JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

اللغة والفكر شرح كامل و مفصل

اللغة والفكر شرح كامل و مفصل

اللغة والفكر في الفلسفة  نظريات اللغة والفكر , تعريف اللغة والفكر  في الفلسفة
 مقدمة في اللغة و الفكر , اللغة والفكر 3 ثانوي  

الإشكالية :  إدراك  العالم الخارجي
المشكلة : في اللغة والفكر

مقدمة : ( طرح المشكلة )

إذا كان الإنسان يقوم بعدة أنشطة ذهنية تظهر في وظائفه العقلية كالإدراك ، التخيل ، الذكاء ... فإن هذه الأنشطة لا يمكن أن تتم دون لغة تعبر عنها و تنقلها من فرد إلى آخر وتترجم أفكاره ولهذا نتساءل -ما مفهوم اللغة ؟ وهل يمكن قيام فكر بدون لغة وبالتالي ما دور اللغة في ا حداث عملية الإتصال بين الأفراد     إذا لم تكن اللغة مجرد تعبيير إنفعالي و لا نشاط حيوي عام فافيما تتمثل طبيعته ؟
أولا : أشكال التعبير  
إن اللغة ليست مجرد ظاهرة فيزيولوجية لأن الحيوان قد ينتج الأصوات والإشارات الحركية لكنها مجرد إستجابات إنفعالية مرتبطة بحاجته البيولوجية لهذا فالتعبير لدى الحيوان فطري ( وراثي ) مرتبط  بالغريزة  و لا يستطيع تغييره
وقد أكد كارل فون ( 1982 – 1886 )   أن من عادات النحل  الرقص بشكل دائري فتحرك أجنحتها  لكي تخبر من  خلالها بمكان وجود الطعام لذا فاللغة الحيوان لا تعدو أن تكون نظام إشاري مغلقا وبدائيا ، لهذا فالحيوان عاجز عن التعبير  بواسطة اللغة بسبب غياب الوعي ( العقل – الفكر ) حيق يقول ديكارت 1596-1650 : " إنك تجد اللقلق والببغاء يستطيعان أن ينطقا بعض الألفاظ مثلنا لكن لاتجدهما قادرين مثلنا على الكلام أعني لا يعيان ما يقولان "
الحيوان  لا يستطيع التعبير عن الأفكار والمعاني وهذا مايميز الإنسان عن الحيوان لأن لغة الحيوان رد فعل آلي بطريقة لا إرادية خال من التفكير والقصد لهذا فاللغة خاصية إنسانية
إن الحيوان معد للتعبير عن بعض الحالات الطبيعية المرتبطة بالحياة وحفظ البقاء ، كما أ، شكل الإتصال عند الحيوانات كما قال دونالد هب " يندرج ضمن الأساليب المنعكسة ، وهي نماذج نمطية توصل  معلومات لكن بطريقة غير إرادية وخالية من القصد  ، بالإضافة إلى أن الإشارة أو الرسالة التي يرسلها الحيوان لا يمكن تحليلها و تفكيكها وتجزئتها  ، فالمسافة و الموضع يتجليان في رقصة النحلة و لاينفكان عنها على النقيض من الكلمات التي يستخدمها الإنسان و التي يمكن أن تفكك وتستخدم للإشارة إلى أشياء أخرى  
ثانيا : التعبير  من التكيف إلى الوعي :

