نص جون بول سارتر في اللغة والفكر

نص جون بول سارتر في " اللغة و الفكر "

دلالة الإنفعال

هل يمكن القول أن غائية - الانفعال تحمل في طياتها دلالة بمعزل عن وعينا بها ؟]

[ لا نستطيع أن نفهم الانفعال ما لم تبحث عن دلالة له. وهذه الدلالة حركة بطبيعتها، لا ترى أنفسنا ملزمين بأن نتحدث عن غائية الانفعال، وهذه الغائية يمكن إدراكها بصورة ملموسة عن طريق امتحان إيجابي للسلوك الانفعالي. والأمر لا يتعلق قط بنظرية في الانفعال - الغريزة تكون أكثر أو أقل غموضا وتكثر على أسس مسبقة أو مبدإ مسلم به ؛ إن مجرد اعتبار الأفعال يقودنا إلى حدس تجريبي عن الدلالة الغائية للانفعال، فإذا حاولنا من جهة أخرى أن تثبت جوهر الانفعال كفعل تابع للسيكولوجيا الداخلية في نطاق حدس تام ، تستطيع إدراك تلك الغائية و هي لاصقة بهيكله.

وهكذا نأخد بعين الاعتبار طبيعة الانفعال الرئيسية ؛ قالانفعال متلقي ، وهو مفاجئ وينتشر حسب قوانين خاصة ، وبدون أن تتمكن عفويتنا الواعية من تعديل سيرها بطريقة ذات قيمة . فالانفعال هنا بمثابة هروب أمام الإيحاء الواجب عمله ، مثله مثل النوم الذي كون أحيانا بمثابة هروب من قرار يجب اتخاذه .

ينتج عن ذلك أن دلالة سلوكنا الواعي هي خارجة كليا عن الشعور نفسه ، أو إذا شئنا، يكون المدلول عنه منقطعا كليا عن الدال ، وسلوك الشخص هو بحد ذاته ما هو عليه ، غير أنه من الممكن حل رموزه بوسائل خاصة ، كما يصار إلى حل لغة موصوفة .

ويبدو، في البدء، أن النتيجة الأولية لتفسير هذا أن يصبح الوعي شيئا بالنسبة للمدلول عنه، وأن تقبل بأن الوعي يتخذ له دلالة بدون أن يعي الدلالة التي يتخذها. وهذا لا يعني أن تكون تلك الدلالة صريحة تماما، وفي ذلك درجات كثيرة ممكنة للجمود والوضوح ، فلا يجب أن نسأل الوعي من خارج، كما نسأل بقايا الموقد أو المكان الذي خيمنا فيه ، بل علينا أن نبحث فيه من الداخل عن الدلالة . فالوعي هو نفسه الفعل والدلال والمدلول عنه معا . ]

جان بول سارتر

قد يهمك أيضا :

مقالات أخرى قد تفيدك :

لاتنسى ترك تعليق