JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الشعور بإعتباره معرفة مباشرة وأولية

الشعور بإعتباره معرفة مباشرة وأولية
  الشعور معرفة أولية     :
إن اعتبار الشعور (الوعي ) بمثابة الحدس أو الإطلاع المباشر دون وسائط على الحياة النفسية الباطنية ، لا يمكن أن يكون إلا مفهوما تقريبيا لكونه يمثل كما رأی هاملتون : " .. أحد المعطيات الأساسية للتفكير، والذي لا يمكن تحليله إلى عناصر أبسط ؛ ومن هنا فالشعور لا يعرف رغم وصفاته ( الذاتية، التغير...)؛ يمكننا أن تعرف (نحن) بوضوح ما الشعور، لكننا لا نستطيع دون خلط أن ننقل للغير ما نعيه بوضوح . والعلة في ذلك بسيطة : إن الشعور هو جذر كل تفكير .
   الشعور معرفة ذاتية     :
إن معايشة الأحوال النفسية، تختلف عن ملاحظة ظواهر العالم الخارجي، ذلك أنه أثناء ملاحظة العالم الخارجي تلاحظ الذات تمایزها واستقلالها عن الظواهر الملاحظة ؛ إنها ظواهر تتميز بالشيئية، فالذات نعی أن ما تلاحظه غير ماهيتها وكينونتها . أما حدس الأحوال الباطنية ومعايشتها فهي تجعلنا ندرك بوضوح أننا والحادث المعيش أمر واحد، فكلاهما عين الآخر؛ فأنا الحزين وأنا الحب وأنا المريد أنا وحدي من يعاني ذلك وأنا أدرى الناس بأحوالي، وبدون وسائط أعي بوضوح ما يجري في أعماقي ولا يمكن لغيري الإطلاع على ما يجري في أعماقي، وكل عواطفي وذكرياتي هي أحوال شعورية خاصة بي، فهي عالمي أنا وحدي، لا يمكن لأحد الإطلاع عليها بصورة مباشرة وحميمية إلا شخص واحد هو أنا . ولا يمكنني كذلك الإطلاع على ما يجري في أعماق غيري إلا عبر طريق غير مباشرة باللغة أو السلوك الظاهر.
وهكذا فالشعور حميمي وذاتي، إذ يصعب علينا في الكثير من الحالات نقل مشاعرنا بصدق فنخوننا اللغة ونلجأ إلى الأساليب غير المباشرة، ولا نستطيع أن تتلمس هذه المشاعر بشكل تام وشامل أبدا ؛ إنها أمور تعاش ولا توصف، وتعرف دون أن تعرف.




الاسمبريد إلكترونيرسالة