JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تحليل نص فلسفي ألفريد تارسكي " الإستقراء "


تحليل نص فلسفي ألفريد تارسكي
كتابة مقالة حول نص: "أ. تارسكي" .

طرح المشكلة :
لقد قال "رسل": "إن المنطق هو العلم الذي يؤسس الأفكار الصحيحة"، وبالتالي الابتعاد عن التناقضات والأخطاء، لهذا كانت دراسته ضرورية لكل مثقف يريد الخوض في بحوث المعرفة وحقولها. فتاريخ المعرفة الإنسانية شاهد وبقوة على حضور المنطق في كل أبعادها. لكن على مستوى آخر توجد الحياة الاجتماعية كبيئة إنسانية تؤسس لعلاقة الإنسان بالإنسان. وتطرح مسائل و مشکلات عملية عويصة ومتأزمة بل وتترتب عليها الكثير من النتائج والمواقف التي لا تنسجم م ع المنطق ومع التفكير السليم. هذه الوضعية هي التي حركت صاحب النص ليلفت النظر إلى هذه المفارقة و كيفية تعامل الفكر المنطقي معها. فهل يمكن فعلا للفكر المنطقي كبحث نظري أن يؤسس لأسلوب عملي لفهم مشاكل الإنسان العملية وتجاوزها؟ بمعنى آخر، كيف يمكن الاستفادة من المنطق وتفعيل دوره في حل مشاكل الإنسان؟
في محاولة حل المشكلة:
 الواقع أن أغلب الناس ليسوا على دراية بالمنطق ولا على اطلاع بقواعده وأحكامه وحتى القلة التي تعرفها لا تلقى لها كثيرا من الأهمية في ممارستها العملية خاصة، لهذا ينطلق صاحب النص في عرض رؤيته حول قيمة الفكر المنطقي وإمكانية الاستفادة منه عمليا، بأنها ليست من القضايا المتداولة ولا المتفق عليها، وغير المتمكن منها عند الكثير من الناس، لذا يصعب الحكم عليها والجزم بقيمتها، لهذا يقول: "إني لا أخدع نفسي بالقول أن تطور الفكر المنطقي سيكون له على وجه الخصوص تأثير جوهري في إقامة العلاقات الإنسانية على أسس سليمة"، ومن هذا الأساس بحاول أن يقترحه كمشروع يمكن استثماره من خلال العمل على نشر الفكر المنطقي بين الناس وإشاعة استعماله وتداوله بين الأفراد، لأن هذا من شأنه "حسب ص احب النص" إذ فهم واستخدم والتزم به، أن يمكن من تجاوز الكثير من الأزمات الاجتماعية والعلائقية بين الناس لهذا يقول: "لكنني أعتقد اعتقادا جازما بأن انتشار المعرفة بالمنطق على نطاق واسع يمكن أن يساهم بطريقة إيجابية في التعجيل بهذه العملية".
و يؤكد صاحب النص على موقفه الداعي إلى نشر الفكر المنطقي واستعماله في فهم العلاقات بين الناس من خلال تنشيط الوظائف المنطقية التي تعمل على ض بط وتحديد المفاهيم والتصورات بدقة وفق قواعد معروفة عند الجميع، م ن شأنها أن تؤسس المستوى من اتفاق العقول وانسجامها مما يؤدي إلى التفاهم و تقریب وجهات النظر وإزالة مجال الاختلاف و بالتالي فهم الأفراد لبعضهم البعض وفق أسس منطقية بعيدا عن التعصب والأنانية، لأن تحديد التصورات يؤدي إلى الاتفاق في الأحكام ويظهر هذا في قول "تارسكي": "لأن المنطق بتحديده الدقيق وتوجيهه المعاني المفاهيم..." لهذا قال أفلاطون قديما: "لو نطرح الأسئلة للناس طرحا حسنا سوف يعثرون بأنفسهم على الحقيقة حول كل شيء، وهذا ما لا يقدروا عليه لو لم يكن في أنفسهم العلم والعقل السليم". من جهة أخرى يؤكد صاحب النص أن الدور العملي للفكر المنطقي توقظ قدرات العقل في الفهم والتحليل، وفحص المقدمات، والحذر من السفسطة والأغاليط، والحيل الفاسدة... أي التحلي بالروح النقدية لفحص الاستدلالات المعرفة الصحيح منها و الحذر من الفاسد، وهذا كله يقي الناس الكثير من الخلاف الذي يقع بينهم، ويرتقي بهم إلى مستوى الوعي الحقيقي لذواتهم ولواقعهم، وبالتالي التعبير عن تحضرهم.
يمكن التعبير عن الصياغة المنطقية للحجة كالتالي :
 . إذا كان الفكر المنطقي بحث نظري فإن له دور في الحياة العملية .
. لكن المنطق تحت نظري.
. إذا فإن له دور في الحياة العملية .
. يعتبر نص "تار کسي" مشروع معرفي وعملي يمكن استثماره، وهو فكرة جديرة بالاهتمام في حياة الأمم التي تسعى للتحرر من مشاكل اجتماعية وآراء و دهنيات متخلفة، لأن المنطق يؤسس للاتفاق وفق الإقناع، والاختلاف وفق دليل موضوعي. . كما أن صاحب النص يسعى لجعل الناس تحتكم إلى العقل في نزاعاتهم، والتعامل معها وفق معايير واضحة تمكن من معرفة الحقيقة والدفاع عنها.
لكن من ناحية وجب أن نشير أن الفكر المنطقي سلاح ذا حدين يمكن أن ينفع كما يمكن أن يضلل خاصة إذا خضع للتأثيرات النفسية والاجتماعية والاتجاهات الفلسفية.
حل المشكلة إن القيمة الفكرية لهذا النص تدفع إلى التفكير في استثمار الرصيد المعرفي للبشرية التجاوز معضلاقما و مشکلاها العملية التي تتخبط فيها، ومن شأن المنطق كمعرفة أن يؤدي دوره الرسالي في تحرير العقل، للبحث عن السبل الكفيلة بحل مشاكل العلاقات الإنسانية.

نص". " إني لا أخدع نفسي بالقول: بأن تطور الفكر المنطقي سيكون له على وجه الخصوص تأثير جوهري في إقامة العلاقات الإنسانية على أسس سليمة، لكني أعتقد اعتقادا جازما بأن انتشار المعرفة بالمنطق على نطاق واسع، يمكن أن يساهم بطريقة إيجابية في التعجيل بهذه العملية، وذلك لأن المنطق بتحديده الدقيق، وتوجيهه لمعاني المفاهيم في المجال الخاص به، وبتأكيده ضرورة وجود مثل هذه الدقة وهذا التوحيد في أي میدان آخر يؤدي إلى تحقيق مثل هذا التفاهم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المنطق إذ يشحذ أدوات الفكر يجعلها أكثر کمالا، يزيد من عمق الروح النقدية بين الناس، وبالتالي يقلل من احتمال أن ت ضللهم الاستدلالات الزائفة التي يتعرضون لها اليوم بلا انتظام في أنحاء شتى من العالم". "ألفريد تارسكي"
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا



الاسمبريد إلكترونيرسالة