JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تحليل نص فرانس جاكوب " التجريب في الظواهر الحية "


تحليل نص فرانس جاكوب " التجريب في الظواهر الحية "

 كتابة مقالة فلسفية حول مضمون النص.
طرح المشكلة:
 المعروف أن الباحثين في شؤون الطبيعة لم يرتقوا إلى مصف العلماء، إلا عندما اهتدوا إلى استخدام التجربة بمفهومها المنهجي، ولم يكن لهم ذلك، إلا بعد أن عملوا على دراسة الظواهر التي تقع تحت المشاهدة دراسة موضوعية، وفق أسس تجريبية. وقد ابتدأت المسيرة بدراسة الظواهر الجامدة، وإخضاعها لمقاییس صارمة، كانت نتيجتها تحقيق انتصارات و اکتشافات هائلة في هذا الميدان، مما جعل مختلف العلوم تسعى لتطبيق هذا المنهج التجريبي في دراساتها، من هنا دخل التجريب ميدان الظواهر الحية وقد واجهته صعوبات وعوائق، جعلت الكثيرين يحكمون بعدم إمكانية دراسة الظاهرة الحية بطريقة تجريبية، لعدم قابليتها لذلك، من هنا جاء نص "فرانسوا جاكوب" ليرد على هؤلاء، ويظهر مختلف الصعوبات التي تحملها الظاهرة الحية، وإمكانية تطويعها وإخضاعها للدراسة التجريبية وهنا نتساءل: ما هي مختلف العوائق والصعوبات التي تحول دون دراسة الظاهرة الحية تحريبيا؟ و هل تمكن العلماء من تجاوزها وإخضاع الظاهرة الحية للمقياس التجريي فعليا؟
في محاولة حل المشكلة :
 إن هدف الدراسة في البيولوجيا عموما هو محاولة فهم الظاهرة الحية ومعرفة الشروط والأسباب التي أوجدتها، وجعلتها تؤدي وظيفتها، فبرغم كون هذه الظاهرة معقدة ومتشابكة إلا أن العلماء عملوا وأصروا على إخضاعها للتجربة وحجتهم في ذلك التشابه الموجود بينها وبين الظواهر الجامدة، من هنایری "فرانسوا جاكوب" أنه برغم الصعوبات التي تظهرها الظاهرة الحية نتيجة تركيبتها وطبيعتها الخاصة، فإن هذا لا يدعو إلى استثنائها واستبعادها من الدراسة التجريبية وعدم خضوعها للقوانين، بل لا بد من العمل على تطويعها وإخضاعها للمقياس التجريبي، كما هو الحال في علوم المادة الجامدة . و ينطلق صاحب لتأكيد هذا الموقف بتوضيح حقيقة الظاهرة الحية، وتحليل مختلف الصعوبات التي تظهرها اتجاه البحث التجريبي، فتتمظهر في شكل معقد ومتشابك يوحي بعدم إمكانية التعامل معه من حيث:
- أن الظاهرة الحية تحمل في ذاتها حيوية تحركها وتحكم سائر أفعالها. مما تجعل م ن الباحث لا يستطيع الوصول إلى أعماقها، ومعرفة الوحدات العضوية التي تكوها، وكيفية تأديتها لوظيفتها وأي محاولة للولوج إلى أعماقها، قد تؤدي إلى تحطيم خاصية الحياة وإتلافها وعرقلة نشاطها، أو إيقافه. و هذا ما يوجهنا إلى عدم استعمال التجريب دفعة واحدة، بل توظیفه خطوة خطوة، وبكيفية تدريجية حتى لا نؤثر سلبا على عضوية الكائن الحي ووظائفه.
- ومن جهة أخرى نجد أن مجموعة أجزاء الكائن الحي تكون وحدة متكاملة غير قابلة للانقسام، ولا تستقل عن بعضها البعض وظيفيا وأي عزل لها يؤدي إلى إفقادها كيانها وطبيعتها، بعكس الجماد الذي يمكن انقسامه إلى أجزاء لا متناهية دون أن يفقد كيانه وخصائصه. لهذا يقرر صاحب النص حقيقة: أن الظاهرة الحية لیست اشد تعقيدا أو صعوبة للدراسة من الظاهرة الجامدة بسبب طبيعتها، وإنما يرجع ذلك إلى صعوبة عزل أجزائها، وهذا شرط أساسي في العمل التجريي، كذلك وجب إيجاد طرق ووسائل ومناهج فيزيائية جديدة، نحلل كما الظاهرة الحية تجريبيا دون أن نفصل بعضها عن بعض، ودون تحطيم وحدة الكائن الحي، وطبيعته الخاصة. ومن هنا يوجه "كلود برنار" لاستعارة مناهج التجريب الفيزيائية الكيميائية، واستخدامها في الظواهر الحية، دون الإخلال بوظائف الكائن الحي وقوانينه الخاصة.
 اما الصياغة المنطقية للحجة فهي كالتالي :
إما أن تكون صعوبات الظاهرة الحية تمنع من دراستها تحريبيا، أو يمكن تجاوزها.
-  لكن الصعوبات لا يمنع من دراسة الظاهرة التجريبية. إذا: يمكن تجاوزها . - الواقع أن الدراسة التجريبية في الظواهر الحية تخللته صعوبات وعوائق مختلفة خاصة في مرحلة التجريب وما يقتضيه من شروط، لكن هذه الحدود والصعوبات بدأت تقل ويتم تجاوزها مع تطور تقنيات ووسائل البحث في المنهج التجريي مما مكن العالم البيولوجي من التحكم أكثر في الظاهرة الحية، وإخضاعها للمقاییس التجريبية، وما تحققه البحوث العلمية اليوم، من انتصارات و اکتشافات في الظاهرة الحية إلا دليل على نجاح التجريب في البيولوجيا و خضوعها لمقاییسه. مما يجعل نص "فرانسوا جاكوب" حول التجريب في الظاهرة الحية ودعوة "كلود برنار" لدراستها بالمناهج الفيزيائية الكيميائية، هو تأسيس وانفتاح على الظاهرة الحية تحريبيا، وأن لهما الفضل فيما وصلت إليه البيولوجيا اليوم من تقدم وازدهار واستفادة الإنسان منها خاصة.
في حل المشكلة :
 و عليه نخلص إلى القول أن مشكلة العلمية في دراسة الظاهرة الحية نابعة من مجموع العوائق والصعوبات التي تتميز بهما طبيعة هذا الموضوع، وهذا ما اقتضى العمل على تجاوزها تدريجيا، وإبداع وسائل ومناهج تتلاءم مع طبيعتها الخاصة.

