JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تحليل نص فلسفي الشهر ستاني في المشكلة والإشكالية


تحليل نص فلسفي  الشهر ستاني في المشكلة والإشكالية
الحرية بين المشكلة والإشكالية
طرح المشكلة
 إن الحكم على أفعال الإنسان وما يصدر منه من سلوكات صعب جدا، لهذا يحتار العلماء والفلاسفة في كيفية تحديد موقف منها أو الحكم عليها، ومن هنا يظهر الاختلاف بينهم حولها. ومن هذه الأفعال : فعل الحرية، الذي حاول "الشهرستاني" في نصه هذا إبراز حقيقته من خلال عرض الجدل والتعارض القائم بين فرقة "المعتزلة" وفرقة "الجهمية" حول حقيقة الحرية عند الإنسان، فهل الإنسان حر مختار أم أنه مجبر مقيد؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى: هل موضوع الحرية سواء نفيا أو إثباتا يعد مشكلة أم أنه إشكالية لا حل لها ؟
في محاولة حل المشكلة:
يحاول "الشهرستاني" في نصه هذا عرض قضية الحرية من خلال إبراز الصراع المحتدم بين الفلاسفة وعلماء الكلام المسلمين، وبخاصة التنافر الحاصل بين وجهة نظر فرقة "المعتزلة" التي تثبت الحرية و تجعلها صفة ملازمة للإنسان، وبين رأي فرقة "الجهمية" التي تنفي الحرية عن الإنسان وتراه محبر، وعلى هذا يبدو أن كل فرقة تحكم على الحرية حكما مائيا كل من وجهة نظره وكأنها مشكلة محسومة، لكن هذا لا ينهي القضية لأن اختلافهم حولها يفتح بحال موضوع الحرية من جديد وكأنها إشكالية بلا حل. ويمكن تأكيد هذا من خلال ما اجتهد فيه "الشهرستاني" في تقديم الحجج التي تتبناها كل فرقة دفاعا عن موقفها فيؤكد أن فرقة "المعتزلة" يتفق روادها ومتكلميها بأن الإنسان يمتلك الحرية واستطاعة الفعل أو الترك، "فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن"، بل و قادر على خلق أفعاله و دسنا عنها شرا كانت أو حيران وعل هذا يقوم مدار الجزاء في الدار الآخرة ثوابا أو عقابا، وأن القول بغير هذا يجعل من الله ظالما، وهذا شحال لأنه هو العدل الحكيم، كما يؤكدون أن الله لا يخلق الظلم والشر والمعاصي، لأن الله الكامل الخير الحكيم العادل لا يخلق السوء، فالله درباره من صفات النقصان. وعلى هذا فالإنسان حر يتحمل أفعاله خيرة كانت أو شريرة، و بالتالي فأمر الحرية
سوم (مشكلة لها حل). لكن على النقيض من هذا يظهر "الشهرستاني" أن فرقة "الجهمية" تحكم أن الإنسان لا حرية له ولا قدرة ولا إرادة، فالإنسان لا يخلق أفعاله ولا قدرة له على توجيهها، كما أفعال تنسب إليه فقط، كالبصر، والمشي، والنطق... فالله تعالى هو خالق كل شيء، ولا أحد يخلق سواه، وما نعتقد أنه حرية مجرد وهم وظن، لأن الأفعال تنسب إلى العباد على سبيل المجاز فقط وليس حقيقة، مثل قولنا: أثمرت الشجرة، و مشي الإنسان، وسقط المطر ... وعلى هذا الأساس يعتقدون أن كل شيء في الوجود هو مقدر ومكتوب منذ ماق الوجود إلى قيام الساعة. الماء، فالإنسان مخلوق قدرت عليه أفعاله خيرها وشرها، ولا دخل له فيها ولهذا او من بالقضاء والقدر خيره وشره. ومن هنا فأمر الحرية محسوم عندهم بنفيها عن الإنسان مطلقا (مشكلة لها حل).
النقد :
 لكن "الشهرستاني" بعرضه لهذين الرأيين المتضادين حول موضوع الحرية يظهر أن القضية غير محسومة وأنها لم تستقر على حل نمائي وكأنها إشكالية يقتضي فهمها أكثر من رأي و أكما تقتضي مقاربات متعددة لأجل الوقوف على حقيقتها.
 أما الصياغة المنطقية للحجة حسب النص:
. إما أن تكون الحرية مشكلة لها حل أو أنما إشكالية لا تحل.
 . لكنها ليست مشكلة.
 - إذا فهي إشكالية.
إن نص "الشهرستاني" حول الحرية لم يحسم الخلاف حول موضوع الحربية، واكتنفی بعرض وجهت نظر متعارضتين كل واحدة تنظر إلى الحرية من زاو به ، وقد تكون هذه دعوة منه للاجتهاد في إيجاد مقاربات جديدة لفهم قضية الحرية الإنسانية والحكم عليها، لأنها ما تزال مطروحة إلى الآن.
حل المشكلة :
 إن قضية الحرية هي قضية الإنسان في كل زمان ومكان، وأغلب الصراعات التي حصلت وتحصل في التاريخ إلى يومنا هذا هو صراع من أجل الحرية، مما يؤكد أن موضوع الحرية ليس مشكلة محسومة لا على الصعيد النظري ولا على الصعيد العملي لأنها إشكالية متعددة الأبعاد ترتبط بأبعاد الوجود الإنساني كله.

الموضوع الثالث: "نص". "اتفق المعتزلة على أن العبد قادر خالق لأفعاله، خيرها وشرها، مستحق على ما يفعل توابا وعقابا في الدار الآخرة، والرب تعالى متره أن يضاف إليه شر وظلم، وفعل هو كفر ومعصية، لأنه لو خلق الظلم كان ظالما، كما لو خلق العدل كان عادلا. واتفقوا على أن الحكيم لا يفعل إلا الصلاح والخير، ويجيب من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد. [... وقال جهم بن صفوان إن الإنسان ليس يقدر على شيء ولا يوصف بالاستطاعة، وإنما هو محبور في أفعاله، لا قدرة له ولا إرادة ولا اختیار، وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه، على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، وينسب إليه الأفعال مجازا، كما ينسب إلى الجمادات: كما يقال أثمرت الشجرة، وجرى الماء، وتحرك الحجر، وطلعت الشمس، وغربت، وتغيمت السماء، وأمطرت، وأزهرت الأرض، وأنبتت، إلى غير ذاك. والثواب والعقاب جبر كما أن الأفعال جبر [...] وإذا تبت الجبر، فالتكليف أيضا كان جبرا" . "الشهر ستاني"
 تحميل المقالة على شكل PDF هنــــــا

 


الاسمبريد إلكترونيرسالة