إن محاولة حل المشكلة يبتدئ أولا من الإقرار بحقيقة أن الإنسان بإمكانه أن يعبر عن أفكاره و أحوالظه النفسية بالطريقتين معا ( مما تضمنته الوضعية الأخيرة )
أ – بالإشارات الطبيعية : و هي التي لا تحتاج إلى تعلم ؛ لأن للإنسان ملكة قطرية تساعده على فهمها، وإن كانت تخبر بشيء حاضر أو غائب ظاهر أو خفي، إلا أنها مجرد انعکاس شرطي لمنبه داخلي أو خارجي، وقراءتها تعتمد على مبدأ العلية ( السببية ) الأمر الذي قد يكون سببا للخطأ . فالإشارات الطبيعية من تبسم وبشاشة وجه، أو عبوس وصراخ وبكاء، تعتبر عند اللغويين علامات طبيعية أي..حادث مدرك بالحواس، ينقل الذهن إلى تصور حادث آخر غير مدرك أو غير ممكن الإدراك عن طريق الحواس ] »، فنحن نفسر التبسم وبشاشة الوجه على أنه علامة على السرور والفرح والرضا، بينما يعني الصراخ والبكاء التألم والحزن
اعتبارهما علامتين لغويتين، وسبب ذلك أن التبسم والضحك أو الصراخ والبكاء علامات فبالرغم من كونهما علامتين تشيران وتحملان معنی غیر ظاهر، إلا أن ذلك لا يبرر فقدت قدرتها على الدلالة فلا تصير ذات معنى، فالصوت ( أي ) لو جزء إلى : (أ) و(ي)، غير قابلة للتحليل والتفكيك، أي أنها كتلة واحدة لا تتجزأ، ولو حاولنا تفکیکها فهما أقرب إلى كونهما سلوكا من كونهما علامتين لغويتين. لما فهما منه أنه يشير إلى الألم. كما أنهما رد فعل آلي لمثير داخلي أو خارجي ؛
ب - وبالإشارات الاصطلاحية :
وهي نسق من الرموز الاتفاقية المكتسبة بالتعلم. وهذه الرموز والإشارات پتواضع عليها البشر ويتفاهمون من خلالها ولا نجد لها مثيلا في عالم الحيوان الأمر الذي يبرر حصر اللغة في الإنسان خاصة إذا تعلق الأمر ب ( الكلام ). أما الإشارات الاصطلاحية الواردة في لغوية وسبب ذلك أنها علامات صوتية رمزية ، إذ لا يوجد ترايش طبيعي بين كلمة ( الجملتين ( أنا فرح و مسرور ) أو ( أنا حزين وأتألم )، فيسميهما اللغويون علامات مسرور) والحالة النفسية التي أشعر بها، عكس ما هو عليه الحال في الإشارة الطبيعية أن كل كلمة وردت في الجملتين السابقتين يمكن أن توظف في جملة أخرى مثال ذلك ( أنا التي ترتبط بما تشير وتدل عليه مثلا : الدخان لا ينفك عن النار بل يشير إليها، كما) يمكن أن أوظفها في جملة أخرى فأقول : ( أنا تلميذ في السنه الثالثة ثانوي). ثم لتؤدي معان مختلفة . أن الجملة ( أنا فرح و مسرور) تقبل التفكيك إلى وحدات صوتية دنيا ( أقل) لكل وحدة مصورة صوتية خاصة و معنی خاص ؛ فلو فككناها إلى ما يلي : ( أنا )، ( فرح)، (و)، (مرور) نلاحظ أن كل وحدة قابلة للانفكاك عن المجموع ويمكن أن توظف في جمل أخرى
إستنتاج :

