذاتي نعرف به خفايا النفس و أسرارها، عاجز عن الإحاطة بكل أحوال النفس وفعالياتها لأن النشاط الشعوري ليس مرادفا ولا مساويا للنشاط النفسي. هذا ترفض مدرسة التحليل النفسي المطابقة بين النفس والوعي، وقد اعتمدت في بناء هذه الأطروحة على مجموعة مسلمات أهمها: إن الإدعاء بأن الوعي يدرك ويعرف كل ما يحدث في أنفسنا ليس هناك أي دليل على صحته علميا وواقعيا، فكثيرة هي الوقائع والمظاهر النفسية التي تجعلنا نشك في ذلك، لأنها مجهولة الأسباب ولا نعرف مبرراها. كما أن عدم التسليم بوجود بحال آخر في النفس (اللاشعور) مقابل للشعور يجعل جزء من سلوكات الإنسان غامضة ومجهولة الدوافع، وبالتالي العجز عن تفسيرها. وتؤكد مدرسة التحليل النفسي وعلى رأسها "فرويد" على 

هذه المسلمات مجموعة حجج: إن الحياة النفسية أوسع بكثير من الحياة الشعورية ولهذا يشبه "فرويد" الوعي الإنساني بقطعة كبيرة من الجليد يطفو جزء منها فوق الماء (الشعور) ولكن معظمها يبقى مختف تحت سطح الماء (اللاشعور)، لذلك لا ينفي "فرويد" وجود الشعور، ولكن يرفض أن يكون مطابقا ومساويا للحياة النفسية، يقول: "إن تقسيم الحياة النفسية إلى ما هو شعوري وما هو لاشعوري هو الفرض الأساسي الذي يقوم عليه التحليل النفسي". كما كشفت دراسات التحليل النفسي على العلاقة القائمة بين الكثير م ن الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، والتي تظهر من خلال الأحلام، فلتان اللسان، النسيان، الاكتئاب، زلات القلم.... وأثبتت التجارب الإكلينيكية والطرق العلاجية في التحليل النفسي أن هذه المكبوتات الخفية و المظلمة والهاربة من س احة الوعي، أنها هي المسؤولة عن تلك الأمراض النفسية (الهستيريا، الصرع،...) وأن الشفاء منها لا يتم إلا من خلال مواجهتها، ونقلها من مجال اللاشعور إلى س احة الشعور. وكل هذا يؤكد أن النشاط النفسي غير مطابق للوعي وما نشعر به.

عرض منطق الخصوم ونقدهم  :
ترى المدرسة التقليدية التي يمثلها الفلاسفة العقليون ومنهم "ديكارت" و "ابن سينا و"آلان" وكذلك "برغسون" من الاتجاه النفسي أن الإنسان ثنائية تحمل الجسد والفكر، فإذا كانت النشاطات العضوية الفيزيولوجية غير شعورية، فإن الحياة النفسية عندهم كلها شعورية، ويؤكدون أن الذي يحدد جوهر الإنسان هو قدرته على معرفة نفسه بنفسه، ومصاحبة شعوره لكل أحواله النفسية ولهذا يقولون جازمین: بالمطابقة بين النفس والوعي.

 النقد :
* لكن هذا الاتجاه القائل بالوعي العارف والمتبصر والمنتبه إلى جميع نشاطات النفس وأفعالها، كثيرة هي الوقائع والأعراض النفسية التي تدعونا للشك فيه. لأننا لا نجد تفسيرا أو معرفة تبررها، كالاكتئاب المفاجئ أو الانجذاب إلى شخص ما أو النفور منه... الشعور بكره شخص ما نراه لأول مرة دون سبب، سيطرة بعض الأحلام المتشائمة ولا تفسير لها... كل هذه الأحداث لا بد لها من محرك وهو يقينا لیس الشعور، إذن فهو اللاشعور. مما يعني أن الحياة النفسية ليس مطابقة للحياة الشعورية الواعية

دعم منطق الأطروحة بحجج شخصية: لقد أكد الفيلسوف اليبنتز" أن الأنا تفكر باستمرار لكنها لا تسطيع الانتقال بفكرها من موضوع إلى أخر إلا بالنسيان وهذا يوحي بوجود أفكار في النفس نعيها ونشعر بها، وأخرى غيب ولا نعيها، وأثبتت دراسات "بير فايم" أن أي فكرة إذا ما رسخت في الذهن فإنها تصبح تمارس نشاطا لا شعوريا وأكد "فرويد" أن الأفعال الواعية سوف تفقد تماسكها وعدم قابليتها للفهم إذا زعمنا أن الوعي وحده هو المتحكم فيها، وهذا ما يقتضي التسليم بوجود اللاشعور، وبالتالي عدم التطابق بين النفس والوعي.

في حل المشكلة. نخلص أن الأطروحة القائلة: "أن مدرسة التحليل النفسي ترفض المطابقة بين النفس والوعي" أطروحة صحيحة ولها ما يبررها، لأن النفس الإنسانية أوسع من الحياة الشعورية.

 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا


دافع عن هذه الأطروحة " إن مدرسة التحليل النفسي ترفض المطابقة بين النفس والوعي"



الاسمبريد إلكترونيرسالة