ما هو نطاق الفلسفة ؟ و هل لكل سؤال فلسفي إجابة ؟

أولا : نطاقها

إن المقصود بالنطاق ، هنو بحال الموضوعات الذي تنشغل به الفلسفة ، ومستوى البحث فيه . إن السؤال الفلسفي لا تممه كثيرا ، الظواهر الجزئية والحقائق القريبة ، لأن هذا من قبل عالم الحسیات ؛ وما هو من هذا لقبيل ، يدخل في دائرة اهتمامات العلماء . وإنما ما يهمه ، هو طرح القضايا الفكرية التي تتجاوز الحسیات نحو العقليات ، حيث ينصب البحث على حقيقة الحقائق ، وأصل الأصول ، ومبدأ المبادئ الذي يفسر كل ما يجري في الطبيعة ، وما وراء الطبيعة . ويتصل بمجال الموضوعات هاته ، موقع مستوى الدراسة . فالمشكل الفلسفي، ليس مشکلا ذا طابع - حسي وعملي كما رأينا ، ليس فقط ، لدى العلماء في مختلف التخصصات ، بل لدى جميع الناس في حياتهم المعيشية ؛ إنه يتموقع في مستوى الأفكار ، ومنطقها ، وأنساقها ، ومستوى التصورات الكلية ، والتطلعات الشمولية . إنه إذن ، صعوبة عقلية على درجة عالية من التجريد ، تواجه العقل ، فتزعج سكينته . وهنا ، يجب أن نذكر بأن الدهشة التي ينطلق منها التفلسف ، أشد وأبلغ في سؤال ، يتقدم كأطروحة عقلية وبحردة ، منها في سؤال يتقدم كوضعية عملية مشكلة؛ لأفها من الإنسان في كل كيانه ، بلحمه ودمه ، وفي كل أعماق حياته الذهنية والاجتماعية . إن الموضوعات التي تناولها السؤال الفلسفي لدى اليونان مثلا ، كانت مغرقة في التجريد ، ومثيرة للاندهاش والإحراج ؛ ومن ذلك ، نسجل التساؤل عن أصل الوجود من أعلى الألوهية إلى أدنى موجود ، وعن طبيعة الأشياء، في تركيبها وتغيرها أو ثباتقا .

ثانيا: نهایتها

وإذا كان الناس يقولون لكل سؤال جواب ، ولكل مشكلة حل ، فهل في الفلسفة وبوجه أخص ، في هذا النوع من الأطروحات ، يصل البحث إلى غايته ؟ أجل ! إنه يصل ولا يصل ؛ يصل من حيث إن لكل بداية نهاية ، أي لكل منطلق فکري هاية يصل إليها ؛ ولكن النهاية هنا ، ليست نهاية مطلقة ، كما هو الشأن في العلم مثلا ، ولا نهاية مبدئية تستجيب لمنطق التفكير وقواعده . فقد تكون النهاية مجرد علامة التوافق المقدمات م ع النتائج، وبمجرد إجابة مقنعه عن مشكلة ما ، ضمن إشكالية عامة . وقد تكون في طابعها الإقناعی ، إجابة يختلف الناس في الأخذ بها ، أو إجابة مفتوحة على قضايا فكرية أخرى، تشكل مباحث متواصلة ، ونطاقا يحتاج إلى اهتمامات مستمرة .

قد يهمك أيضا :

مقالات أخرى قد تفيدك :

ما هو نطاق الفلسفة ؟ و هل لكل سؤال فلسفي إجابة ؟

لاتنسى ترك تعليق