الفلسفة الهندية
ترجع الفلسفة الهندية المتشعبة إلى أصلين اساسيين وهما
: البرهمي ، والبوذي
الفلسفة البرهمية - يعتقد البراهمة بتعدد
الآلهة ولكن الآلهة كانت كلها خاضعة لثلاثة منها عظمى وهذه الثلاثة يهيمن عليها الروح العام
كان « الموجود » قبل الوجود في سباته الإلهي واذ استيقظ
, وجد نفسه وحيدا لا ثاني له . ولم يكن بعد شيء مما هو كائن , لا عالم ولا هواء ولا
ماء ولا طير ولا وحش ولا انسان . لم یکن خلود ولا فناء . ولا شمس ولا ضياء . كانت الظلمة
تكتنف الظلمة وكان «الكائن قبل الوجود» في فضاء
لا نهائي فصاح بشوق ورغبة لو كنت كثيرة. فبقوة ارادته وشوقه خلق العالم وحفظ لنفسه
اسم برهمة الخالق . ثم وجد الاله «سیوه» المخرب فيه تجف الاوراق . وتحل الشيخوخة محل الشباب
ويبتلع البحر مياه النهر . وتفنی ایام السنة وتنقضي فلو ترك هذا الاله يعمل باداة التخريب
لكان انقضى اجل العالم ، غير ان قوة مجددة تظل حافظة لكيان العالم فهذه القوة هي الاله
المخلص المدعو " فشنو "
فبراهم وسيوه وفشنوهم الثالوث الهندي المقدس ولكن لا
يوجد فرق بينهم بل هم اله واحد ذو ثلاثة أقاليم و ثلاث قوی: خالقة و مجربة ومجددة
, كذلك يعتقد الهنود بتنقل النفوس . فلكل ذات في الوجود. شكلا وحزة تتخذهما بحسب درجة.
اخلاقیتها و بفضائلها و بآثامها كل عمل يعمله الفكر أو القول او الجسد يثمر ثمرةا من
جنسه خيرا كان او شرا
وهكذا تتفاوت درجات الناس بتفاوت افعالهم وجميع الاضرار
البشرية التي تحيط بالانسانية ماهي الاالنتيجة الضرورية للضرر الأدبي الذي أرتكب في
حياة ماضية . والفضل والنقص المعنوي هما سنة هذا الوجود الوحيدة
أما الأخلاق العملية البرهمية ففي ممارسة جميع القضائل
الدينية التي يقصد بها اندماج الانسان في الله كالعبادة بالصلاة والصوم والتواضع والصبر
على الآلام والتجاوز عن الاهانة . وكحبة الضعفاء واحترامهم. ومحبة المرأة واحترامها
. وقد جاء في شريعة "مانو" ما يأتي
: " في احترام المرأة رضى الالهة " .
ليس في حراسة الرجل للمرأة صيانة لها. إنما هي التي تصون نفسها بنفسها اذا ارادت . لا يجب ضرب المرأة حتى ولو بزهرة , زواج الشاب بالشابة بايجاب و قبول منها كزواج الملائكة لا يشوبه کدر , احترام الوالد اعظم من احترام مائة معلم . واحترام الوالدة اعظم من احترام الف والد فن أهمل احترامها ذهبت جميع اعماله الصالحة سدی فاحترام الوالدين من اول الواجبات .
وغاية النفس الوصول الى الاتحاد ببرهمة بتجردها من
الهيولى فالنفوس الطاهرة تنال هذا القصد. اما الشريرة فتسقط في « ناراكا » لتعذب مائة
سنة من سني برحمة. مع ملاحظة أن اليوم البرهمي يوازي ثمانية مليارات وستمائة وخمسين
مليون سنة شمسية !!
والنفوس التي كانت وسطا بين الخير والشر فيصير تطهيرها
بتقمصها في جسم حیوان او انسان .
ويعاب على اخلاقية البراهمة أنهم لا يساوون بين بني
جنسهم , بل جعلوهم عشائر وطوائف متفاوتة الدرجات فالكهنة في المرتبة الأولى لانهم خلقوا
من فم برهمة . ثم خلق قطريس رأس المحاربين من ذراعه الأيمن . وخلق من فخذه با يیس اب
المزارعين . ومن قدمه خرج سودير أب العبيد , وقد نشأ من هذا الترتيب استبداد الكهنة
وتوليهم الشؤون الدينية والسياسية, فرفع بعض منهم عن كاهلهم هذا التشيع واعلنوا استقلالهم
المذهبي , فنادى « كيلا » بالمذهب الحسي . راميا
الى انكار وجود الله .
واهتم "جوتاما"
بالمنطق وتجديد القوانين الفكرية , واسس « بتنجالی » مذهبه الصوفي الذي فصله قصائد "مهابهرآتا " .
الفلسفة البوذية - ولد ستياموني الملقب ببوذا في العالم . في نحو عام
600 قبل الميلاد المسيحي . وكان ابن
احد ملوك الهند الوسطى فلما بلغ التاسعة والعشرين من عمره هجر بلاد ابيه و تنسك وبشر
« بالحقائق الأربعة السامية» وهي :
(1)
الوجود الحسي ضلال وغرور
(2)
الرغبة الناشئة من هذا الوجود . تنتج الألم
(3)
غرور و الم الوجود المادي يمكن ملاشاتهما « برفانا » أي بانعدام الوجود المتحرك في قلب الوجود الثابت
(4)
للوصول إلى «النرفانا » أي إلى هذا الانعدام الحسي . يجب انكار الذات وملاشاة
كل رغبة . وعن هذه الحقائق , الأربعة بنيت اخلاقية بوذا وتنحصر في المساواة بين جميع
البشر وتبعية الآداب بالكهنوت واولوية الواجبات الدينية على الواجبات الأدبية - الاخاء
المهام وواجبات المحبة والرأفة والتسامح والتواضع والمسالمة . الخ.
يمكنكم أيضا الإطلاع على :