نص". "... إن الطبيعة المعقد للأجسام الحية يترتب عنها-هي نفسها- نوعان من الصعوبات: الأول يتمثل في أننا كلما حاولنا بلوغ الوحدات في أعماق العضوية، | فإننا قد نخاطر بإتلافها وعرقلة نشاطها، وربما إيقافه، وعليه، يتعين إدخال التجريب على العضوية خطوة خطوة وبكيفية تدريجية. أما النوع الثاني من الصعوبة، فيكمن في أن الظواهر التي تحدث داخل الأعضاء الحية المختلفة في الكائنات لا تستقل عن بعضها البعض... وعلى العالم الفيزيولوجي، إذن أن يسعى بواسطة التحليل التجريي إلى تجزئة العضوية، وعزل مكوناتها، ولكن لا ينبغي أن يتصور هذه المكونات منفصلة بعضها عن بعض... إن الظواهر البيولوجية ليست أشد تعقيدا من ظواهر الفيزياء بسبب طبيعتها، أو بسبب خاصية ينفرد بها الكائن الحي، وإنما هي أشد تعقيدا بسبب أننا لا نستطيع أبدا عزلها... وبدلا من العمل على استثناء الكائنات الحية من الخضوع للقوانين التي تحكم المادة، على العالم الفيزيولوجي أن يحاول دراسة الظواهر التي تجري داخل العضوية الحية بالاعتماد على مناهج الفيزياء والكيمياء، وعلى البيولوجيا، كما يقول "كلود برنار": "أن تأخذ المنهج التجريبي من العلوم الفيزيائية الكيميائية، لكن مع الاحتفاظ بظواهرها النوعية وقوانينها الخاصة".  "فرانسوا جاكوب
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا

 


الاسمبريد إلكترونيرسالة