زينون الأليائي || Zenon d’Elee
اذا كان برمنیدس شاعر الفلسفة الايليائية فزينون رسوله او جندیه قاوم تعاليم الايونيين
مقاومة شديدة بعارضة قوية وحسن بیان .
ولكي يثبت وحدة « الكائن » اوضح أن المادة والزمن والحركة ما هي الا ظواهر اذا
كانت المادة موجودة فإما ان تتحلل إلى ذرات ممتدة او لاتتحلل فان ردت الى ذرات غير
ممتدة فالجزيئات تكون امتدادة وان لم ترد الى ذرات غير ممتدة فيستحيل وجود ذرات لان
الذرة الممتدة قابلة للقسمة والتجزؤ دائما - هذا فيما يختص بالفضاء والمادة .
اما ما يختص بالزمن : فالتغير ليس ما كان ولا ما سيكون لاننا لو قلنا ان هذا الشيء
الحاضر هو كما كان فلا معنى للتغير وان قلنا انه نفس ما سيكون فيستحيل وجود التغير .
اما فيما يتعلق بالحركة . فمثل أخيل والسلحفاة اعجز الايونيين قال زينون ان اخيل
سريع الركض اذا تعقب السلحفاة البطيئة الحركة فلا يلحقها اذا كان المكان ينقسم الى
مالا حد له . وينبغي لفهم الحركة في الانتقال من نقطة لاخرى التسليم بادراك اللانهائي
وهذا مستحيل .
كذلك تقسيم الزمان الى اقسام لا حد لها يناقض الحركة .. ويثبت ذلك السهم المنطلق
من كنانته :فالجسم يكون ساكنا
في وقت ما وفي حيز معلوم . ولما كان السهم المنطلق يحتل في كل آونة حيزا معلوما فهو
يکون ساکنا ومتحركا في آن واحد وهذا محال اذ كيف يكون في المحل الذي انطلق منه و في
المكان المنطلق اليه .
كل هذه الادلة لم يكن في استطاعة الايونيين نقضها طالما كانوا يعتقدون بوجود الأجسام
في مكان وفي زمان ما ولم يدركوا ان هذه الأجسام ليس لها وجود ذاتي بل هي بنت ادراكنا
الحسي وما المكان الا تصورا والزمان مجرد اصطلاح .
بيد أن زينون كان زکیا تبعا لعصره وشجاعا حتى مماته فقد روی " دیو چنس اللايرثي" أن
زينون لكي يحرر بلده ایلیاء ، تآمر ضد حاكمها نیارك Nearque فقبض عليه هذا
وعذبه عذابا شدیدا لیدل على شركائه المتآمرين معه فلم يكن من زينون الا ان ذكر اسماء
اصدقاء ذاك الطاغية و اسم هذا الأخير أيضا ثم قطع لسانه بأسنانه و رماه في وجه معذبه , وقيل ان زينون مات مدقوقا في جرن بأمر ذلك الحاكم
.
