JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تحليل نص هيجل حول مبدأ الأخلاقي للأسرة

تحليل نص هيجل حول مبدأ الأخلاقي للأسرة
طرح المشكلة :
 إن مصطلح الأسرة يطلق على جماعة من الناس يعيشون معا، في إطار مؤسسة الزواج والقرابة، وما ينتج عنها من رابطة الدم، وصلة القربى، وهذا ما يعطى لدلالة الأسرة أبعادا روحية، وروابط طبيعية وأخلاقية، مما يخلق شعورا بالوحدة، والتضامن والانتماء المادي والمعنوي... وكل هذه المعاني هي التي دفعت بالفيلسوف الألماني "هيجل" في هذا النص لتوضيح دور الأسرة وقيمتها في إعداد الأفراد، وربطهم بحبل الولاء، والشعور بالانتماء الأخلاقي والتضامني لها. وهنا نتساءل: ما هو الدور الذي تلعبه الأسرة في بناء الروابط بين أفرادها؟ وكيف تخلق العواطف الإيجابية التي توجد بينهم؟

في محاولة حل المشكلة:
 يرى "هيجل" أن المبدأ الأخلاقي الذي تقوم عليه الأسرة وتعمل من أجله هو أن يبقى أفرادها على وفاء دائم لها في جميع أحوالها، وذلك من خلال علاقة الحب الطبيعي الذي يجمع بينهم، ويخلق فيهم وحدة الانتماء، والمحبة، والثقة المتبادلة ووحدة المشاعر، ونكران الذات من أجل الآخر ... وهذا ما يوحد روح العائلة، ويبقي على وجودها ويثبت مبادئها. ويؤكد صاحب النص أن قيمة هذه الروابط الأسرية، وقدرتها على التأثير في الأفراد تنشأ حياة من التضامن والإيثار بين الأفراد و تخلق روحا من التنازلات، وتغييب الذات من جميع الأطراف وهذا ما يؤدي إلى تمتع كل واحد بمطالبه الحياتية وحقوقه الأساسية بطريقة غير مباشرة. يقول : "... فهو يعيش خارج ذاته، وفي إنكار الذات المتبادل هذا، يظفر كل منهم من جديد بالحياة التي كانت قد انتقلت بالقوة كما هو متضمن في وجود الآخر". كما تكفل الروح العائلية حسب "هيجل" مصالح الأفراد، وتحفظها، وتضمن حاجاتهم الضرورية، ومطالبهم واهتماماتهم المتعلقة بشؤون الحياة وأسس العیش، ومن أهم الأولويات تنشئة الأطفال، والسهر على نموهم ورعايتهم جسديا، ونفسيا، واجتماعيا. ويضيف صاحب النص أن هذه الأدوار والأهداف التي تشتمل عليها الأسرة وتسعى إليها، لا تتوقف عند حدود الرعاية الفردية، وقضاء المنافع الخاصة، بل الأسرة تتعدى ذلك إلى الحفاظ على رعاية المصالح المشتركة، وضمان التكافل العائلي، بين الأفراد في إطار الروابط الزوجية والطبيعية للأسرة، ولا يمكن حسب "هيجل" أن تخرج عن هذا الإطار المحكوم بروابط الدم والأخلاق ... يقول: "... ولا تكون قاصرة على الشخصية الفردية، أو المنفعة الخاصة، بل تشمل المصالح المشتركة للأفراد بصفة عامة، لكن هذه الوحدة في حالة العائلة هي بالضرورة وحدة شعور أو وجدان، لا يتعدى حدود الحالة الطبيعية".
الصياغة المنطقية للحجة:
 إذا كانت وحدة الأسرة تقوم على الروابط الطبيعية فإن هذه الروابط لوجودها لكن الأسرة تقوم على الروابط الطبيعية . إذا فالروابط الطبيعية ضرورة لوجودها.
- إن نص "هيجل" اعتبر الأسرة حاضنة الأفراد، والمنوطة بحفظ وحدة المشاعر والروابط بينهم، وبالتالي الولاء لها، كأفراد أو كمجموع، بحكم الروابط الطبيعية والأخلاقية التي يتربون عليها... لكن هذا النوع من الأسر من الصعب العثور عليه في وقتنا المعاصر، أمام شيوع التفكك الاجتماعي، والتحلل من أخلاق الأسرة والمجتمع على حد سواء، مما يعني ضرورة إعادة النظر في دور الأسرة من الناحية الأخلاقية، والتربوية والاجتماعية.
حل المشكلة :
 الأسرة من الجماعات الأولية الضرورية التي يفرضها الواقع الإنساني للحفاظ على نوعه، ولأهميتها في الحفاظ على الروابط الطبيعية والأخلاقية في المجتمع، لذلك لا بد من ترقية الأسرة واحترام روابطها، وترسيخها بين الأفراد، لأجل بناء مجتمع متماسك أخلاقيا واجتماعيا.
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا




الاسمبريد إلكترونيرسالة