مما سبق يمكن أن نستنتج أن الحيوانات لا تمتلك (لغة) بالمعنى الدقيق للكلمة؛ فالإقرار بوجود لغة عند الحيوان أمر فيه توسع مبالغ فيه وغير مقبول، وأنها لدى الإنسان ليست مجرد تعبیرات انفعالية فطرية، بل تتجاوز ذلك إلى اصطناع الإشارات الاصطلاحية المتفق عليها بالتواضع والترميز. .
وإذا كان الأمر كذلك، فإنه يتحتم طرح السؤال التالي: كيف يمكن اعتبار اللغة الاصطلاحية وحدها هي ما يميز الإنسان ؟
بل كيف يمكن حصره فيها بالماهية؟
قد يتبادر للكثير منا أن يميز لغة الإنسان عن لغة الحيوان انطلاقا من الفرق الكمي الذي تزخر به لغة البشر مقارنة باللغة المحدودة للحيوانات, لذا فالتباين الكمي في نسق الرموز والإشارات التي يتواصل بها البشر يتجاوز بعدة أضعاف منظومة الإشارات الحيوانية، خاصة التي تعيش في مجموعات الكمي لا يقارن بالفارق الكيفي الموجود بينهما كما هو الحال عند قردة الشمبانزي التي رصد لها حوالي 35 صواتا، لكن هذا الفارق وهذا ما جعل جورج غسدورف يعتبر اللغة كلمة السر التي تدخل الطفل العالم الإنساني مستثمرا التجربة التي قام بها بعض علماء النفس بين طفل وقرد صغير، حيث لاحظ العلماء تشابه الاستجابات وتساوي القدرة على المنافسة. لكن 0 الفارق سرعان ما بدأ في الظهور الغريزة ؛ «.. فالحد الذي يفصل بينهما هنا فصلا مطلقا هو عتبة اللغة . ولا يتوقف وتعمق بعد أن تعلم الطفل اللغة، بينما بقي القرد حبيس المحيط الطبيعي و عالم بعض الأطباء وعلماء التشريح؛ فالشروط العضوية من دماغ وحبال صوتية ولسان وتجاويف الأمر عند حدود هذا الاستنتاج، بل أن ذلك يفند الطابع المادي للغة، الذي يروج له استخدامه في الكلام يعتبر وظيفة ثانوية بل أن « الكلام يباد و أنه وظيفة لا عضو

أنفية وفموية تقوم بالأساس بوظائف حيوية عضوية : إذ اللسان موضوع للتذوق بينما لها خاصا بها». ومن هنا قالشروط العضوية لا تنتج اللغة الان .. وظيفة الكلام في جوهرها ليست وظيفة عضوية بل هي وظيفة ذهنية وروحية .


ولعل المقارنة بين لغة الإنسان وما يطلق عليه مجازا ( لغة الحيوان ) كفيلة بإثبات صحة هذا الطرح من حيث أن لغة الإنسان تتميز بخصائص تنفرد بها أهمها : و أنها مكتسبة عن طريق التعلم، لذلك فهي ليست موروثا بيولوجيا بل میراث اجتماعي ثقافي يتغير عبر التاريخ، عکس تعبيرات الحيوان الجامدة المتصلبة لا يرتبط وجودها عند الإنسان بالعقل وأثره فيها مدهش، فبدونه تکون مجرد ضوضاء خالية من المعنى، وهذا ينسحب على المقاطع الصوتية التي يصدرها الأخرس حيث أنه يربطها بالإشارات الحركية لتدل على معان يقصد من خلالها التواصل ؛ .. ففي حين أن الناس الذين ولدوا صما بكما، وحرموا من الأعضاء التي يستخدمها غيرهم الكلام، كحرمان الحيوانات أو أكثر، قد اعتادوا أن يخترعوا من تلقاء أنفسهم إشارات يفهمها من يجد الفرصة الكافية لتعلم لغتهم ؛ إننا نرى أن معرفة الكلام لا تستلزم إلا القليل من العقل .

