فلسفة آباء الكنيسة
لم يؤسس المسيح مدرسة فلسفية بل دینا يفوق الطبيعة البشرية . جاء الي العالم بحقائق لم تكن معروفة وفوق متناول العقل الإنساني فثبت وطهر الحقائق الكبرى اللامادية التي يستطيع الذهن ادراكها بنوره لو تأمل فيها . غير أن المفكرين القدماء كانوا مترددين فيها تلك الحقائق هي أحدية الله و تساميه ، والخليقة ، ونهاية العالم والتمييز بين النفس والجسد، والخلود وما يتبعه من الثواب والعقاب . فنشأ عن ذلك بداية فلسفة جديدة هي فلسفة آباء و دكاترة الكنيسة المسيحية بيد أن هذه الفلسفة الروحانية كانت سلاحا أعد للنضال عن الحقائق الموحى بها فاستعان الآباء به بحسب الظروف والحاجة ليصفوا العقيدة المسيحية من كل مزيج أو اختلاط بالخرافات اليهودية والوثنية والبدع الدخيلة ولهذا السبب لم ينتظر من أقوال ومؤلفات أولئك المسيحيين المفكرين عملا واحدة منظما كما كان الحال في العصر المدرسي بل كانت القضايا الفلسفية الصرفة تذكر عرضا ضمن مؤلفاته الدينية وفي مواضيع متناثرة وقد استعانوا بأقوال الفلاسفة الوثنيين وعلى الخصوص مؤلفات ارسطو و افلاطون . والأفلاطونيين المحدثين . والا باء طائفتان بعضهم كتب باللغة اليونانية والآخرون باللاتينية الاباء اليونان، بحث هؤلاء الأباء في القضايا العلمية وأولهم
