JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

المدرسة الأبيقورية وفلسفتها (أبيقور )

المدرسة الأبيقورية وفلسفتها أبيقور )

 أخذت المدرسة الأبيقورية بمذهب الذرات في ما بعد الطبيعة وبنظرية « الخلو من الألم » للحصول على الخير الاتم في على الأخلاق أي ان أبيقور اتبع رأيي ديمقریطس و ارسطبس القورينائي وعدل فيهما.
حياة أبيقور  (342 – 271 قم) ولد ابيقور ( Epicure ) في جرجنسوس احدى ضواحي أثينا ثم رحل مع والديه الى ساموس اليونانية . وكان أبوه معلما وأمه مبصرة و منجمة فكان يساعدها في خزعبلاتها السحرية ويقال انه تعلق بالفلسفة عند ما سمع للمرة الأولى أحد النحاة يشرح لتلامذته هذا الشعر اليوناني القديم "في البدء ولد العماء" فأخذ يفكر في العالم . وقرأ مؤلفات ديمقريطس . ولما بلغ السادسة والثلاثين من عمره جاء إلي أثينا وافتتح مدرسته وأخذ يعلم مذهبه , وكان له تأثير كبير ونفوذ عظيم على تلاميذه وألف نحو ثلاثمائة كتاب لم يبق منها سوى شذرات حفظها لنا ديوچين الزيرسي وشيشرون ولو کریس
أمافلسفته فتنقسم الى ثلاثة أقسام : منطقية وطبيعية واخلاقية

مذهبه المنطقي :  الإحساس مصدر المعرفة وما هو الا تأثير عضوي . ويحفظ الاحساس ويستمر في الذاكرة « فالصورة العامة ما هي الا تذكر جملة احساسات متشابهة » وهذا التذكر اذا ثبت في القوة المفكرة باللغة هو ( المساعد للإنسان على معرفة الاحساسات المستقبلة قياسا على الاحساسات السابقة فينشأ عن ذلك تعميم التجربة الحسية التي تساعد على استدراك المستقبل وهذا ما يدعوه « ابيقور السوابق ». ولما كان التذكر والتصور يستمدان قيمتها من الاحساس فمنطق ابيقور حسي مجرد. وقد وضع له قواعد عملية منها ان الحواس لا تخطي أما الرأي فعرضة للخطأ . ويكون الرأي صحيح اذا أيدته الحواس . وخطأ اذا نفته. وهلم جرا . کل سابقة تصدر عن الحواس وسابقة الشيء الواضح ينبغي أن تستعمل في تبيين ما لم يكن واضحا الخ .