و تتصف بازدواجية خاصية الكلام، إذ لها بنية مركبة تنقسم إلى مستويين  ويتمثل في الأصوات التي تصدرها أثناء الكلام حيث تتألف الأصوات في مقاطع لتصير كلمات محددة ذات معنی .
 ب. المستوى التركيبي : وهو الذي يتضمن عناصر مركبة ذات معنى (الجمل)، على أن لا يتوقف التركيب على المفردات فقط بل على القواعد النحوية والصرفية. * لها قدرة التحول من حيث أنها تمنح الإنسان المقدرة على أن يتكلم عن الأشياء والأحداث عبر الزمان والمكان . ولغة الإنسان ليست مرتبطة فقط باللحظة الراهنة ، بل تعود إلى الماضي وتنفذ إلى المستقبل، ولا تخبر عن الأشياء المادية فقط بل التصورات الفكرية ولها قابلية الانتقال فهي تكتسب بالتعلم و المحاكاة، والذي يتيح ذلك وجود قدرة و استعداد فطري يسمح للإنسان بذلك، ولهذاتنتقل اللغة من جيل إلى جيل. ليس هذا فحسب، بل يمكن للفرد أن يتعلم لغة خارج جماعته اللغوية، فالعربي بإمكانه أن يتعلم لغة الفرنسي والعكس، بينما هذا غير ممكن في عالم الحيوان فالنحلة لا يمكنها أن تتعلم لغة غيرها .
واللغة عند الإنسان ترتبط بالإبداعية كتنظيم كلامي مفتوح يسمح بإنتاج وفهم عدد لا محدود من الحمل حتي التي لم يسبق سماعها، فالإنسان لا يردد فقط ما سمعه بل يجدد، وهذا لارتباطها بالفكر، الأمر الذي يجعلها تلائم كل أوضاع المتكلم. وبالرغم من أن جهاز النطق الإنساني ( الحنجرة اللسان، الحبال الصوتية .. إلخ ) محدود الحجم والأوضاع بحيث ينتج أصواتا محدودة .. ومع هذا العدد المحدود من الأصوات والحركات تنتج من التراكيب الصوتية ( الكلمات ) ما لا حصر له ( ملايين الكلمات)، ولا يستنفد هذا العدد إمكانياتنا لإنتاج كلمات جديدة وفقا لقواعد اللغة المصطلح عليها .3 كما تتسع لغة الإنسان للتعبير عن خبراته وتجاربه ومعارفه، بل تتعدى ذلك إلى التعبير عن التصورات العقلية والقيم الجمالية والمعاني النفسية، بعكس لغة الحيوان التي لا تتعدى حاجاته البيولوجية الغريزية، أو الانفعالات الأولية من لذة وألم : واللغة عند الإنسان لا ترتبط بالعقل فقط، بل بالإرادة أيضا، وهذا هو النمط الثاني من أشكال الاتصال، وهو الأسلوب المقصود ؛ فالإنسان يستعمل الإشارات والرموز بوعي ويستخدمها لتحقيق أغراضه وهو يقصد بها ذلك . ودليل خضوع التعبير اللغوي السلطان الإرادة مقدرة الإنسان على الكذب، فتطور وتعقد مظاهر الحياة الاجتماعية خلق دوافع أخرى للكلام غير طلب الحاجة والإخبار، بل خلق أغراضا أخرى كالعبث و المراوغة والإغراء، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتعمد الكذب مما سبق يجب الإقرار بتفرد الإنسان باللغة عن سائر الحيوانات، ومن هنا فهي ميزة إنسانية خالصة، لذا يصح أن يقال عن الإنسان : « إنه حيوان ناطق ، بالماهية .

 ما الأسس التي تقوم عليها بوصفها بنية رمزية تطبع نشاط الفكر وتترجم إبداعاته ؟
: أولا : اللغة واللسان والكلام :
إن الأمر الذي يستوجب التوقف عنده أولا في هذا الحوار علاقة اللغة باللسان : ما طبيعتها ؟ وإلى أي مادی يختلف اللسان عن
اللغة ؟ وكيف يلزم عنه الكلام ؛ سواء كان هذا الكلام قولا أصدرت فيه أصوات وألفاظ وجمل، أو رمزا استعملت فيه إيماءات وصور ؟

1.     عناصر مفهوم اللغة : إن علم النفس اللغوي يربط بين اللغة والإنسان فيعتبرها سلوكا قابلا للدراسة التجريبية، ينبع من إمكانيات وقدرات الإنسان العقلية والفيزيولوجية ، حيث أن -إنتاج الرسالة اللغوية ( خاصة الكلام)
تسبقه وتعقبه عملیات عقلية كثيرة؛ منها الإدراك، والنخيل والترميز، والتأويل، والتفسير، والتركيب الأمر الذي يجعلها قدرة
خاصة بالإنسان للتعبير والتواصل بواسطة علامات مميزة . وارتباط اللغة بالكلام مسموعا كان أو منطوقا، هو الذي يفسر ارتباط
اللغة باللسان « ..لأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم .' على أن الأغراض لا تنحصر فيما هو مادي محسوس بل تتعداه إلى ما هو معنوي معقول ؛ قاللغة «كيان عام يضم النشاط اللغوي الإنساني ويشمل كل ما هو منطوق أو مكتوب أو إشارة أو اصطلاح، والعلامات إشارة كانت أو رمزا ، صوتا كان أو صورة، رسما كان أو حركة ؛ عندما نتفق على المعنى الذي تحمله ونتعامل بها كذلك تصير علامة لغوية يشار بها ويفهم منها رسالة معينة، الأمر الذي يوسع معنى اللغة .. كنظام من العلامات الاصطلاحية ذات الدلالة الاصطلاحية كما يدخل في معنى اللغة كل وسيلة تساعد على التعبير مثل «.. تبادل المشاعر والأفكار الإشارات والأصوات والألفاظ وهي ضربان : طبيعية كبعض حركات الجسم والأصوات المهملة، ووضعية وهي مجموعة رموز وإشارات أو ألفاظ متفق عليها الأداء المشاعر والأفكار .* فيلزم من هذا ما يلي :

