JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

"إن الأسرة مؤسسة تصون المجتمع وأخلاقه" - دافع عن هذه الأطروحة


"إن الأسرة مؤسسة تصون المجتمع وأخلاقه" 

 - دافع عن هذه الأطروحة -

استقصاء بالوضع.

طرح المشكلة:
 المعروف عن المجتمعات المعاصرة شيوع نزعة التفكك الاجتماعي والتحلل من البارود، وهذا ما أدى إلى روح المغامرة والتمرد على مستوى الأفراد ورفض تقاليد الأسرة وأخلاق المجتمع، وكأن الأسرة كمؤسسة اجتماعية تسير ضد التيار أو تؤثر سلبا على المجتمع وأفراده بما تفرضه من قيود وضوابط أخلاقية. لكن هناك رأي أنور بناقض هذه الفكرة يعتقد أصحابه أن الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع، وأما المؤسسة الضرورية التي تحمي المجتمع وتصون أخلاقه، لما تلعبه من دور في إعداد الأفراد وتربيتهم وفق معايير السلوك السوي اجتماعيا، وهذا الموقف يدعونا التساؤل: كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة: "أن الأسرة هي المؤسسة التي تصون المجتمع وأخلاقه؟ وكيف يمكن البرهنة على صحتها ونبنيها" ؟
عرض منطق الأطروحة :
 إن الأسرة مؤسسة اجتماعية، تمثل الوحدة الأولى والدعامة الأساسية في المجتمع ، من حيث أساليب التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي، من هنا اعتبرها الكثير من الدارسين، والمفكرين والمصلحين، وبعض علماء الاجتماع المؤسسة الأولى المنوطة بحفظ القيم وترسيخها لدى الأفراد، و بالتالي صيانة المجتمع وأخلاقه ومعاييره المحددة للتلاؤم والتوافق الاجتماعي. وقد قام هذا الموقف على مجموعة مسلمات :
 - أن الأسرة جماعة أولية أسستها الضرورة الإنسانية الداعية إلى حفظ و بقاء النوع الإنساني وهذا ما اقتضى التشريع لرابطة الزواج، وفق معايير قانونية وأخلاقية وعقائدية، وكلها تعبر عن كرامة الإنسان وقيمه الاجتماعية . - كما أن الأسرة هي الحضن القاعدي الذي يتلقى منه الأفراد القيم والمعايير الأخلاقية للسلوك السوي، وأساليب التوافق الاجتماعي، ومعرفة الحقوق والواجبات في الوسط الذي يكونون فيه . وقد أكدوا هذا بعدة حجج:
- إن الأسرة هي التي تؤسس لأعمدة التضامن والقوة داخل المجتمع فتعطيه تماسکا و استقرارا من خلال روابط الزواج، ثم القرابة وما ينتج عن ذلك من رابطة الدم، وصلة القربى والرحم، وبالتالي شرعية الأطفال، والعلاقات، وضبط الأنساب، وفق معايير أخلاقية واجتماعية تحفظ المجتمع، لهذا يقول "جلال الدين سعيد": "الزواج ليس مؤسسة فقط، بل قبل ذلك هو علاقة جسدية وروحية طبيعية، والقرابة تتسع لتشمل الروابط الاجتماعية". ويؤكد "الزبيدي" في كتابه "تاج العروس": "أن الأسرة محل قوة الفرد ومحل خلق المجتمع".
 - كما يذهب "هيجل" إلى اعتبار الأسرة المهد الأول الذي يعد الأفراد ليتحولوا إلى أعضاء فاعلين في المجتمع ومصدر ولاء له: يقول: "إن وحدة الأسرة وحدة محسوسة تقوم على الحب، فالفرد يوجد داخل الأسرة بصفته عضوا من أعضائه وليس فقط فردا، وتكون نهاية الأسرة بالانحلال، وعلى إثره يوجد الأفراد بصفتهم أشخاصا مستقلين، أي بصفتهم عناصر من المجتمع ".
وعليه الأسرة في مصادر الأخلاق، والدعامة الأساسية لكل تهذيب للسلوك، والار بها الأولى الي بتلفي فيها الأفراد أهم دروس الحياة الاجتماعية ولهذا يعتبر البوم صورة مكبرة للوحدات الاجتماعية الصغيرة التي يتكون منها وهي الإسر
 عرض منطق الخصوم ونقدهم:
يرى هؤلاء الخصوم أن الأسرة لا تخدم المجتمع ولا أفراده لأنها ليست مؤسسة المرورية وهي معرضة للزوال والتلاشي نتيجة فقدانها أهم وظائفها، لأن الأخلاق ارسل من صنع الأسرة و المجتمع، فلكل فرد الحرية الشاملة ليختار ما يشاء من الترم الي ۹ پیش و فقها حسب النظرة الوجودية . أما أن الأسرة حسب النزعة الماركسية لا تزرع الأخلاق الفاضلة بل تزرع الأنانية إن الأفراد وتعيق محو الفوارق الاجتماعية. و بهار بها البعض سجن اجتماعي يفرض سلطته على الأفراد لذلك الواجب الثورة عليها إلغائها، ليتحرر الأفراد. . غير أن موقف هؤلاء الخصوم واجه انتقادات شديدة، لأن إلغاء الأسرة برأيهم مياه بجعل المجتمع مهدد بالانحلال والفوضى وفساد القيم، واختلاط الأرحام. كما أن الأسرة هي التي تعبر عن المؤسسة الشرعية والطبيعية التي تميز النوع الإنسان عن الحيوان، لأنها مصانة بمنظومة قيم وأخلاق تنسجم مع كرامة الإنسان وماهيتة العاقلة . ام إن الأسرة لا تسجن الأفراد، ولا تعدم حرياتهم، بل تكوهم نفسيا وجسميا واجتماعيا قصد تمكينهم من التكيف ومواجهة الواقع و تحمل مسؤولية مواصلة المسيرة الإنسانية وفق أطر اجتماعية وأخلاقية، مما يؤكد أن الأسرة مؤسسة اجتماعية لا بد منها.
دعم منطق الأطروحة بحجج شخصية : إذا كان البناء الخلوي في الكائن الحي هو الذي يعطيه وحدة عضوية، وتكاملا وظيفيا يصعب تجزيئه، فإن الأسرة كخلية اجتماعية هي التي تعطي للمجتمع قوته و مناعته، لقدرتهما على التأثير الأخلاقي، والتنشئة والتطبيع الاجتماعي، كما أن جعل الأسرة مؤسسة ناجعة في صون المجتمع وأخلاقه، يتطلب ربطها وظيفيا م ع المؤسسات التربوية، والاجتماعية والثقافية، لتقوم بدورها القاعدي في الإعداد والتوجيه.
حل المشكلة :
 إذن نستنتج أن الأطروحة القائلة "أن الأسرة هي المؤسسة التي تصون المجتمع وأخلاقه" أطروحة مشروعة صحيحة وقابلة للدفاع عنها، لأن الأسرة ضرورة طبيعية، وبعدا حضاريا في نفس الوقت..
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا




الاسمبريد إلكترونيرسالة