تبـــــــادلية
اللـــغة والــــفكر
الفكر منفصل عن اللغة , الفكر متصل باللغة
الفكر منفصل عن اللغة , الفكر متصل باللغة
نظريات اللغة والفكر مع النقد
مقدمة : لابد أن بعضنا مر بالتجربة التالية : وهي التردد أثناء كتابة رسالة أو مقالة فتتوقف أثناء التعبير لنفكر أي الكلمات تناسب المعنى الذي يجول بخاطرنا، کما قد نعدل عن بعض العبارات فنشطبها أو نغيرها بأخرى تبدو لنا مناسبة، بل قد يعتذر البعض عن خطابه فيراه قاصرا خانته فيه الألفاظ وقصرت الكلمات عن تبلیغ المعاني أو المشاعر. وهنا نتساءل: ما الفكر ؟ وهل هو مستقل عن اللغة ؟ أم لا يمكنه أن يوجد خارجا عنها لأنهما شيء واحد ؟ يمكن
اعتبار « .. الفكر بوجه عام جملة النشاط الذهني من تفكير وإرادة ووجدان و عاطفة،
ويوجه خاص ما يتم به التفكير من أفعال ذهنية كالتحليل والتركيب والتنسيق . ومن هنا يظهر الطابع المعقد للفكر من حيث أنه نشاط عقلي تتشابك فيه القدرات العقلية العليا من إدراك وتخیل و تذکر و تحلیل و ترکیب و تأويل ؛ فالتفكير بوصفه عملية عقلية يعتمد على أدوات هي المعاني، ويقابلها في اللغة الألفاظ والصور اللفظية
الفكر منفصل عن اللغة :
قد يميل البعض منا إلى الفصل بين الفكر واللغة، بالقول بأسبقيته ( الفكر) عليها ( اللغة الأمر الذي يجعله أكثر أهمية منها لأنها مجرد أداة في يده وتأثيره عليها ويستند هذا الموقف إلى عدة مبررات منها :
أ- أن اللغة محدودة و تتجلى محدوديتها في مستويين هما :
- التعبير عن الأشياء الخارجية : فاللغة وسيط بين الإنسان والأشياء الموجودة في العالم الخارجي، فعندما تريد الحديث عن ( الشجرة ) يكفيك أن تنطق بهذه الكلمة ليستحضر السامع معناها ولا نضطر لإحضارها له. - التعبير عن الذات : فمشاعر الإنسان نابضة بالحيوية ولا يوجد في اللغة ما يمكن من أن ننقل هذه المشاعر فيحس بها الآخرون كما نحسها نحن . فاللغة لا تنقل من المشاعر إلا جانبها العام غير الشخصي، وهذا ما يجعلها عائقا أمام وعي الإنسان الذاته.
- التعبير عن الأشياء الخارجية : فاللغة وسيط بين الإنسان والأشياء الموجودة في العالم الخارجي، فعندما تريد الحديث عن ( الشجرة ) يكفيك أن تنطق بهذه الكلمة ليستحضر السامع معناها ولا نضطر لإحضارها له. - التعبير عن الذات : فمشاعر الإنسان نابضة بالحيوية ولا يوجد في اللغة ما يمكن من أن ننقل هذه المشاعر فيحس بها الآخرون كما نحسها نحن . فاللغة لا تنقل من المشاعر إلا جانبها العام غير الشخصي، وهذا ما يجعلها عائقا أمام وعي الإنسان الذاته.
ب - وقد تؤدي الألفاظ إلى قتل المعاني وتجمد حيويتها وحركتها، بينما المعاني مبسوطة ممتدة وغير نهائية بل تتطور أسرع من الألفاظ ؛ فالفكرة أغنى من اللفظ إذ يمكن التعبير عنها بألفاظ مختلفة، بينما الألفاظ معدودة ومحدودة، بل قيمتها لا تكون إلا من خلال ما ننهلوي عليه من معان و مفاهیم و تصورات .
