JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تحليل نص لاكومب في الديمقراطية الإجتماعية والسياسية


تحليل نص لاكومب في الديمقراطية الإجتماعية والسياسية

طرح المشكلة
 الديمقراطية نظام الحكم الجماعي، يعبر عن حكم الشعب نفسه بنفسه، وفق أسلوب سلمي لمشاركة الشعب في صنع السياسة، وانتقال السلطة بين الأطراف الحاكمة، والعمل على تحقيق الخير للصالح العام سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا، وكل هذه القيم تبهر الناس، ولها أصدقاء كثيرون يرحبون بها، ويدافعون عنها، لكن واقع الحال يظهر أن هناك اختلاف كبير بين الناس في كيفية فهم الديمقراطية وطرق تحسيدها، فهناك من تصور حقيقتها يكمن في تحقيق الحرية السياسية، وهناك من عارض هذا الاتجاه،
واعتبر الديمقراطية تتجسد في تحقيق المساواة الاجتماعية والعدالة بين الأفراد، لكن نص "لاكومب" جاء ليقدم تصورا جديدا لفهم حقيقة الديمقراطية، بعيدا عن التعارض الإيديولوجي القائم بين الليبيراليين والاشتراكيين، وهنا نطرح الإشكال التالي: "كيف نفهم طبيعة العلاقة بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية؟ وهل من مقاربة لإذابة التعارض بينهما؟".

في محاولة حل المشكلة:
 يرى "بيار لاكومب" أن التصور الأنسب لفهم الديمقراطية لا يفصل ولا يعترف بالتعارض بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية، بل هما على ذلك متكاملتان في تحسيد الديمقراطية الحقة.
وعلى أساس هذه المقاربة التي تقرن بين الأبعاد السياسية، والأبعاد الاجتماعية في فهم الديمقراطية يؤكد "لاكومب" أن الديمقراطية الصحيحة هي التي تحاول الجمع بين مفهومي الحرية والمساواة، لأنه لا وجود لحرية بلا مساواة، ولا سيادة لشعب بلا حرية الأفراده، من هنا كانت الحرية التي تطالب بها الديمقراطية السياسية، في مختلف الميادين السياسية، والاقتصادية،

 والفكرية ... هي حرية الجميع، دون استثناء، وهذا نوع من المساواة أمام القانون، وشكل للعدل بين الأفراد... و بالتالي فهي تحمل في مدلولاتها الأبعاد الاجتماعية. | أما الديمقراطية الاجتماعية حسب صاحب النص والتي تهدف إلى تحقيق المساواة والمطالبة بالعدالة الاجتماعية، ومحو الفوارق ومحاربة الاستغلال، وهذه القيم تستلزم بالضرورة انتشار الوعي بين الأفراد والتمتع بالحرية لتجسيد حقيقة المساواة المعبرة عن الكرامة الإنسانية، وحقوقها الأساسية، لأنه لا قيمة لمساواة تحت الضغط والإكراه ... ويدعم "لاكومب" برهنته بالتأكيد على أن الديمقراطية من خلال الحرية والمساواة تهدف إلى احترام الكيان الإنساني، وتكوين الإنسان الحر الذي يقدر ذاته ويعترف بالآخر في إطار القيم الإنسانية والأخلاقية . وعليه فالتوفيق بين المبدأ الاجتماعي والمبدأ السياسي من الأهداف الأساسية التي تسعى إليها الديمقراطية الصحيحة، لأن هناك تكامل بين الحرية والمساواة في ك ل المعاملات التي تجري في مجتمع ديمقراطي، لهذا يقول "إند موندكان": "إن الحرية والمساواة كلاهما وجهان لشيء واحد، لا يمكن أن يكون أحدهما دون الآخر، وهذا الشيء هو الديمقراطية الحيرة" .

الصناعة المنطقية للحجة:
 إما أن تكون الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية متكاملتان أو متعارضتان. لكنهما ليس متعارضتان. إذن: فهما متكاملتان. - إن هذه المقاربة الجديدة التي يقدمها "بيار لاکو مب" في الجمع بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية تبدوا مقبولة من الناحية النظرية، والإنسانية، لأن ذلکم ما ينبغي أن تكون عليه فعلا حقيقة الديمقراطية.

غير أن الواقع العملي يقف معبرا عن واقع آخر هذه القيم الديمقراطية السامية التي لم تحد التجسد الفعلي لها ميدانيا، نتيجة الصراعات الإيديولوجية التي تؤدي غالبا إلى خلق التنافر والتعارض بين شكلي الديمقراطية، نتيجة حسابات المصالح والهيمنة من القوى الدولية الكبرى، وتوجهاتها العالمية.

في حل المشكلة إن الديمقراطية الصحيحة والإنسانية هي التي تعمل فعلا على إيجاد توفيق بون الحريات السياسية والمساواة الاجتماعية، لأن كلاهما وجهان متكاملان في التعبور عن قيمة الشخص الإنساني، وهذا ما يقتضي نضال إنسان لتجسيد ذلك.
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا


الاسمبريد إلكترونيرسالة