 - اللغة كل متكامل ونسق من الرموز والإشارات، تشكل الأصوات أهم أنماطها.
 - ارتباطها بالإنسان فردا كان أو جماعة .
- اللغة واقعة اجتماعية كامنة في عقول جميع الأفراد المنتمين لمجموعة لغوية معينة.

2.    عناصر مفهوم اللسان :
اللسان يطلق على لغة محددة تتكلم بها جماعة معينة من الناس، ضمن قواعد وقوانين مضبوطة، فاللسان له وجود اجتماعي مستقل عن الأفراد الذين يتكلمون، ومن هذا فاللسان أخص من اللغة : مثال ذلك اللسان العربي في مقابل اللسان الفرنسي. أما اللغة فتطلق على النشاط اللغوي الإنساني سواء كان رمزا صوتيا أو مكتوبا أو إشارة أو اصطلاحا .2 وخصوصية اللسان تظهر في كونه اللغة منظورة إليها في سياقها الاجتماعي والزماني والمكاني، ويعني هذا ؛ الموروث اللفظي من مفردات و كلمات، والقواعد النحوية والصرفية الضابطة لهذه اللغة، فاللسان قد يختلف في اللغة الواحدة نظرا لتأثیر عوامل خارجة عن اللغة كالجغرافيا والنظام الاجتماعي واختلاط المجتمع بغيره من المجتمعات.

3.    عناصر مفهوم الكلام :
الكلام هو الممارسة الفردية المنطوقة، أي هو فعل ملموس و نشاط شخصي يمكن ملاحظته بمراقبة الكلام أو الكتابة. 4 والتكلم هو أن يقول الإنسان شيئا ما لشخص آخر، فينتج عن هذا أن الكلام هو القدرة على التفاهم بين الناس عن طريق علامات صوتية تتيحها لغة محددة . فشروط الكلام إذن هي :


  •  - وجود لغة محددة ( كالعربية أو غيرها).
  • - وجود قدرة على التعبير، عن شيء مادي كان أم معنوي، بنية التبليغ والتواصل والتفاهم بحيث يسبق ذلك تفكير وإرادة، وقصد إلى غاية محددة، لا أن يكون التعبير رد فعل آلي خال من القصد، كما هو الحال في عالم الحيوانات.
- القدرة على الكلام من خلال شروط نفسية كالسلامة من الاضطرابات العقلية المعيقة الإمكانية التكلم كمرض (الحبسة اللفظية) والذي يؤدي إلى صعوبة استدعاء الكلمات في القول أو الكتابة فيختل التركيب، وشروط عضوية مثل سلامة أجهزة إصدار الكلام من حنجرة وحبال صوتية ورئتين ولسان وتجاويف فموية وأنفية بالإضافة إلى سلامة الدماغ .
- الإلمام بالمفردات و الكلمات وقواعد التراكيب اللغوية والنحوية والمصرفية، لكي لا يختل بناء الحمل في الكلام ويفقد بذلك
دلالته . مما تقدم يمكن أن نتبين نقاط الالتقاء بين اللغة واللسان والكلام فيما يلي :
- فاللغة هي الإطار العام الذي يشمل الكلام واللسان معا .