النقد :
لكن
هذا الرأي بالغ في تمجيد الفكر والتقليل من شأن اللغة، الأمر الذي جعل الفكر نشاطا
ضمنيا؛ وهذه النتيجة لا نؤكدها معطيات علم النفس الذي أثبت أن الطفل يتعلم الفكر
واللغة في آن واحد، لذلك قال هيغل : «.. نحن نفكر داخل الكلمات ، وإلى نفس الاتجاه
ذهب غوسدروف حيث قال : «.. التفكير ضاج بالكلمات .
الفكر متصل باللغة :
إن الألفاظ توضح المعاني و تميزها عن بعضها البعض وتصبغ عليها صبغة منطقية ، فلو سلمنا جدلا مع أنصار الاتجاه الثنائي أن
الأفکار أحوال معنوية مستقلة عن الألفا لكانت أحولا غامضة مبهمة ولما تمكنا من معرفتها والتمييز بينها، فبدون اللغة لا تدرك المعاني ولا تعرف .
الأفکار أحوال معنوية مستقلة عن الألفا لكانت أحولا غامضة مبهمة ولما تمكنا من معرفتها والتمييز بينها، فبدون اللغة لا تدرك المعاني ولا تعرف .
أما عن اتهام اللغة بالقصور والعجز عن الإلمام بنواحي الفكر، فيكفي أن نعلم أن الألفاظ تحفظ المعاني وتبقي عليها وبدونها لزالت عن الوجود لهذا اعتبرت الألفاظ حصون المعاني ، ومهمة الحصن الحفظ والصون، كما أن اللغة تثري الفكر؛ فقد أثبت علم النفس اللغوي أنه كلما اتسعت ثروة الفرد اللغوية ، زادت قدرته على التفكير والتعبير، وبذلك ينمو الذكاء وتزداد نسبته . اليس هذا فحسب، بل أن اللغة تصبغ الفكر بصبغة اجتماعية موضوعية تنقله من طابعه الانفعالي الذاتي، ليصير خبرة إنسانية
قابلة للتحليل والفهم والانتقال بين الثامنه إن الاعتقاد بوجود نشاط فكري بدون لغة هو مجرد توهم لأنه في الحقيقة ( مونولوج) داخلي بين الذات ونفسها؛ إذ « .. عندما نفكر فنحن نتكلم بصوت خافت، وعندما تتحادث فنحن نفكر بصوت عال ، وبذلك فاللغة هي ذاتها الفكر.
النقد :
النقد :
وعلى
ضوء ما سبق، ومهما تحفظ البعض من مسألة التوحيد بين اللغة والفكر واعتبارهما شيئا
واحدا، وبالرغم من أن اللغة قد تقصر أحيانا عن التعبير عن الأفكار بناء على أن
قدرتنا على الفهم لا تناسب دائما قدرتنا على التبليغ، إلا أنه لا بد من التسليم
بوجود علاقة ترابط بين الفكر واللغة، وهذا ما تؤكده الدراسات والأبحاث العلمية
اللسانية ؛ وهذه العلاقة تشبه العلاقة بين وجه الورقة النقدية وظهرها، حيث و ..
الفكر هو وجه الصفحة، بينما الصوت هو ظهر الصفحة ؛ ولا يمكن قطع الوجه دون أن يتم
في الوقت نفسه قطع الظهر، وبالتالي لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن الفكر، أو
فصل الفكر عن الصوت »

قد يهمك أيضا :
- منهجية تحليل نص فلسفيPDF
- نص جورج غسدروف الوظيفة التواصلية للغة
- تحليل نص جورج غوسدورف الوظيفة التواصلية للغة
- تحليل نص الإدراك و نظرية الصورة الكلية لجان بياجيPDF
- نص الإدراك و نظرية الصورة الكلية لجان بياجي
- تحليل نص آلان الادراك حكم عقلي
- نص آلان الادراك حكم عقلي
- نص فيكتور إينجف في اللغة والفكر
- نص دو سوسير في اللغة والفكر
- نص حنفي بن عیسی في اللغة والفكر
- نص جان ماري دول في اللغة والفكر
- نص جون بول سارتر في اللغة والفكر
- نص موريس ميرلوبونتي في الإحساس و الإدراك
- نص روني ( رينيه ) ديكارت في الإحساس و الإدراك
- نص ميخائيل البيطاره في الإحساس و الإدراك
مقالات أخرى قد تفيدك :

لاتنسى ترك تعليق