JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تحليل نص كلودبرنار " شروط التجريب "


تحليل نص كلودبرنار " شروط التجريب "
كتابة مقالة حول مضمون النص كلودبرنار

طرح المشكلة:
 إن العلم عبارة عن قدر كبير من المعرفة بحقائق الطبيعة، والسيطرة عليها ، ولقد كان سعي  الإنسان منذ القدم هو تحصيل المعرفة، والتروع إلى إدراك العلاقات والأسباب التي تحكم الظواهر الطبيعية، وقد اشتد هذا التأثير المعرفي في العصر الحديث وخاصة في القرن الثامن عشر، وما أحدثه "نيوتن" من ثورة في ص ياغة قوانين الطبيعة، صار معها العالم ينظر إلى الطبيعة على أنما آلة كبيرة، تقع الحوادث فيها طبقا لحتمية كونية صارمة، بمعنى أن كل ظاهرة مقيدة بشروط توجب حدوثها اضطرارا. وأما محكومة بعلاقات ضرورية ثابتة لا يمكنها أن تخرج عن نطاقها. من هذا التصور المنهجية العلم وطريقته في فهم الظواهر و تفسيرها والحكم عليها، قدم "كلود برنار" نصه هذا توجيها لكيفية البحث، وتحديدا الأسلوب التجريب على الظواهر التي لا تنطا ع لشروطها المحددة، وموقف الباحث منها. ومنه نتساءل: هل عدم القدرة على توقع حصول ظواهر معينة وتعارضها مع شروطها المحددة يعود إلى جهلنا المؤقت بما أم أنها تستعصي على الدراسة؟ أم يجب رفضها و تكذيبها لأنها لا تنسجم مع روح العلم؟
في محاولة حل المشكلة :
 في الحقيقة إن كل ظاهرة في الطبيعة أو أي حادث يحدث فيها إلا وله سبب، ذلك هو المبدأ الموجه للعقل البشري، والمنظم لعملياته خ لال البحث في الحوادث الواقعية، لهذا يرى "كلود برنار" أن كل ظاهرة تخضع في حدوثها لمجموعة من الشروط المحددة، أي على نحو لا يحمل أي استثناء، فإذا عرف المحرب شروط  وجودها، واستطلاع أعفيذها فإن الظاهرة تحدث بالضرورة تبعا لما حدده. لذلك أي استثناء في الظاهرة، أو أي ظهور لها في صورة مخالفة لشروطها و متناقضة معها  ، تقتضي من الباحث رفض هذه الحالات وعدم قبولها وإظهار أنها غير مقبولة علميا أبدا، يقول "برنار": "إذا بدت إحدى الظواهر في تجربة ما بمظهر التناقض الشديد، وجب على العقل أن يكذبها". ويؤكد "برنار" أن الدراسة الاستقرائية التي تحتكم إلى المقياس التجريبي والاعتماد على مبدأ الحتمية في التفسير ترفض كل احتمال أو نتيجة غير مؤكدة، فإذا أجرى الباحث تجربة ما ثم أعادها في ظروف أخرى، فوجد أن النتائج التي انتهى إليها في كلتا الحالتين مختلفة ومتناقضة وجب عليه ألا يقبل هذه الحقيقة ولا يسلم جما، بل عليه أن يرفضها وأن ينكرها لأنها غير مقبولة علميا، بل يؤكد أن ذلك التناقض في الظاهرة قد يعود إلى تغير الظروف التي توجد فيها الظواهر، أو إلى خطأ أو خلل وعجز في وسائل بحثه، وعدم قدرتها على استيعاب الظاهرة وتحديد شروطها، لذا على الباحث أن لا يتسرع، وأن يكون نزيها، يعمل على استقراء كل أبعاد الظاهرة، ثم يسلط النقد والفحص على كل وسائله وطرقه التجريبية. حتى