JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

دلالة توصيف الجهاز النفسي

دلالة توصيف الجهاز النفسي
1. الصراع والتوازن النفسي :
يولد الطفل مزودا بطائفة من الدوافع الجنسية والعدوانية والأنانية ، وبتقدمه ونموه، يكتشف أن المجتمع الذي يعيش فيه لا يرضى عن الإشباع المباشر الصريح لمثل هذه الدوافع، بل أن الوالدين والمجتمع بأسره يسعيان إلى تهذيب هذه الدوافع وتوجيهها. ولذلك يأخذ في ضبط هذه الدوافع أو في إخفائها وكبتها، ومع نموه ينمو ضميره الأخلاقي بديلا عن السلطة الأبوية، ويصبح بمثابة الرقيب الداخلي والمماثلة الرادعة التي يسعى الطفل لتجنب تأنيبها ؛ لذلك تراه يطرد الدوافع والميول والرغبات العا. وانية والرغبات الشاذة التي تخدش كبرياءه أو التي تظهره بمظهر غير لائق أمام ضميره فتا۔ فن في أعماق النفس، وبذلك يبعدها عن حظيرة الذات الشاعرة الواعية
وبناء على ذلك، علينا أن نتساءل : إذا كان الجهاز النفسي للفرد بهذا التعقيد؛ فماهی درجاته ومستوياته ؟ وما مكوناتها ؟ وما طبيعة إسهامها في التوازن النفسي من عدمه ؟ للرد على هذه التساؤلات نستعرض - مع فروید - مجموع مكونات الجهاز النفسي الرئيسية والتي لا تخرج عن أربع : الغرائز الفطرية، الشعور أو الوعي، الضمير والقيم الخلقية المكتسبة، وأخيرا الجانب العميق واللاواعي من النفس.
2. بنية الجهاز النفسي عند فروید: إن الجهاز النفسي مكون من مستويات أساسية ينتج عن العلاقة بينها إما التوازن أو الاختلال في الحياة النفسية وما يترتب عن كل من الحالتين من سلوكات واستجابات : ابو الہ ( هو ) : إنه مستودع الطاقات الغريزية ذات المصادر البيولوجية، ويتميز بافتقاره إلى التنظيم، ويسير وفق مبدأ اللذة، وتحكمه العمليات الأولية التي يعوزها المنطق وبخاصية مبدأ عدم التناقض ؛ إذ نجد فيه النزعات المتناقضة بعضها إلى جانب بعض، كما أنه لا يعرف النفي أو الخير والشر، إنه مجرد من مقولتي الزمان والمكان ، بل لا يحتوى إلا جملة النزعات والرغبات التي تنشد دائما الإشباع. با ال ( أنا الأعلى ) : هو أحد مكونات الجهاز النفسي، وهو يحقق قدرا من الاستقلال الذاتي، ويتكون منذ بداية الطفولة بفعل التربية الخلقية التي منشؤها الأول هو الوالدان . ولما كان الأنا الأعلى ينشأ في الأصل كقوة مضادة ومقاومة للرغبات الغريزية وبخاصة الرغبات الجنسية، إلا أنه في أغلب الأحيان ليس مجرد بديل داخلى يحل حل الوالدين ويقوم بدورهما بشكل واقعي ذلك أنه كثيرا ما قد تتناقض صرامة الان الأعلى مع ما يمكن أن يتسم به الوالدان من بعض الليونة والتسامح، فهو حاضن القيم والمثل الاجتماعية والدينية التي تربي الطفل عليها.
* ال ( أنا ) : يشير في نظرية التحليل النفسي إلى ذلك التنظيم النفسي الذي ينشأ الباطن ولكنه يتميز بتأثره بالعالم الخارجي ؛ والأنا هو الساحة التي يحتدم فيها الصراع بين الرغبات الهو الغريزية المؤسسة على مبدأ اللذة والتي تنشد التحقق ومتطلبات الأنا الأعلى المعبرة عن السلطة الأبوية والقيم الخلقية والدينية التي | تفاضلت عن الأنا . لكن إن كان الأنا يستمد طاقاته من الهو ويعمل على خدمته الا | أنه يراعى العالم الخارجي ويستند إليه، وللإدراك فاعلية بالنسبة للأنا كفاعلية الغرائز بالنسبة للهو. وإذا كان الهو يسير وفق ( مبدأ اللذة )، فإن الأنا يسير وفق ( مبدأ - الواقع ) ؛ ويرتبط ذلك بنمو جملة الوظائف الذهنية من إدراك وذاكرة وتخيل وذكاء. ولأن الأنا ينشأ من الهو إلا أن ما يحققه من استقلال ذاتي يمكنه من إرجاع إشباع مطالب الهو الغريزية وكبتها واستبعادها من ساحة الشعور، بل والعمل على منعها | من التحقق وذلك باستخدام مختلف أساليب الدفاع ؛ إما بالنفي إلى اللاشعور، أو بتحقيقها بأساليب مقبولة اجتماعيا وأخلاقيا . ولذلك نجد أن جزءا كبيرا من الأنا يظل لاشعوريا وهو الذي يقوم بالكبت والدفاع والرقابة في الأحلام؛ فالأنا يتفاعل مع الهو لأنه منشؤه، ومع الأنا الأعلى لأنه منشؤه، ومع الواقع لأنه يستند إليه * ال (لاشعور) : إنه الجانب المظلم والعميق من النفس ؛ فيه سجن الرغبات المحرمة، ومنه تنطلق النشاطات الخفية لتؤثر على الحياة النفسية والسلوك على نحو سوي أو مرضي .


الاسمبريد إلكترونيرسالة