طاليس المالطي || Thales of Miletus

طاليس المالطي || Thales of Miletus 

هو مؤسس المدرسةالأيونية . ولد بين سنة 639 وسنة 636 ق م أي في الأولمبية الخامسة أو السادسة والثلاثين وتوفي سنة 546 ق م فعاش نحو قرن من الزمان ويقال انه فنيقي الأصل اقام ردحا من الزمن في القطر المصري على عهد أمازيس ثم رحل إلى آسيا وعاد أخيرا الى مليطه , كان ميالا إلى التجارة مع وفرة غناه . بيد أنه صرف أمواله في نفع بلاده تنبأ بكسوف الشمس الذي وقع في 28 مایو سنة 575 , ویروی أنه سقط في بئر بينما كان يرصد الكواكب , لم يكتف طاليس بما تعلمه من علم الفلك كما كانت عادة ابناء الأغنياء في ذلك العصر ، بل زعم أنه اكتشف المادة التي تبقى بالرغم مما ينتابها من التغيرات فقال أن الماء مصدر الاشياء كلها منه تكونت الموجودات واليه تعود , والأسباب التي دعته إلى هذا الزعيم دينية وطبيعية ذلك أن قدماء اليونان
 
كانوا يعتقدون ان الالهة تيثيس (Theathys) آلهة البحر هي مغذية الكائنات و مانحة الحياة . وان الآلهة كانت تقسم بنهر الستكس ( Styx ) کما لوكانت أعظم الاشياء واكثرها احتراما , أما من الوجهة الطبيعية فقال ان ماء البحر لو تبخر ارتفع بخاره نحو الشمس والكواكب فتتغذى به . ثم يتخلف بعد البخار راسب يكون اليابسة , كذلك جميع النباتات تحوي في ذاتها على الماء. وهو يتخذ جميع الأشكال و يستحيل الي كل شيء فلو تكاثف صار ارضا يابسة واذا تمدد تحول إلى نار أو هواء .

ولم تقتصر فلسفة طاليس على القول بأن الماء هو العنصر الوحيد الذي تصدر عنه جميع الأشياء بل زعم أيضا أن التغير الذي يحصل لهذه المادة يحدث بتأثیر جواهر روحانية مماثلة لروح المغنطيس الذي من خواصه قوة الجذب , فكان بذلك يؤله تلك الأرواح ويجعلها مالئة الوجود وحالة فيه .

هذه الآراء وان كانت في عصرنا الحاضر تعد صبيانية الا انها تدلنا على ان طاليس كان في زمنه عالما سعى في تعميم الأشياء ، و فیلسوف متشبعة بالخرافات الوثنية وهو أول من حاول تفسير الظواهر الطبيعية تفسير عملي و ارجاعها إلى عنصر واحد ولو انه , أخطأ في حدسه .