JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

" إن العادة تجرد الإنسان من إنسانيته "- دافع عن هذه الأطروحة

قيل  "إن العادة تجرد الإنسان من إنسانيته"-دافع عن هذه الأطروحة 
مقالة إستقصاء بالوضع في العادة والإرادة


طرح المشكلة: المعروف أن العادة قدرة مكتسبة على أداء الأعمال، مع الدقة والسرعة والاقتصاد في الجهد، فهي ظاهرة حيوية خاصة، تكسب الإرادة مرونة وفعالية في التكيف ومواجهة المواقف، لكن هناك وجهة نظر أخرى تناقض هذه الفكرة يرى أصحابها أن العادة عندما تبلغ درجة من الثبات والصلابة والتحجر والآلية، فتطبع الفكر برتابة قاتلة، وتمسك السلوك بنماذج محددة، وتقف عقبة أمام التغيير والتجديد. مما دفع هؤلاء للقول أن العادة تجرد الإنسان من إنسانيته، وهنا نتساءل: كيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة؟ وكيف نثبت صحتها ومشروعيتها؟

في محاولة حل المشكلة:
 عرض منطق الأطروحة : إن أساس هذه الأطروحة يتمحور حول دور العادة وأثرها على الإنسان وسلوكه) باعتبار أن العادة سلوك آلي لا تفكير فيه ولا إرادة و بالتالي ضعف مراقبة العقل وزوال الشعور والوعي عن السلوك وتوجيهه، وفي هذا تحريد للإنسان من إنسانيته . وتقوم هذه الأطروحة على مجموعة مسلمات أهمها: - أن العادة سلوك يقوم على أساس التكرار الفاقد للوعي والانتباه لهذا وصفها "أرسطو" بأنها طبيعة ثانية أي تشبه الأفعال الغريزية التي لها ش كل واحد ولا تتغير.
. كما أن أفعال العادة ثابتة ومحددة وفيها من الرتابة والجمود ما يحد من فعالية الشعور ويعيق إرادة الإنسان. و يؤكد أنصار هذه الأطروحة وبالخصوص أصحاب النظرية الآلية وكذلك "دیکارت" وغيرهم: أن العادة آلية ثابتة يتحكم فيها نفس القوانين الطبيعية الثابتة التي تقاوم كل تغيير، وترفض كل جديد وهذا ما يشل فعالية الإنسان، وتتسلط على شعوره، وتدخله في روتين جامد. - ويصرح الفيلسوف الألماني "كانط" أنه كلما ازدادت العادات عند الإنسان و استحکمت، كلما أصبح أقل حرية واستقلالية، ويظهر ذلك بوضوح في العادات السلبية التي تشكل خطرا على القيم والبعد الأخلاقي للوجود الإنساني، كالإدمان، الانحراف، الإجرام ..... إلخ. كما أن سيطرة العادات تقتل روح الإبداع والمبادرة لدى الإنسان وتطبع الفكر بروتين ممل، وتشجع على التقليد والمحافظة على ما هو معروف ورفض أي تغيير . وكل هذا يثبت دور العادة في تحريد الإنسان من إنسانيته .

" عرض منطق الخصوم ونقدهم: حيث يرى هؤلاء الخصوم أن العادة أداة تكيف ضرورية عند الإنسان وهي قدرة سلوكية لمواجهة المواقف بمهارة وفعالية، فبفضل التعود تكتسب الإرادة القوية والعزم الذي لا يقهر ، كما أن التفكير الناجح والأخلاق والقيم الصالحة لا تأتي فجأة بل تنمو وتتشكل بالتمرس والتعود والتدريب. و ما يظهر من سلبيات العادات فهي لا تقوى على أن تحرد الإنسان من إنسانيته، لأنه كائن عاقل ويملك إرادة حرة يتجاوز بها السيء من العادات ويشكل ذاته بالمرونة التي تتلاءم مع واقعه.
 النقد : 
 - لكن لو كانت العادة مرونة في التكيف ومهارة في السلوك. لماذا يرفض أصحابها أي تغيير بل ويصابون بالاضطراب و اختلال التوازن السلوكي، وعدم القدرة على التحكم والتوجيه؟
كما أنه لو لم تكن العادة محردة الإنسانية الإنسان فعلا و مستبدة به لماذا يقبل المنحرف ما يلحقه من الذل والرفض من الآخرين ولكنه لا يقوى على التغيير؟ ويمكن أن نلاحظ هذا بوضوح فيمن تتحكم فيهم الحمر وتستبد بعقولهم.... زيادة على أن أصحاب العادات لا يجدون راحة نفسية إلا فيما ألفوه، لذلك أي مبادرات جديدة تصيبهم بالقلق والتوتر بل ويعملون على محاربة أصحابها... أليس هذا كله دليل على أن العادة تحرد الإنسان من إنسانيته .

 دعم منطق الأطروحة بحجج شخصية: إن استبداد العادة وطغياها في حياة الإنسان يجعل منها سلطانا قاهرا للذات، وشبه حتمية ضاغطة على السلوك والفكر وقاتلة لديمومة الشعور المتجدد باستمرار حسب تعبير "برغسون" يقول "جون ديوي" في وصف سيطرة العادة: "فهي تحكم قيادة أفكارنا فتحدد ما يظهر منها وما يقوى وما ينبغي له أن يذهب من النور إلى الظلام" . و يقول الشاعر "برودوم": "إن جميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشرا، وبحركاتهم آلات".

 حل المشكلة:
 نستنتج أن الأطروحة القائلة: "أن العادة تجرد الإنسان من إنسانيته" أطروحة صحيحة وجب الدفاع عنها، لأن سلوك العادة تكرار آلي يتصف بالرتابة والجمود
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا


قيل " إن العادة تجرد الإنسان من إنسانيته دافع عن هذه الأطروحة



الاسمبريد إلكترونيرسالة