هل الإشكالية ترادف المشكلة ؟ و هل نتحدث عن مشكلة أم إشكالية ؟
1- الإشكالية لا ترادف المشكلة
إذا كانت الإشكالية هي المعضلة الفلسفية التي تترامى حدودها ، وتتسع أكثر وتنضوي تحتها المشكلات الجزئية ، فإن المشكلة كما ترشد إلى ذلك الممارسة الفلسفية ، محال بحثها في الفلسفة ، أقل اتساعا من الإشكالية ، حتى أننا نضع على رأس كل قضية فلسفية أساسية ، سؤالا جوهريا يقوم مقام الإشكالية ، ثم نفصل السؤال الجوهري هذا ، إلى عدد من الأسئلة الجزئية ، تقوم مقام المشكلات . وإذا كان مصدر اشتقاقهما واحدا ، فإن الاستعمال المريح، يفصل بينهما فصل الكل عن أجزائه .
هذا فضلا عن أن الإشكالية قضية تثير قلقا نفسيا ، وتشوشا منطقيا ؛ والباحث فيها، لا يقتنع بحل أو بأطروحة أو بجملة من الأطروحات ، ويبقى مجال حلها مفتوحا .
2-مشكلة أم إشكالية؟
1- إذا كانت العلاقة بينهما، هي علاقة المجموعة بعناصرها ، أدركنا جيدا ، متى نستعمل لفظ المشكلة ، ومتى نستعمل لفظ الإشكالية . و لتوضيح هذه العلاقة ، يجب أن نشير إلى أن الإشكالية - على صيغة إ فعالية مثل إ كمالية وإقطاعية و إ عدادية - هي في تركيبها اللغوي ، مصدر ( أشكل ) ، وهو إشكال ، أضيفت إليه ياء المذكر ليصبح إشكالي) ، ثم
أضيفت إلى هذه الصيغة الأخيرة ، تاء التأنيث لتصبح إشكالية . وكلتا الصيغتين
منسوبة إلى الإشكال، كمصدر أو كأصل يحتضن كل المشتقات ، وكذا الأمر بالنسبة إلى إكمال وإكمالي وإكمالية . وعلى هذا
الأساس ، تكون الإشكالية محتضنة المختلف المشكلات ؛ وإذا حددنا موضوع الإشكالية ،
عرفنا المشكلات التي تتبعها ، كما تتبع الأجزاء الكل الذي يحتضنها .
-
وفي شأن تحويل قضية ما أو مسألة ما ، من مستوى صعوبتها المألوفة ، إلى مستوى
الإحراج العقلي ، يقولون مشكل يمشكل ، وأشكل يؤشكل ، وهي ألفاظ تقابل في لغة
الفرنسيين (Problématiser ) ، ويقابلون المصدرين : مشكلة وأشكلة ب Ca (Problématisation . أما
الشكلانية Problématisme ، فهي
نزعة س وقية ، يستشكل أصحابها أتفه القضايا ، ويستعظمون أبسط الأشياء، وينظرون
إليها ، علی أنا أشياء مشكلة. ولقد شاعت في لغة الناس ، وكثير من أهل التعليم ؛
فالتمرين عندهم ، إشكالية ، والصعوبات المهنية إشكالية ، وتأجيل الرحلة الجوية
إشكالية ، وهكذا ... وهي أيضا ، تعبیر عن القلق الذي يعيشه الناس في حياتهم
اليومية هكذا إذن ، وعلى هذا الأساس ، نستعمل الإشكالية باعتبارها المعضلة الأساسية التي تحتاج إلى أكثر من علاج ، والتي تستوجب مقاربتها أكثر من زاوية . فهي بمثابة المصدر الذي لا تنقضي عجائبه . وفي مقابل ذلك ، نستعمل المشكلة باعتبارها القضية الجزئية الى تساعد على الاقتراب من الإشكالية .
قد يهمك أيضا :
- منهجية تحليل نص فلسفيPDF
- نص جورج غسدروف الوظيفة التواصلية للغة
- تحليل نص جورج غوسدورف الوظيفة التواصلية للغة
- تحليل نص الإدراك و نظرية الصورة الكلية لجان بياجيPDF
- نص الإدراك و نظرية الصورة الكلية لجان بياجي
- تحليل نص آلان الادراك حكم عقلي
- نص آلان الادراك حكم عقلي
- نص فيكتور إينجف في اللغة والفكر
- نص دو سوسير في اللغة والفكر
- نص حنفي بن عیسی في اللغة والفكر
- نص جان ماري دول في اللغة والفكر
- نص جون بول سارتر في اللغة والفكر
- نص موريس ميرلوبونتي في الإحساس و الإدراك
- نص روني ( رينيه ) ديكارت في الإحساس و الإدراك
- نص ميخائيل البيطاره في الإحساس و الإدراك
مقالات أخرى قد تفيدك :
