المدرسة الفيثاغورسية : فيثاغورس
( Pythagores
)
كانت هذه المدرسة والمدرسة الأليائية معاصرتين للمدرسة الايونية
التي تأثرت بفلسفتها دون أن تؤثر عليها .
ومؤسسها فيثاغورس ( Pythagore )
قيل انه ولد في الجيل السادس قبل المسيح ولم يعرف بالتدقيق سنة ولادته التي كانت
في جزيرة ساموس بالقرب من شاطيء افسس على بحر ايجي رحل في صباه الى مصر وفنيقيا والكلدان
ولما عاد إلى وطنه وجده تحت حكم الطاغية بولیقراطس فهاجر إلى كروتو نا بايطاليا حيث
شرع في تنفيذ ارائه الدينية والفلسفية والاجتماعية فأسس جمعية سياسية دينية فلسفية
تعهد أعضاؤها باعتناق مذهبه وكانت تضم عددا كبيرة من النساء بينهن زوجته ثیانو و بناته
الثلاث. ومن شروطهم الصمت المطلق نحو الخمس سنوات . وكانت الاموال والمقتنيات مشاعة
بين الجميع ورابطة الود مستحكمة , الا ان الروح الديموقراطية تنبهت فحصل من جرأ ذلك
اضطرابات شديدة قضت قضاء مبرما على الجمهوريات الفيثاغورسية , ويقال أن فيثاغورس نفسه
وكثير من تلاميذه هلكوا في ثورة في متابونت غير ان التعليم الفيثاغوری ظل زاهرا في
اليونان الكبرى على عهد افلاطون ثم ادخله فيما بعد الشاعر أنيوس في روما .
لم يكتب فيثاغورس شيئا ولم نستدل على فلسفته الا من فيلولاوس الذي تلقى العلم في
كروتونا وطنه على اریزاس تاميذ فیثاغورس . وأيضا كتب ارسطو عن المذهب الفيثاغوري واليك
خلاصته مأخوذة من هذين المصدرين وعلى الخصوص من كتاب الباخوسيين
(
Les Bacclantes) لمؤلفه فينولاوس المذكور :
كان الفيثاغورسيون علماء في الرياضيات و في فن الموسيقي وكانوا يوفقون بين العلم
والفن المذكورين فقالوا ان العدد مبدأ الموجودات ومادتها والاعداد اما فردية واما زوجية
. فالزوجي غير محدود والفردي محدود اما لانه يضع حدا للقسمة على اثنين واما لانه اذا
اضيف على الواحد مجموع الأعداد الفردية نحصل على مربع تام . وجميع الأعداد التي تزيد
عن عشرة ماهي الا تكرار للعشرة الأول التي هي مصدر الكلى ويدعوها فيلولاوس اصل و ملكة
الحياة الالهية والنسائية والبشرية
فالواحد هو الجوهر الأول الذي يتضمن في ذاته العددين الزوجي والفردي . والاثنين
أول الاعداد الزوجية كما ان الثلاثة أول الاعداد الفردية، واربعة أول المربعات كما
أن العشرة مؤلفة , من الأربعة أعداد الأولى , وبما أن العدد يؤلف كل شيء كذلك كل شيء
يتضمن في ذاته أركان العدد أي الفردي و الزوج أو المحدود والغير المحدود .
فالفردي و المحدود أحسن الأشياء واكملها والزوجي والغير محدود بعكس ذلك ولذلك تتجزأ
الأشياء الى مجموعتين متعارضتين :
الأولى تتضمن الخير والمحدود. والثانية الشر والغير محدود وهذا بيان العشرين المتقابلتين
1.
محدود
وغير محدود
1.
فرد
وزوج
2.
وحدة
وكثرة
3.
يمين
ويسار
4.
ذكر
وانثی
5.
سکون
وحركة
6.
معتدل
ومنحن
7.
مربع
و مستطیل
8.
نور
و ظلام
9.
حسن
ورديء
وقال فيولاوس ان في البدء كانت توجد نار في وسط الكون وبقوة الجذب تجمعت أجزاء
الغير محدود القريبة من مرکز تلك النار وتكون منها الحدود أي العالم ,والعالم كروي
الشكل . وتتحرك حول النار المركزية عشرة كواكب سماوية وهذا ترتيبها بحسب بعدها عن المركز
ü سماء الكواكب الثابتة
ü خمسة سيارات مرتكزة على دوائر شفافة
ü الشمس
ü القمر
ü الأرض
ü عكس الأرض وبذلك تكمل العشرة أعداد .
والأرض توجه دائما الى عكس الأرض والنار المركزية ، الجهة المقابلة التي نسكنها
ولذلك لا تصل الينا أشعة هذه النار مباشرة بل بواسطة الشمس . ويكون الوقت نهارا اذا
وجدت الأرض مع الشمس في نفس الجهة المركزية . والشمس والقمر والأرض كلها كروية الشكل
الا أن الأولين شفافتان كالزجاج بحيث انها تعكسان النور والحرارة , والنفوس أجزاء من
الشمس . وتوجد شياطين بين الآلهة والناس وهي التي تسبب لهؤلاء الأحلام وغيرها من الهواجس
والأرواح لا تفنى غير انها تسير في أثير الجو الى ان تصادف جسما أيا كان فتدخل
فيه . واذا خرجت من جسد انسان يتفق أن تدخل في جسم حیوان آخر ولذلك كان فيثاغورس يحرم
ذبح الحيوانات واكلها . وان المادة تبقى ولا يعتريها الفناء بل التغير فقط في الشكل
والغرض من الحياة التشبه بالإلهة و اطاعة ارادتها - والحياة تجربة فليس للانسان حق
في التخلص منها بالانتحار كما أن الجندي لا يحق له التخلي عن مركزه , وقد أوصى بالعبادة
واحترام الوالدين والوفاء بعهد الصداقة ,والرفق والاحسان للضعفاء والاعتدال في طلب
الغنى . وفحص الضمير يوميا مع المواظبة على الصلاة وتجنب الموبقات والامتناع عن أكل
الرجاسات وخضوع الشبان الشيوخ و احترام القوانين والسلطة . والتفاني في خدمة الوطن .
وأشهر تلاميذ فيثاغورس اثنان
فيلولاوس (500 - 420 ق م) ولد في كروتونا بايطاليا وهو الذي شرح مذهب استاذه في
كتابه الباخوسيين نسبة الى الاله باخوس وأرخيتاس ,
ولد في ترانتا ومات غرقا في جهة ابوليا وكان فلكيا ورياضيا ومن ضمن اختراعاته البرغي
و البكرة .
