JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

دافع بالبرهان عن الأطروحة القائلة: "إن المنطق الصوري استدلال عقیم".

دافع بالبرهان عن الأطروحة القائلة: "إن المنطق الصوري استدلال عقیم".
الطريقة الاستقصاء بالوضع
طرح المشكلة:
 لقد شاع منذ القديم أن المنطق الصوري هو العلم الذي يقدم مختلف القواعد والمبادئ التي تضمن صحة التفكير وسلامته، وأنه المعيار والأداة التي يجب الأخذ بما الدراسة وتحصيل العلوم وما يترتب عنها من نتائج. لكن على النقيض من هذا هناك من يعتقد أن المنطق الصوري ليس له قيمة وأنه قاصر ومحرد تأمل ميتافيزيقي تكراري لا يصل إلى نتائج جديدة. لهذا وصفوه بأنه استدلال عقيم . فكيف يمكن التأسيس لهذه الأطروحة التي تعتبر المنطق الصوري استدلالا عقيما؟ و كيف يمكن الدفاع عنها وإثبات مشروعيتها؟
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة:
 إن المنطق الصوري أسلوب استدلالي عقيم فارغ من محتواه، فهو مجرد تحصيل اصل، ولا يأتي بمعرفة جديدة في النتيجة. و هذا ما أبرزه بشدة خصوم "أرسطو" وعلى رأسهم "بيكون"، "ديكارت"، "عمو بلو" وغيرهم، وقد بنوا هذا على أساس أن النتيجة المتوصل إليها في استدلالاته لا تضيف شيئا جديدا لمقدماته. لأن النتيجة تكون متضمنة ومعبر عنها في المقدمات مسبقا. من هنا اعتبروه غير محدي ولا يفيد لأنه لا يكشف عن جديد ولا يعبر عن خصوبة. لهذا يؤكد "ديكارت" أن منطق "أرسطو" لا يقدم حقائق جديدة، وإنما پور ص فقط الحقائق المخبئة أصلا في المقدمة الكبرى.
فقولنا مثلا: كل العباقرة علماء
كل المخترعون عباقرة
النتيجة: كل المخترعون علماء.
من هنا يقول "ریشنباخ": "الاستنباط لا يضيف أي شيء إلى المقدمات... فالوظيفة المنطقية للاستنباط هي نقل الحقيقة من القضايا المعطاة إلى قضايا أخرى، ولكنه لا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك". ويصرح "فرنسیس بیکون" معارضا للمنطق الصوري ورافضا له بقوله: "إن المنطق الصوري منطق عقيم، يهتم بصورة الفكر لا بمادته". الأجل كل هذا نادي العلماء والمناطقة المحدثين لتجاوزه بأساليب منطقية جديدة تكون أكثر دقة وتعبر عن الخصوبة والجدية والاكتشاف في النتائج.
عرض منطق الخصوم ونقدهم:
لكن هناك معارضون يعتقدون جازمين أن المنطق الصوري آلة ضرورية لكل علم، وأنه ضامن صحة التفكير وانطباقه مع نفسه و تحقیق توافق العقول وهذا ما يؤكده "أرسطو"، "الفارابي"، "ابن سینا" وغيرهم. لأنه منطق ينظم نشاط الفكر وفق قواعد ومبادئ تشكل البنية المنطقية لكل تفكير. فتحفظ من الأخطاء والتناقض وتضمن انسجام أحكام العقل وصحتها. لهذا يقول "برتراند رسل": "المنطق هو العلم الذي يؤسس الأفكار الصحيحة". وعرفته جماعة "بوروايال" على أنه "الصناعة التي يحسن بها الإنسان قيادة عقله في معرفة الأشياء عند التعلم أو التعليم".
 و غير أن هذا التصور حول المنطق الصوري مبالغ فيه، لأنه منطق لا يمكن تعميمه فهو ضيق وجزئي يهتم بشكل التفكير وصوريته دون البحث في طبيعة الموضوعات التي يدرسها (إغفال مادة الفكر). كما أن نتائجه مجرد تحصیل حاصل (أي تكرار ما جاء في المقدمات)، لهذا فهو عقيم ولا يمكن الأخذ به ويجب تجاوزه.
دعم منطق الأطروحة :
إن شرط الأخذ بأي استدلال مهما كان نوعه وجب أن يكون فعال وإنشائي ويكشف عن الجديد والخصوبة في نتائجه وهذا هو معیار بقائه واستمراره و استعماله، والمنطق الصوري مرهون بلغة الألفاظ والتباساتها وأشكاله القياسية التي لم تتطور، ولهذا تم تحاوزه بالمنطق الرمزي المعبر عن الدقة وسعة العلاقات وخصوبة النتائج. من ناحية أخرى نجد كل الوقائع العلمية والمعرفية الحديثة والمعاصرة التي أحدثت ثورة في أبحاثها ونتائجها واكتشافاتها تجاوزت الاستدلالات الصورية والوصفية واعتمدت بدلها الاستدلالات الاستقرائية التي تكشف عن الحقائق والنتائج الإبداعية.
حل المشكلة :
 نستنتج حقيقة أن المنطق الصوري لا يقدم الجديد والإبداع في النتائج، فهو منطق يصلح للمناقشة والجدل أكثر مما يصلح للكشف عن الحقائق ولهذا تظهر مشروعية الأطروحة القائلة بأن المنطق الصوري استدلال عقيم.


 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا



الاسمبريد إلكترونيرسالة