يصل إلى تفسير مقبول و موضوعي للتناقض الذي ظهرت به الظاهرة. ويؤكد "برنار" أن العالم عليه في كل الأحوال وفي كل مراحل البحث أن يؤمن بقناعة مبدئية هي أنه يشك دائما في وسائل البحث، وطرق الدراسة ، وأن يثق بالمقابل في العلم ومبادئه الأساسية التي يقوم عليها، وعلى رأسها مبدأ الحتمية التي تحكم جميع الظواهر، والضامن لنظام الأشياء وثباتها، بلا استثناء أو احتمال أو تقلب، وعلى ضوئها يتم تفسير الظواهر، والحكم العلمي الصحيح عليها، لهذا يقول "کورنو": "قد يحدث أحيانا أن يغيب عنا سبب الظاهرة، أو أن نتخذ سببا ما ليس بسبب، ولكن: لا عجزنا عن تطبيق مبدأ السببية، ولا الأخطاء التي تقع فيها عند تطبيقه، بقادرين على زعزعة إيماننا هذا المبدأ الذي نعتبره قاعدة مطلقة وضرورية"، ويقول "برنار": "إن الشعور بمبدأ الحتمية هو الصفة المميزة التي يتميز بها العالم الجدير بهذا الاسم" .
الصيغة المنطقية للحجة: * إذا كانت الظواهر تخضع لمبدأ الحتمية فإنها تحدث وفق شروط ضرورية توجب حدوثها. - لكنها تحدث وفق شروط ضرورية. إذا فهي تخضع لمبدأ الحتمية.
* لكن التفسير العلمي للظواهر وفق مبدأ الحتمية المحدد لشروط الظواهر يمكن تطبيقه على نظام الظواهر الذي نعرفه، لكن ما نجهله وما لم نتصوره لا يمكن الحكم عليه علميا لأنه غير محدد عندنا بعد. - كما أن دراسات الميكروفيزياء أثبتت صعوبة تحديد القوانين والحكم على الأجزاء الصغيرة، لأن ما يصدق بالنسبة إلى المجموع لا يمكن أن يكون ص ادقا بالنسبة إلى كل عنصر من عناصره، وهذا ما أدى إلى ظهور أزمة مبدأ الحتمية، وظهور مبدأ اللاحتمية، وما أفرزه من أبعاد الاحتمال في التفسير والحكم على الظواهر.
في حل المشكلة: 
إن تفسير حقيقة الظواهر علميا يقتضي ضرورة إلحاق الظاهرة بشروط حدوثها و بالتالي رفض أي تفسير غير سبي، لأنه غير مقبول علميا، أما مبدأ الحتمية فهو افتراض منهجي فرضته طبيعة العمل الاستقرائي وتبريراته.
"نص". " إذا بدت إحدى الظواهر في تجربة ما، بمظهر التناقض الشديد بحيث لا ترتبط على نحو ضروري بشروط وجودها المحددة، وجب على العقل أن يكذبا علی اعتبار أنها ظاهرة غير علمية، وينبغي للمرء أن ينتظر أو أن يبحث ببعض التجارب المباشرة عن سبب الخطأ الذي أمكن أن يتسرب إلى ملاحظته. إنه أوجب، بالفعل أن يكون هناك خطأ أو عدم كفاية الملاحظة، ذلك أن قبول ظاهرة لا يمكن تحديد شروط وجودها لا يعدو أن يكون إنكارا للعلم. يجب على الباحث أن يؤمن بالعلم ويشك في كل وسائل ملاحظته، ويجب عليه أن يبحث بجهوده الخاصة عن الخروج من مثل هذا الغموض، لكن لا يمكن أبدا أن يتأتی إلى ذهنه إنكار الحتمية المطلقة للظواهر، لأن الشعور بمبدأ هذه الحتمية هو الصفة المميزة التي يتميز بها العالم الجدير بهذا الاسم" ."كلود برنار"
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا

 


الاسمبريد إلكترونيرسالة