JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

ما الذي يميز الاستدلال الرياضي عن الاستدلال التجريبي ؟ - مقالة مقارنة


ما الذي يميز الاستدلال الرياضي عن الاستدلال التجريبي ؟
الطريقة مقارنة
طرح المشكلة:
 إن الإنسان كائن المعرفة، لا يكاد يتوقف عن الفضول، والاطلاع عما يجهله، والبحث لكي يعرف، هذا ما سجله تاريخ الإنسانية الطويل، من العصور الغابرة إلى اليوم.. لهذا تعددت معارف الإنسان، وتنوعت، واتخذت أشكالا شت، فمنها العلوم الصورية، ومنها الرياضيات، وهناك العلوم التجريبية باختلاف تخصصاتها (كالفيزياء والفلك) وغيرهما من العلوم. لكن ما يستوقفنا هو أن كل العلوم التجريبية المعاصرة، تستخدم الرياضيات للتعبير عن نتائجها وحقائقها، وهذا ما يدفعنا للتساؤل: ما الفرق بين الرياضيات والعلوم التجريبية؟ وكيف نميز بين الاستدلال الرياضي، والاستدلال التجريبي؟

في محاولة حل المشكلة:
مواطن الاختلاف:
 - تعد الرياضيات من المعارف الإنسانية المجردة، موضوعها يبحث ويدرس المقادير أو الكم القابل للقياس، سواء كان كم منفصل ومیدانه الجبر کوحدات رياضية مستقل كل منها عن الآخر، أو کم متصل و موضوعه الهندسة . أما العلوم التجريبية فهي التي تتخذ من الطبيعة موضوعا لها، وتتناول الواقع الحسي بظواهره، لأجل دراسته وفهم جزئياته، وهذا يعني التعامل مع مادة الفكر الموضوعات) كحقائق متخصصة، بعكس الرياضيات التي ترتبط ببنية الفكر وصوريته
- من ناحية أخرى نجد أن الاستدلال الرياضي يعتمد المنهج الاستنتاجي الذي يقوم على وضع مبادئ أولية عامة، يحددها الرياضي من بداية الاستدلال ويسلم بها إلى النهاية. ثم يستنتج منها قضايا جديدة تلزم عنها بالضرورة. مثلما نفعل عند حل معادلة جبريه أو برهنة قضية هندسية. أما الاستدلال التجريبي فهو الذي يعتمد منهجا استقرائيا، يلاحظ الظواهر، ويستنطقها، ويصطنعها تجريبيا قصد التأكد منها مثلما نفعل عند دراسة ظاهرة سقوط الأجسام.
 - من جهة ثالثة الرياضيات تعمل على بناء أنساق عقلية (أنساق أكسيومية) انطلاقا من افتراضات يبدعها العقل الرياضي وفق مفاهیم و اصطلاحات خاصة و مترابطة ويحكمها انسجام منطقي. أما العلوم التجريبية فالهدف منها هو محاولة اكتشاف أسباب الظواهر، ومعرفة العلل التي تفسرها، وصياغتها في شكل قوانين عامة. - إضافة إلى هذا نجد أن أساس الصدق في القضايا الرياضية هو تحقيق انطباق الفكر مع نفسه، وعدم تناقض النتائج مع المبادئ التي تنطلق منها بعكس العلوم التجريبية التي يكون أساس الصدق فيها هو تحقيق انطباق الفكر مع الواقع، والتعبير عن الظواهر بموضوعية تربط كل شيء بأسبابه التي تفسره.

مواطن الاتفاق:
 - إن كلا من الرياضيات والعلوم التجريبية يعتبران من أرقى العلوم والمعارف التي أبدعها الإنسان، واستخدمها لتنمية قدراته و استثمار واقعه . - كما أن الصنفين من العلوم يتأسس على مبادئ منهجية واضحة تفرضها طبيعة الموضوع، ويهدفان إلى التعبير عن نتائج تتصف بالدقة، وصياغة حقائق معرفية مضبوطة، تؤسس لمنظومة علاقات. - إضافة إلى أن الرياضيات والعلوم التجريبية تحكمها أسس ومبادئ منطقية جوهرها عدم التناقض، كما أنهما صنفين من العلوم تطورا بالتدرج حتى وصلا إلى مستوى التعبير عن قدرة الإنسان العقلية والحضارية .
مواطن التداخل :
إن الرياضيات والعلوم التجريبية كمعارف إنسانية يتداخلان وظيفيا إلى الحد الذي يصعب تصور أي فصل بينهما، فقد صارت الرياضيات لغة العلوم والمعبرة عنها، ولا يكتسي صيغة العلمية إلا إذا تم التعبير عنه بلغة كمية رياضية، كما أن هندسة "ريمان" سمحت بظهور نظرية النسبية الأنشتاين"، كما تصلح هذه الهندسة لتعليل تحارب الفيزياء الذرية، لوضوحها وملاءمتها. من ناحية أخرى نجد أن الكثير من الأبحاث والاكتشافات العلمية، قد أثرت في الفكر الرياضي من جهة اكتشاف مسلمات ومبادئ جديدة لم تكن ممكنة أن يتصورها أي عالم رياضي من قبل (الهندسات الفضائية). كما أن ميدان العلوم قد فتح مجال خصب للتطبيقات الرياضية ونظرياتها المختلفة.
في حل المشكلة :
إن المعرفة الرياضية والمعرفة التجريبية برغم الاختلافات الظاهرة بينهما من حيث الموضوع، وطريقة البرهنة والاستدلال، وكيفية صياغة النتائج. إلا أنه مع ذلك نجد ترابطا وثيقا بينهما، فالمعرفة التجريبية مبنية على توظيف الرياضيات واستخدام لغتها، والرياضيات فضاؤها الأساسي الذي تثبت فيه قيمتها هو ميدان العلوم التجريبية.
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا


الاسمبريد إلكترونيرسالة