JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

" إن نتائج الدراسة التجريبية نسبية تقريبية دائما " - أثبت بالبرهان صحة هذه الأطروحة


 " إن نتائج الدراسة التجريبية  نسبية تقريبية دائما "
- أثبت بالبرهان صحة هذه الأطروحة –
-  إستقصاء بالوضع -
طرح المشكلة:
 إن الشائع بين الناس هو أن الدراسة التجريبية العلمية تحظى بنوع م ن الاحترام والتقدير والقبول من الجميع، على اعتبار أن النتائج المتوصل إليها عن طريق هذه الدراسة التجريبية قد تم إثباتها والتأكد من صدقها، لذلك فهي تتميز بالصحة والدقة والموضوعية. لكن هناك من ينكر هذا الموقف، ويعتقد العكس منه، لأن نتائج الدراسة التجريبية، ليست مضمونة ولا يقينية، بل تحمل في كل أبعادها الاحتمالية، وأنما نتائج نسبية تقريبية فقط، فكيف يمكن الدفاع عن الأطروحة التي تعتقد أن نتائج الدراسة التجريبية نسبية تقريبية دائما؟ وكيف يمكن إثبات مشروعيتها ؟

في محاولة حل المشكلة:
عرض منطق الأطروحة:
 إن الباحث في العلوم التجريبية يبدأ دراسته من ملاحظة الظواهر، ثم يتجه إلى تحليل المركب منها، وما يوجهه كمشکلات، ثم يعمل على وضع تعليلات مؤقتة (افتراض) لها، ثم يسير إلى التجربة للتحقق من الحادثة المدروسة، والتأكد منها، قصد الوصول إلى تفسير لها، وصياغتها في شكل قانون عام يعبر عن الحادثة ويفسرها، فالقانون هو محصلة العلم و نتیجة دراسته، لكن هذه النتائج التجريبية وحقائقها ليست يقينية، بل تبقی نسبية تقريبية فقط، فهي نتائج احتمالية وغير مضمونة الدقة، وتتأسس هذه الأطروحة على مجموعة مسلمات: فالنتائج التجريبية تعبر عن علاقات متشعبة من المستحيل على الباحث التجريبي أن يحيط بها جميعا، أو يجعلها في شكل قانون عام، من ناحية أخرى، نجد المعايير التي تقاس بما الظواهر الطبيعية ليست ثابتة ولا يقينية لأنها معرضة لعوامل وتغيرات تطرأ عليها، مما يفقدها دقة النتائج وتصير النتائج بمجرد احتمالات ترجيحية. هذا يؤكد أصحاب هذا الموقف أن منطلقات الدراسة الاستقرائية غير المؤكدة، وغير المعللة علميا، ولا سند تحريي لها، هو الذي يبرر نسبية النتائج، والشك فيها أحيانا، لأن صدق الجزء لا يبرر بالضرورة صدق الحكم على الكل. يقول "كلود برنار": "يجب أن نكون حقيقة مقتنعين بأننا لا نمتلك العلاقات الضرورية الموجودة بين الأشياء، إلا بوجه تقريي کثيرا أو قليلا، وأن النظريات التي نمتلكها هي أبعد من أن تمثل حقائق ثابتة". ثم إن نتائج العلم تتأسس في بحملها على مبدأ الحتمية وإطراد الظواهر الذي يعني السير وفق قوانين عامة ثابتة، ملزمة لحدوث الظواهر، رغم أن كل الدلائل في الواقع تؤكد أن عالم الأشياء الحسية متغير باستمرار، ونسبي، ولا ثبات له، وهذا يعني أن ما نصل إليه من نتائج علمية تبقى نسبية لا يمكن تعميمها، ولا الجزم بأنها تبقى كذلك، لهذا يقول "غاستون باشلار": "إن العلم الحديث هو في حقيقته معرفة تقريبية".

و عرض منطق الخصوم ونقدهم:
 غير أن هناك خصوم هذه الأطروحة ومنهم "ج.س. مل" يؤكدون أن النتائج التجريبية هي التي تعبر عن الحقائق العلمية الأكثر دقة، وموضوعية، وهذا نتيجة اعتمادها المقياس الصارم، الذي لا يقرر حقيقة إلا إذا أكدها و هر هلسست عليها التجربة، كما أن النتائج التجريبية تصاغ في أحكام كمية رياضية حتى تبتعد ع ن الوصف والكيفيات التي تثير الالتباس والغموض ومن ثمة تضمن الدقة والاختصار واليقين، وأحسن تعبير عن ذلك، ما نجده في النموذج الفيزيائي وما حققه من يقين في منهجه ولغته ونتائجه فصار من أرقى العلوم دقة، وكل هذه الخصوصية في النتائج التجريبية هي التي فتحت للإنسان آفاق المستقبل، وإمكانية التنبؤ بالظواهر قبل حدوثها، واستثمار تلك النتائج في واقعه وما ترتب عن كل ذلك م ن أبعاد حضارية، وتقنية، ومعرفية لم تخطر أبدا على عقل الإنسان. - لكن هذا الموقف المتعصب للنتائج التجريبية والنظر إليها على أنها حقائق دقيقة و مائية، هو موقف لا يتناسب مع الروح العلمية المعاصرة التي تقوم على أساس الإيمان بمبدأ النسبية، لأن علمنا ليس كاملا ولا تاما، بل يمدنا فقط بحقائق تقريبية من جهة أخرى نجد أن تاريخ العلم لا يعبر عن حقائق مطلقة وثابتة، بل يعبر عن أخطاء أولى وجب النظر إليها وإعادة تصحيحها حسب رأي "غاستون باشلار" وفق مقاربات جديدة و باستمرار، وكل هذا يثبت أن نتائج الدراسة التجريبية نسبية وتقريبية وهذا ما يدعونا لدعم الأطروحة بحجج جديدة.

دعم منطق الأطروحة بحجج شخصية:
 إن معطيات العلم في القرن العشرين وما أحدثته من ثورة على المفاهيم السابقة، ابتداء برفض مبدأ الحتمية المطلق، ومن ثمة رفض القانون المطلق والنتائج المطلقة واليقينية والثابتة، والأخذ بمبدأ الاحتمال و النسبية في الدراسة العلمية ونتائجها ، والابتعاد عن هالة المطلق والنتائج اليقينية و بالتالي توجيه البحث العلمي إلى فهم نظام الأشياء واستخلاص النتائج بقدر الإمكان. لأن العلم بحال مفتوح ولغز متجدد باستمرار.
كما أن نتائج العام نسبية تعطي للعام نفسه حيوية البحث، وتدفعه إلى التطور، لهذا يرى "غاستون باشلار" أن العقل العلمي يصير متطورا باستمرار، يمارس الهدم والنفي ليعود إلى البناء والتأسيس من جديد، وهذا ما رسخته بالفعل: میكانیك الكونتم.. فيزياء المصفوفات، میكانیك ديراك... وغيرها من الأبحاث العلمية الحديثة والمعاصرة التي تؤكد حقيقة أن النتائج التجريبية نسبية تقريبية فقط.
حل المشكلة :
نخلص في الأخير إلى القول أن نتائج الدراسة التجريبية وقيمتها ومكانتها العلمية تكمن فيما هي عليه من نسبية واحتمال. و هذا ما يعطي للمعرفة العلمية الممكن في أن تتسع على الدوام، وهذا ما يؤكد صحة الأطروحة ومشروعية الدفاع عنها.
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا


الاسمبريد إلكترونيرسالة