مذهبه الطبيعي : المادة مصدر كل الأشياء والنفس ذاتها مادية والعالم وكل ما احتوى عليه نشأ عن تركيب الذرات المتعددة الغير مخلوقة والتي لا تفنى فهي تتحرك على الدوام بنفسها في الفضاء  , ولم يكتف ابيقور بنظرية ديمقريطس في تفسير تقابل الذرات وتحركها عاموديا بل قال أن لها قدرة على الانحراف عن العامود وبهذه الكيفية يمكنها ان تؤلف مجموعات مختلفة , والنفوس مركبة من ذرات أكثر لياقة وتحركا من الجزيئات التي تؤلف الأجسام ويقول أيضا بأن الاتفاق أو الصدفة تعمل في تركيب الاجسام و تأليفها . أي انه يقول بوجود معلول بدون علة كما أن جميع الشعوب متفقه على الاعتراف بوجود آلهة تعيش في سعادة تامة في حيز الفضاء أي بين العوالم . والانسان لا يجب عليه ان يخشاها أو يحترمها اذ لا علاقة لها بالعالم ولا ارتباط بينها وبين الناس . كذلك لايخشى الناس عقابا ولا يأملون ثوابأ في عالم آخر لان النفس مادية تفي بانحلال الجسم وما الخلود الا وهو باطل وعلى ذلك يكون الموت لا معنى له فلا هو شر لمن يعيش ولا للذي انتهت حياته . و بذلك تم السعادة البشرية اذا انتفى كل خوف من حياة أخرى.
مذهبه الخلقي : أراد ابيقور أن يبين أين يوجد الخير الاعظم وما هو السبيل للوصول اليه . وبما أن الإحساس مصدر المعرفة فيجب الاستفهام منه . فما هو جوابه ، يجيبنا ان الخير في اللذة « فنشعر بها ولا يمكننا التعبير عنها کشعورنا بأن النار حارة والثلج أبيض والعسل حلو» بيد أنه يجب التمييز بين نوعين من اللذة ( أحدهما ) حاد و متقلب يذهب سريعا وتكثر عنه الالام وهذا النوع هو لذة جسمية فاذا جعلها الانسان غرضه من الحياة حكم على نفسه بعذاب تنتال (تنتال ملك ليديا أو لم للالهة وليمة واطعمها جسد ابنه فحكم عليه الاله جو بتیر بالعذاب الجهنمي : يعطش ولا يجد ماء ويجوع ولا يجد قوتا فظل إلى الأبد مان جائعا)
أما النوع الثاني فهو اللذة الأبدية فهي ساكنة ومستديمة ومجردة من كل قلق وهذه هي اللذة العقلية التي لا اضطراب فيها ولا ألم ولا نصب فيبلغ الانسان منتهى السعادة وغاية الحياة أو الخير الاعظم ولا يصل الانسان الى هذه اللذة الا اذا ميز بين الرغائب التي يمكن نوالها ، وعددها قليل وضرورية للوجود  " فبکسرة خبز و قدح ماء يسد جوعه ويروي فيه  ظمأه "
والرغائب الطبيعية التي ليست ضرورية يجب التقليل منها بقدر الامكان لانها مجلبة لانشغال البال واضطراب الفكر. كالزواج مثلا والاهتمام بشؤون العائلة أما الرغائب الكمالية التي ليست بضرورية ولا بطبيعية فيجب نبذها واستئصالها كمحبة الغني والشرف والرياسة فهذه الرغبات لا نهاية لها .
والفضيلة أجمل ما يتبع ولكن كواسطة وليست كغاية . فكما  ان الانسان يدرس الطب لا حبا في ذات العلم بل ليشفي به الامراض لنوال الصحة . كذاك الفضيلة يمارسها العاقل لا لذاتها بل نظرة للذة التي تنشأ عنها.
والحكمة تجعلنا نميز بين اللذات الصحيحة واللذات الكاذبة والاعتدال يمنعنا من الاسترسال في الشهوات المضطربة . كما أن الشجاعة تقصي عنا الخوف من الموت ومن عذاب الجحيم. أما العدالة فتحفظنا من اعتداء الغير ، والصداقة تعزينا على احتمال التجارب والصبر عليها.
وكتب أبيقور قبل وفاته سنة 271 قم الى ایدومنيه أحد تلامذته يقول له "اكتب لك هذه الرسالة في آخر يوم من حياتي وهو أسعد الأيام اذ يضع حدا لآلامي فقد بلغت أقصى حدها ( وكان مصابا بالحصوة) غير ان السرور الذي أشعر به عند تذكري محادثاتنا الفلسفية تخفف عني شدة تلك الآلام . اعتن بأولاد مترودور الذي أظهر على غيرة حقيقية واخلاصا شديد وتعلقا بمذهبي "
أما مترودور هذا فكان تلميذه المفضل ومات قبله واخلف ابيقور هرمرکوس على مدرسته التي كانت أشبه بجمعية أصدقاء منها بمدرسة وتعاقب عليها بولسترات فدنيس فباسلیدس . غير وترك . فدمتريوس فأبولودور و كان بهذا ختام" الجيل الثاني الميلادي "
وفي هذه الأثناء انتشر المذهب الأبيقوري في روما بفضل فیدر استاذ شيشرون الخطيب ، وسيرون استاد فرجیل الشاعر . ولوكريسيوس كاروس الذي كان يؤله ابيقور , غير أن المذهب تدهور وتسفل لان الذين اعتنقوه بعد ان تحرروا من كل اعتقاد ديني لم ترضهم اللذة السلبية فانغمسوا في الملذات والشهوات الايجابية الحادة فوصموا مؤسس مذهبهم بوصمة خزي لا يستحقها .

الاسمبريد إلكترونيرسالة