  • - الكلام كفعل فردي لا يتم إلا باللغة واللسان (لا يقصد هنا باللسان الجارحة).
  •  - اللسان هو اللغة التي تستعملها جماعة لغوية محددة (اجتماعية وتاريخية وجغرافيا ).
ومع ذلك يجب أن نفرق بينها من خلال الأتي :

  • - اللغة تختلف عن الكلام في كونها واقعة اجتماعية ثابتة بينما الكلام عمل فردي متغيره
  • - اللغة نتاج يرثه الفرد بينما الكلام عمل إرادي يقوم به الفرد يتطلب قدرات خاصية .
  • - اللغة تمثل الجانب الاجتماعي من الكلام لذا فهو غير قادر على تعديلها وتغييرها الأمر الذي يبرر دراستها مستقلة عنه .
  • - اللغة أعم من اللسان لأنه مرتبط بظروف مکانية وزمانية لجماعة لغوية معينة دون غيرها.

لقد ورد في الوضعية السابقة أن الإنسان يمتلك عدة أنماط من التعبير، أو إن شنت عدة مستويات : ( اللغة، واللسان، والكلام
)، لكن أخص هذه الأنماط الكلام ( النمط التواصلي الصوتي)، مما جعل البعض يقصرون ما طبيعة اللغة ؟ ومم تتكون ؟ وما طبيعة الوحدات التي تتألف منها ؟ ما هو الرمز ؟ معنى اللغة على هذا النوع من التواصل. الأمر الذي يدفعنا لإثارة هذه التساؤلات :

وما هي العلامة اللسانية ؟ وهل اللغة تعرف خارج مستعملها، أم أنها بالإضافة إلى كونها رموزا وإشارات تحمل معنی آخر يتوقف على مستعملها الإنسان ) ؟ وهل هناك تلازم بين الكلمات والأشياء ؟

إن الإجابة على مجمل هذه الأسئلة يتأثر بالخلفية الفكرية والعلمية التي ينطلق منها المجيب سواء كان من علماء اللسانيات أو علماء اللغة أو علماء النفس و ولكن علم الأصوات (Phonologie) وعلم المعنى (Semiologie) هما اللذان يوكل إليهما البحث في النظم الصوتية للكلام، والدلالة المرتبطة بهذه النظم .
  الفونيمات (Phoneme) : وهي الأصوات الأساسية أو الوحدات الصوتية الأساسية غير الدالة (لا تحمل معنى) والتي يتكون منها الكلام .

 (ب) المورفیمات (Morpheme) : وهي ما ينتج عن ضم الأصوات الأساسية إلى وحدات لها معنى في بداية الكلمة ونهايتها. 
ومن الفونيمات والمورفیمات يكون الإنسان ترکیبات لانهائية من الرموز و الكلمات، لها دلالات متعددة حسب سياقها تسمح للإنسان بالتعبير عن كل شيء. وهذا ما جعل أندري مارتيني 2 يعتبر أن جوهر اللغة الإنسانية
هو قابلیتها للتفكيك وإعادة التركيب، وهذا ما يطلق عليه اللغويون ( التمفصل)؛ والمورفیمات )، فاللغة تنقسم إلى سلسلة كلامية تنفك بدورها إلى وحدات . ويقصد به أن اللغة قابلة للفصل والوصل بين عناصرها اللغوية ( الفونيمات مما تقدم نخلص إلى أن لغة الإنسان تتكون من وحدات صوتية أساسية خالية معنی، و من وحدات صوتية أعلى ذات معنى تسمح بتأليف جمل متعددة وفقا القواعد النحو، وتعبر عن مضامين مختلفة تؤكد كلها على أن اللغة ميزة إنسانية .




