JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

إن العولمة سوق عالمي تحكمه إرادة الأقوياء - دافع عن هذه الأطروحة


إن العولمة سوق عالمي تحكمه إرادة الأقوياء
 دافع عن هذه الأطروحة

طرح المشكلة: 
المعروف والشائع بين الناس عن العولمة أنها عملية انفتاح يتفاعل فيه البشر جميعهم في ظل محتمع واحد بلا حدود، حيث تنتقل الأفكار وتتلاقح الثقافات، وتستمر الخبرات البشرية في فضاءات مفتوحة خدمة للإنسانية وواقعها الحضاري، لكن هناك فكرة تناقضها، يعتقد أصحابها أن العولمة إيديولوجيا جديدة تعبر ع ن إرادة الأقوياء الذين يهدفون للسيطرة على العالم وجعله سوق عالمي مفتوح تحكمه لغة المال والأعمال ويوجهه أقطاب العولمة الفاعلون الأقوياء). فكيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة؟ وما هي الحجج التي تثبت صحتها؟
في محاولة حل المشكلة:
 و عرض منطق الأطروحة:
 إن منطق هذه الأطروحة يدور أساسا حول حقيقة العولمة كإيديولوجيا عالمية جديدة، والأهداف التي تحكمها وترمي إليها، باعتبار العولمة منظومة من المبادئ السياسية والاقتصادية والإعلامية والمعلوماتية ... تسعى لإيجاد سوق وحراك اقتصادي عالمي يحكمه ويوجهه أقطاب العولمة الفاعلون، وهم أرباب المال والأعمال والصناعيين والبنكيين الكبار (الأقوياء). وقد اعتمد أنصار هذه الأطروحة على عدة مسلمات لتأسيسها من أهمها: أن العولمة إيديولوجيا تؤسس لمشروع عالمي متعدد الميادين، عبر أسواق عالمي كبرى مفتوحة ومتحررة من كل العوائق، توجهها مصالح اقتصادية قوية عابرة للأمم و فوق الدول. من خلال جهاز قيادي جماعي للعالم . ويؤكد أنصار هذه الأطروحة على مسلمتهم بعدة حجج : فالعولمة سوق عالمي تدعو على فتح الحدود، عبر النمو الاتصالي وتطور التكنولوجيات الجديدة، في فضاءات مفتوحة للجميع، تحكمها معايير ومقاییس المجتمع العالمي، وتعتبر رؤوس الأموال هي المحرك الأساسي لهذا السوق العالمي في جميع الميادين الاقتصادية والإعلامية والثقافية والتكنولوجية .... لكنها وفي جميع أبعادها خادمة للأقوياء ومحكومة بإرادتهم ومصالحهم. ويؤكد "هارالد كلیمانطا" أن العولمة سياسة اقتصادية وإيديولوجية مقصودة تحكمها وتوجهها منظمات دولية عالمية لها هيمنتها وسيطرتها على الاقتصاد العالمي، صندوق النقد الدولي، والمنظمة العالمية للتجارة... وبالتالي لا مكانة للفقراء والشعوب المتخلفة والمستضعفة.
- وبالتالي فالعولمة سوق عالمي تحكمه لغة المال والأعمال والربح والاستغلال ب لا وازع ولا ضمير أو قيم خلقية، فهي محكومة بإرادة الأقوياء وعمالقة الأسواق الذين يفرضون منطقهم واتجاههم وفق لغة المصالح في جميع الميادين.
عرض منطق خصوم الأطروحة ونقدهم:
حيث يعتقد هؤلاء الخصوم أن العولمة انفتاح إيجابي يتفاعل فيه البشر، في فضاءات مفتوحة لتبادل الخبرات واستثمارها لخدمة الإنسانية، وتنمية مختلف القدرات الحضارية للشعوب، وإقامة اقتصاد عالمي مفتوح يستفيد منه الجميع، وبالتالي الوصول لتحقيق تعایش سلمي عالمي... من هنا اعتبروا العولمة إستراتيجية تنموية تحكمها مقاييس التنافس والمردود العالميين، وهذا ما يؤدي إلى تحرير الإنسان وخدمته على جميع المستويات. - غير أن هذا الموقف تعرض لانتقادات حادة، لأن العولمة في واقعها العلمي تهدف للسيطرة على مقدرات الشعوب الضعيفة، من خلال نفوذها الضاغط، وهيمنتها الاقتصادية التي يفرضها أقطابها الفاعلون.
كما أن فلسفة العولمة و سیاستها وأهدافها، لا يصنعها الجميع، وفق المطالب العالمية ، واحتياجات الشعوب، بل على العكس من ذلك، يصنع إستراتيجيتها أقطاب كبار، وصناع قرار عالمي لا تهمهم مصائر الضعفاء وفقراء العالم، الذين يداسون في إطار التذويب الاجتماعي وطمس الهويات واستغلال الشعوب. و مجموع هذه الانتقادات هي التي تدفعنا للبحث عن حجج أخرى لتدعيم أطروحتنا:

و دعم منطق الأطروحة بحجج شخصية:
إن إدعاء أصحاب العولمة بأنها تحقق التنوع والتعدد الإيجابي والانفتاح واستفادة الجميع هي كلها أفكار مقنعة، لأن الواقع العملي يفضح العولمة ويظهر أنها هيمنة وسيطرة يفرضها الأقوياء من خلال تحكمهم في الأسواق المالية والنقدية، وجعل الحكومات والدول الضعيفة والمتخلفة خاضعة لسلطتها، وإغراقها بالديون لرهن سیادها و استقلالها، لتصير أسواق استهلاكية مفتوحة للقيم الاقتصادية التي تنتجها الدول الصناعية الكبرى. كما أن ما يؤكد أن هذه العولمة تحكمها إرادة الأقوياء ومصالحهم وتسويق منتوجاتهم، أنها عولمة مادية لا يهمها إلا الربح والاستغلال، محكومة بليبرالية متوحشة يعمل أصحابها على خلق كل أنواع الاضطرابات والفوضى والأزمات والحروب في العالم، لفتح أسواق جديدة وبسط نفوذهم فيها.
حل المشكلة
و عليه نستنتج أن الأطروحة القائلة: "أن العولمة سوق عالمي تحكمه إرادة الأقوياء" أطروحة صحيحة، ويمكن الدفاع عنها. لأن العولمة بصورتها الحالية تعتبر نفوذ ضاغط، وهيمنة اقتصادية من طرف الأقوياء، للسيطرة على الأمم والشعوب الضعيفة.

 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا



الاسمبريد إلكترونيرسالة