أهمية دراسة علم النفس
يقال أننا نعيش في عصر علم النفس ، ويذكر " برتراند راسل " أن علم النفس أهم علوم القرن العشرين ، بعد أن كان القرن التاسع عشر عصر العلوم البيولوجية والثامن عشر عصر علوم الكيمياء ، بينما كان القرن السابع عشر عصر العلوم الفيزيائية ، وذلك في مقال له بليغ عن " العلم الذي سينقذنا من العلم ". لقد زادت في عصر علم النفس أو القرن العشرين الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية وانحرافات السلوك شدة وحدة .. زاد المعدل وارتفع المنحنى ، وما ذلك إلا أغراض عصر الصراع والحروب والقلق ، الاغتراب والتمزق ، والمشكلات الاقتصادية والتكالب الشره لجني ثمار ما وصلت اليه الحضارة من مخترعات مادية متعددة ، فاقت كل ما وصل اليه عقل الإنسان في عصور سالفة مجتمعة ، كما وكيفة . وتوجهت الأنظار وعلقت الآمال على من يحل هذه المشاكل من المتخصصين والباحثين ، ولا غرو فنحن في عصر سيادة منهج العلم ، فكانت العلوم شتي وكان لعلم النفس النصيب الأوفر والسهم الأكبر في هذا المقام . إذا هو أقرب العلوم الى الانسان وأدناها منه ، فاضطلع ببعض مما هو منوط
به من مهام . ولكننا نخطئ اذا القينا الزعم جزافا بأن لدى علم النفس حلوة جاهزة لكل مشكلة هينة وجل خطب جلل ، فقد تواجه مواطن قصور أو نقصا في الوسائل وإخفاقة في حل بعض المشكلات ، قبل أن نقابل جوانب القوة والنجاح . فبينما الصورة ليست دائمة مشرقة ، إلا أنها بوجه عام غير معتمة . ولدى كل انسان سوى ( عادي ) تقريبأ ، شغف وميل الى معرفة نفسه ومن حوله ، ودراسة علم النفس أساسية لتجعل تلك الفهم قائمة على ارض صلبة . إذ تمكننا هذه الدراسة إذا ما بلغت مستوى خاصة، من الاستبصار في أنفسنا والاقتراب من فهم سلوك من حولنا . والفهم هو الخطوة الأولى التي تمكننا من التنبؤ بالسلوك والتحكم فيه.