إن الرمز عنا. هيغل (1770- 1831) علامة تحوي خصائص وصفات ما تدل عليه، بحيث أن هذا الرمز پستاه عى ويحضر للشعور والوعي الدلالة  والمعنى اللذان نقصد التبليغهما، فالأشياء والعلامات التي ترمز بها لا تعبر وتخبر فقط عن نفسها بل تحوي الخاصية العامة للشيء أو المعنى الذي ترمز له . وعرف علماء
الدلالة الرمز بانه .. مثیر پدیل يستدعي لنفسه نفس الاستجابة التي قد يستدعيها شيء آخر عند حضورها، وقسموه إلى قسمين :
- الرمز اللغوي: فالكلمات ( المنطوقة أو المكتوبة )
أخص أنواع الرموز اللغوية حيث أنها لا تشير لنفسها بل لأشياء أخرى غيرها .

- الرمز غير اللغوي : ومثال ذلك الجرس في تجربة بافلوف، حيث أنه (أي صوت الجرس ) يستدعي شيئا غير نفسه ، فالكلب
عند سماعه للجرس يتوجه إلى مكان الطعام .         
أما العلامة اللغوية فهي .. وحدة أساسية في عملية التواصل بين أفراد مجتمع معین وتنقسم إلى : دال ومدلول،
فالدال : هو الصورة السمعية ( البصمة النفسية للصوت ) التي تعني شيئا ما وتدل عليه

. أما المدلول : فهو التصور الذهني للشيء المعني ) والمقصود بالعلامة اللغوية الكلمات مسموعة أو مكتوبة، «.. فالعلامة اللسانية لا تود بين شيء واسم، وأنما بين كل ما يصح اعتباره علامة قابلة للتأويل وتدل على شيء آخر غيرها، وأخص هذه العلامات مفهوم وصورة سمعية، والعلامة النسائية هي إذن كائن ذهني ذو وجهين)

ودلالة مجازية، بينما العلامة اللغوية لا تحمل إلا دلالة مجازية ؛ وهذا الفارق بينجلي في العلاقة بين الدال والمدلول ؛ فالرمز لیس فارغا تماما، حيث أن هناك بالدبابة مثلا، على عكس العلامة اللغوية التي لها وجه مادي تكن ملاحظته ووصفه علاقة طبيعية بين الدال والمدلول : فالميزان رمز العدالة ولا يكن أبدا تبديله من طابعها الذاتي إلى تجارب يدركها الأخرون .وتسجيله، ووجه معنوي : «.. فالكلمة وسيط بين أفكارنا وتجاربنا؛ فهي ترتبها و تنقلها


