JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تحليل نص بول مري في العلوم الإنسانية


تحليل نص بول مري " في العلوم الإنسانية "
كتابة مقالة فلسفية حول مضمون النص :
طرح المشكلة:
 إذا كانت العلوم الإنسانية هي مجموع الاختصاصات التي تهتم بالإنسان وبواقعه، لتتعرف على ما هو ثابت فيه، بعد تحليله والكشف عن نمطه وقوانينه، وهي من هذه الناحية لا تختلف عن العلوم الطبيعية، ما دامت تمتلك واقعا و موضوعا معينا، لكن الحديث عن العلمية يقتضي بالضرورة الحديث عن القوانين التي تتحكم في الظواهر وتعبر عنها، على اعتبار أن القانون هو محصلة العلم، والدال على قيمته. من هنا جاء نص "بول موي" لإثارة مشكلة القانون في العلوم الإنسانية، وإمكانية خ ضوع ظواهرها لشروط حتمية محددة، يمكن ضبطها سببيا وصياغتها في علاقات قانونية وهنا نتساءل: هل يمكن للعلوم الإنسانية أن تصل على مستوى التعبير عن ظواهرها في صيغ قانونية؟ وهل تستطيع أن تستوفي شروط العلمية كما هو الحال في العلوم الطبيعية؟
في محاولة حل المشكلة:
 إن جعل الإنسان موضوع مقاربة علمية، والنظر إليه كموضوع وكظاهرة يمكن دراستها بطريقة علمية، وفق شروط محددة الأبعاد، يقتضي إدراج الإنسان ض من الطبيعة، وعلوم الحياة، ومن ثمة إمكانية قيام علوم إنسانية تدرس الإنسان بأبعاده وتهدف إلى الكشف عن الأسباب والشروط الموضوعية التي تتحكم فيه، وصياغتها في شكل قوانين، لهذا يعتقد "بول موي" بإمكانية قيام علوم إنسانية مستوفية الشروط العلمية، ومفسرة لظواهرها وفق علاقات سببية وقانونية، لأنها تمتلك واقعا وموضوعا تدرسه وتحاول الكشف عن نظامه وقوانينه، وبالتالي فهي لا تختلف عن العلوم الطبيعية.
و يؤكد، صاحب النص على هذا الموقف من خلال توضیح مختلف الظواهر الإنسانية كموضوعات قابلة للدراسة العلمية المنهجية، وإمكانية تفسيرها سبيا وفق شروطها التي تحكمها، فسلوك الإنسان مثلا يعد موضوعا قابلا للملاحظة والتجريب و التفسير الوضعي والموضوعي، لهذا يقول "جون واطسون": "إن علم النفس كما يرى السلوكي، فرع موضوعي وتجريبي
 
محض، من فروع العلوم الطبيعية، هدفه النظري التنبؤ عن السلوك وضبطه". وهذا ما جاء في عبارة صاحب النص: "لأن سلو که ولو كان فرديا يتم عن إطرادات منتظمة، وعن صور إجمالية تشهد بوجود طبيعة بشرية يمكن تعميمها". كما يؤكد صاحب النص أن البعد الاجتماعي لسلوك الإنسان يعتبر موضوعا علميا قابلا للدراسة والملاحظة والتفسير الموضوعي له. لأنه يؤسس بناء اجتماعي، يمكن دراسة وظائفه التي يؤديها، في أجزائه و كلياته. وهذا ما يبينه علم الاجتماع أو الفيزياء الاجتماعية كما يسميه "أوجاست کونت". ومن ناحية أخرى يرد "بول موي" على الاعتقاد الذي يرى أن مبدأ الحتمية العلمية يتنافى ويتعارض مع مبدأ الاختيار الإنساني وتغيراته ويبين أن مختلف الشروط المطردة التي تحكم الظواهر الإنسانية والتي تسعى العلوم الإنسانية لكشفها وضبطها التفسير الظواهر وتقنينها، لا يلغي الحرية، بل ينظر إليها كبعد مكون للإنسان ومحرك له. وهذا ما يدعمه "برغسون" بقوله: "إن عدم إمكان تطبيق الحتمية على الظواهر النفسية مثلا لا يعني بطلان مبدأ الحتمية". أما الصورة المنطقية للحجة فهي: إذا كانت العلوم الإنسانية تتحدد بموضوع معين، فإنه يمكن التعبير عنها في ش كل قوانين، لكنها تتحدد بموضوع معين. لكنها تتحدد بموضوع معين إذا: يمكن التعبير عنها في شكل قوانين.
النقد :
 * لكن بالرغم ما في النص حول حقيقة العلوم الإنسانية، وقيامها بالفعل وامتلاكها و واقعا تدرسه، ومناهج تعتمدها، إلا أنها لا تزال تعاني الكثير من العوائق والصعوبات المنهجية التي تقف لأنها ما تزال تغلب عليها اللغة الوصفية وتوجهها الكثير من القيم المعيارية، كما أنها أمام علميتها، والتعبير عنها في صيغ قانونية كمية لا زالت تعاني من اختلاف النتائج، وتعدد التفاسير لظاهرة واحدة، مما يفقدها الدقة والموضوعية.
حل المشكلة: إن نتائج الدراسة في العلوم الإنسانية لا يمكن إنكار قیمتها بالرغم من أنها لا تزال تخضع لكثير من العوائق، لذلك ما تصل إليه من قوانين و تفسيرات فهي لا ترقى إلى درجة الدقة الموجودة في العلوم الطبيعية.


نص". "و إنا لنعلم أنه ليس هناك ظواهر علمية إلا عن طريق القانون، وأن الظاهرة في حد ذاتها قانون، ولكن هل يمكن أن يتوصل علم الإنسان إلى قوانين وهل يستطيع الاهتداء إلى تتابعات سببية؟ وهل تنطبق الحتمية على الإنسان؟ الحق أن إمكانية قيام العلوم الإنسانية رهن هذا الشرط كما هو الحال في س ائر العلوم، والواقع أن من الممكن أن يكون الإنسان موضوعا لعلم وضعي، لأنه يمكن أن يخضع لملاحظات منهجية، ولأن سلوكه ولو كان فرديا ينم عن إطرادات منتظمة وعن صور إجمالية تشهد بوجود طبيعة بشرية يمكن تعمیمیها، ولأن سلوكه ليس فرديا فحسب بل هو اجتماعي أيضا، ومن ثم يمكن تحديده موضوعيا على نحو ما ينبئنا علم الاجتماع. و أخيرا لأن الحرية إذ كانت مضادة لعبودية الأهواء من الوجهة الأخلاقية والقدر المحتوم من الوجهة الميتافيزيقية، فإنها لا تتنافى مطلقا مع الحتمية التي تحاول علوم الإنسان الكشف عنها". بول مري
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا


الاسمبريد إلكترونيرسالة