من الليبيدو إلى الغريزة العدوانية
لقاء اعتبر التحليل النفسي أن جميع دوافع الإنسان ورغباته يمكن ردها إلى هاتين الغريزتين فقط : غريزة الحياة ( أو الغريزة الجنسية )، وغريزة الموت أو العدوان
1. دور الليبيدو :
وتتجلی غريزة الحياة في كل ما يقوم به الإنسان من أعمال إيجابية بناءة قصد المحافظة على كيانه واستمرار وجوده . ولقد توسع فرويد في مفهوم الغريزة الجنسية افلم يقصرهما على التناسل أو التكاثر، وهي غريزة توجد في الطفل منذ ولادته وليست كما يعتقد البعض أنها لا تظهر إلا في سن البلوغ ؛ لقد جعل من الغريزة الجنسية مصدر كل محبة وحنان، كما أنها تشمل جميع مظاهر اللذة الحسية والعاطفية. فاللذة التي يجدها الطفل من عملية الامتصاص لذة جنسية لأنها تؤدي إلى - التخفيف من حدة التوتر الجسمي الذي يحس به الطفل، واللذة التي يشعر بها الطفل من حنان أمه لذة جنسية . وقصارى القول فإن الغريزة الجنسية بمعناها الواسع في أبحاث التحليل النفسي تشتمل على :
- الميول الجنسية التي تستهدف الإنسال والتكاثر .
- مظاهر الحب والود بين الآباء والأبناء، وحب الذات، وحب الأصدقاء، وحب الحياة، وحب الإنسانية جمعاء
- مظاهر اللذة الوجدانية ؛ كاللذة التي يشعر بها الطفل في عملية الإمتصاص والإخراج ونحوهما من النشاط الحركي
2 . دور الغريزة العدوانية :
أما الجانب الآخر من الدوافع فيتمثل في غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي والهام والعدوان على الغير (كما في الحرب )، والعدوان على النفس ( كما في الانتحار )؛ وعند فرويد فإن العدوان ينشأ من كبت الميول المختلفة، ثم تطورت هذه الفكرة عناءه وأصبح ينظر إلى العدوان على أنه استعداد غريزي مستقل في تكوين الإنسان النفسي . وعلى ذلك فالدوافع للسلوك العدواني فطرية، ويصبح الإنسان بناء على هذه الفكرة عادوا لأخيه الإنسان بالفطرة والغريزة وتنحصر رسالة المجتمع في تنها. يب ها.. الا.وافع وترويضها . ولا تبدو غريزة العدوان في اعتداء الإنسان على أخيه الإنسان وحسب، وإنما تباه و أيضا في الرغبة في تدمير الجمادات وتحطيمها ؛ فالطفل قد يحطم لعبته وأثاث غرفته، وليست الحروب وما تجلبه من دمار لمظاهر الحضارة المادية | والانسانية إلا مظهرا من مظاهر السلوك العدواني الغريزي . وصفوة القول فإن فرويد يفسر السلوك الإنساني عند الطفل الصغير والراشد، عند | الشخص السوي والشخص الشاذ، سلوك الفرد وسلوك الجماعة، إبداع الفنانين والعلماء، بالقول بهاتين الغريزتين وبما يقوم بينهما من صراع في الكائن الإنساني؛ فإحداهما تنزع إلى البناء والأخرى إلى التدمير، وللمجتمع وظيفة هامة في تغليب وظيفة البناء في الإنسان على وظيفة التخريب .