JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تحليل نص فلسفي روني ديكارت قيمة العقل


تحليل نص فلسفي روني ديكارت قيمة العقل
طرح المشكلة :
 العقل هو جوهر الإنسان، وأداته الأساسية في المعرفة وقد شكل تطور العلم الغربي في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر نوعا من البحث عن العقلنة، وإعطائها المكانة اللائقة بها، كمبدأ أو مرجع لكل المعارف، وقد حمل هذا التطور قطيعة مع الفكر التقليدي الذي غيب دور العقل، وانطلاقا من هذا الأساس جاء نص "دیکارت" الملقب بأبو الفلسفة الحديثة، محاولا التأسيس لتصور و مفهوم جديد القيمة العقل، کمبدأ فطري عام عند كل الناس، وقدرة تعبر عن سيادة العقل في مجال المعرفة وتوجيهها، لهذا نتساءل: كيف يمكن فهم قدرة العقل في امتلاك المعرفة الحقة عند الإنسان؟ وهل هذا المبدأ صالح في جميع المجالات التي يتصل بها الفكر الإنساني؟
في محاولة حل المشكلة :
 إن الله أكرم الإنسان بالعقل على سائر الموجودات، وجعله میزان صدق، وجعله میزان صدق الأشياء، وفهم المتناقضات، والتفريق بين الخير والشر، والحق والباطل، والفضائل والرذائل، فهو جوهر الإنسان، والمعبر عن طبيعته بأسرها، وأصل كل معارفه. لهذا يرى "ديكارت" أن العقل هو الميزة الإنسانية المشتركة بين الجميع كقسمة عادلة لا يعترض عليها أي فرد، فكل إنسان مقتنع بقدرته العقلية كنور يحمله، ويسترشد به في كل الأحوال لهذا يقول "ديكارت": "العقل هو أعدل الأشياء توزعا بين الناس. لأن كل فرد يعتقد أنه أوبي منه الكفاية". وهذا ما يؤكده المفكر "يوسف السنوسي" بقوله: "إن العقل معطی عالمي، وهو أحسن وأضمن للبحث عن الحقيقة ولتعليمها . و در ان "د ب کارت" على موقفه من خلال إظهار وظائف العقل واستعمالا) عند الناس والاحتكام إليها، كشاهد على سيادة العقل وسلطته في المعرفة، من حيث إصدار الأحكام ومعرفة الصحيح والفاسد منها، والقدرة على إدراك المفارقات والتمييز بين الحق والباطل والوقوف عندهما، فهذه كلها مظاهر تثبت أن العقل ملكة فطرية تحملها كل النفوس، كقوة طبيعية مهيئة التحصيل المعرفة، وتصور المعاني، وإصابة الأحكام. ويرد "ديكارت" على أولئك الذين يعترضون على مبدأ وحدة العقل بالتساؤل: عن سر اختلاف آرائنا، واعتراض بعضنا على بعض؟ وهنا يؤكد "ديكارت": "إن اختلاف آرائنا لا ينشأ عن كون بعضنا أعقل من بعض، وإنما ينشأ عن كوننا نوجه أفكارنا في طرائق مختلفة..." وهذا يعني أن العقل مبدأ، وأداة تعمل وتؤدي وظيفتها بحسب إرادة أصحابها، وكيفية استخدامهم لها، هذا يقول: "لا يكفي أن يكون الفكر جيدا، وإنما المهم أن يطبق تطبيقا ح سنا". أي أن مبدأ العقل مهيأ، ولديه استعداد، وقدرة على تأدية دوره ومهامه لكن بإرادة صاحبه، وقدرته على تفعيل دوره وفق أسس إيجابية وفعالة، فالأرض الخصبة إذا أحسن استثمارها تعطي أحسن وأجود ثمارها، لكن إذا أسيء استغلالها لا يمكنها أن تقدم إلا أرذل ما عندها والعيب ليس فيها، بل عذرها عند من أساء توظيفها، فكذلك العقل: لهذا يقول صاحب النص: "إن أكبر النفوس مستعدة لأكبر الرذائل، كما هي مستعدة لأعظم الفضائل..." وهكذا يعطي "ديكارت" للعقل اعتباره وسيادته كمرجعية أساسية للمعرفة في جميع المجالات الإنسانية.
 و الصياغة المنطقية للحجة:
• إذا كان العقل قدرة فطرية، فإنها موجودة عند الجميع. . لكن العقل قدرة فطرية
 • إذا: فهي موجودة عند الجميع . لكن برغم ما للعقل من دور في فهم حقيقة وجودنا وإنسانيتنا، وتحصيل |
مختلف معارفنا، فهذا لا يعني جعله مبدأ مطلق مكتف بذاته ورفعه إلى مرتبة التأليه، ورفض كل ما دونه، وهنا ما جعل الكثير من الفلاسفة بٹورون ضد هذه النظرة وعاوزها بالدعوة إلى الفتاس العقل، والاعتراف بقصوره، وما يفوقه حسب رأي "غاستون باشلار " لأن للتجربة دورها وأهميتها في إثارة مادة المعرفة وتصحيح مسار الإنسان كل يوم .
في حل المشكلة: إن الوعي أو الذات العارفة تعتبر حقيقة مؤكدة أساسها العقل الذي به ندرك وجودنا والآخرين والعالم والله كما يقول "ديكارت"، لكن وجب استعماله استعمالا منهجيا، يتفتح على كل مصادر المعرفة، بعيدا عن كل تعصب أو إلغاء.

"نص". " العقل هو أعدل الأشياء توزعا بين الناس، لأن كل فرد يعتقد أنه أوتي منه الكفاية، حتى الذين يصعب إرضاؤه بأي شيء آخر، ليس من عادتم أن يرغبوا في أكثر مما أصابوا منه . وليس براجح أن يخطئ الجميع في ذلك، بل الراجح أن يكون هذا شاهدا علی أن قوة الإصابة في الحكم، وتمييز الحق من الباطل، وهي القوة التي يطلق عليها في الحقيقة اسم العقل أو النطق، واحدة بالفطرة عند جميع الناس. وهكذا فإن اختلاف آرائنا لا ينشأ عن كون بعضنا أعقل من بعض، وإنما ينشأ عن كوننا نوجه أفكارنا في طرق مختلفة ولا نطالع الأشياء ذاتهما. إذ لا يكفي أن يكون الفكر جيدا، وإنما المهم أن يطبق تطبيقا حسنا. إن أكبر النفوس مستعدة لأكبر الرذائل، كما هي مستعدة لأعظم الفضائل، وأولئك الذين لا يسيرون إلا ببطء شديد، يستطيعون إذا سلكوا الطريق المستقيم أن يحرزوا تقدما أكثر من الذين يركضون ولكنهم يبتعدون عنه". "ربي ديكارت"
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا

 


الاسمبريد إلكترونيرسالة