العلاقة ضرورية :
فاللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي، وأساس هذه الرأي نظرية محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة، وبسبب تطور الحياة وتعقدها أبدع الإنسان كلمات وألفاظا جديدة ليدل بها على الأشياء وهذا ما دافع عنه بعض اللغويين المعاصرين بمحاولة إثبات الترابط الوثيق بين الدال و المدلول في العلامة اللسانية، من حيث ا.. إن العلاقة بين الدال والمدلول لیست اعتباطية بل هي على عكس ذلك علاقة ضرورية .
وتبرير ذلك أن العلامة اللسانية بنية واحدة يتحد فيها الدال بالمدلول، وبدون هذا الاتحاد تفقد العلامة اللسانية هذه الخاصية. ومن جهة ثانية فذهن الإنسان لا يستسيغ ولا يقبل الأصوات التي لا تحمل تمثلا ( أو شيئا) يمكن معرفته ، فلو كان الأمر كذلك - أي وجود أصوات لا تدل على شيء ولا تحمل مفهوما يمكن التعرف عليه - تصير غريبة ومجهولة.
النقد :
لكن هذه الأطروحة تصطدم ببعض الحقائق التي أقرها علماء اللغة ، أولها أن اللغة خاصة (الكلام) نسق من الإشارات والرموز التي أبدعها الإنسان وتواضع عليها ليستخدمها في التعبير والتواصل ؛ فلو كانت الكلمات تحاكي الأشياء، فكيف يمكن تفسير تعدد الألفاظ والمسميات لشيء واحد، والادعاء في نفس الوقت أن العلاقة بين الاسم والشيء ضرورية ؟
العلاقة اعتباطية (دي سوسيو) :
إن العلامة اللسانية لا توحد بين اسم وشيء ابل بين مفهوم وصورة سمعية . ولعل المثال الآتي يوضح ذلك : : فكلمة ( أخت) هي تتابع للأصوات التالية : (أ، خ، ت) وهذا هو الذال، أما الماء أول فهو معنى ( الأخت)، لذلك لا توجد ضرورة عقلية أو تجريبية فرضت على اللغة العربية مثلا التعبير عن هذا المعني بهذه الأصوات، بل تم اقتراحها دون مبرر ؟ وهذا ما يسمى بالتواضعية الاعتباطية أو التحكمية ( العفوية)، والدليل الثاني الذي يبرر صحة هذا التحليل أن نفس المعنى ( معنى الأخت ) يعبر عنه في لغات أخرى بشتابع أصوات أخرى، فمثلا في الفرنسية نقول ( Sceur )، وفي الإنجليزية نقول ( sister ) ؛ فلو كانت العلاقة ضرورية لما تباينت الأصوات، بل لما تعددت اللغات بين المجتمعات، وهذا التنوع في اللغات يثبت اعتباطية العلامة اللسانية.
النقد :
لكن يجب أن ننبه إلى أن الاعتباطية لا تعني أن الفرد له حرية في وضع العلامات واستعمالها حسب هواه، بل يتقيد ذلك بالاستعمال الأجتماعی، إذ لا يمكن للفرد أن يشير إلى فكرة ( الأخت ) بأصوات أخرى من وضعه هو دون أن يكون متفقا عليها داخل المجتمع وفي حدود ما يسمح به اللسان ( لغة المجتمع). يلزم من هذا التأكيد على أن اللغة نشاط رمزي العلاقة فيه بين الأسماء والأشياء غير ضرورية، وبواسطته يتمثل الإنسان الواقع دون الحاجة إلى إحضاره في شكله المادي والتقيد به، حيث يتجاوز باللغة وجوده المادي .
مقدمة : لابد أن بعضنا مر بالتجربة التالية : وهي التردد أثناء كتابة رسالة أو مقالة فتتوقف أثناء التعبير لنفكر أي الكلمات تناسب المعنى الذي يجول بخاطرنا، کما قد نعدل عن بعض العبارات فنشطبها أو نغيرها بأخرى تبدو لنا مناسبة، بل قد يعتذر البعض عن خطابه فيراه قاصرا خانته فيه الألفاظ وقصرت الكلمات عن تبلیغ المعاني أو المشاعر. وهنا نتساءل: ما الفكر ؟ وهل هو مستقل عن اللغة ؟ أم لا يمكنه أن يوجد خارجا عنها لأنهما شيء واحد ؟ يمكن اعتبار « .. الفكر بوجه عام جملة النشاط الذهني من تفكير وإرادة ووجدان و عاطفة، ويوجه خاص ما يتم به التفكير من أفعال ذهنية كالتحليل والتركيب والتنسيق . ومن هنا يظهر الطابع المعقد للفكر من حيث أنه نشاط عقلي تتشابك فيه القدرات العقلية العليا من إدراك وتخیل و تذکر و تحلیل و ترکیب و تأويل ؛ فالتفكير بوصفه عملية عقلية يعتمد على أدوات هي المعاني، ويقابلها في اللغة الألفاظ والصور اللفظية
الفكر منفصل عن اللغة :


قد يميل البعض منا إلى الفصل بين الفكر واللغة، بالقول بأسبقيته ( الفكر) عليها ( اللغة الأمر الذي يجعله أكثر أهمية منها لأنها مجرد أداة في يده وتأثيره عليها ويستند هذا الموقف إلى عدة مبررات منها :
أ- أن اللغة محدودة و تتجلى محدوديتها في مستويين هما :
 التعبير عن الأشياء الخارجية : فاللغة وسيط بين الإنسان والأشياء الموجودة في العالم الخارجي، فعندما تريد الحديث عن ( الشجرة ) يكفيك أن تنطق بهذه الكلمة ليستحضر السامع معناها ولا نضطر لإحضارها له. - التعبير عن الذات : فمشاعر الإنسان نابضة بالحيوية ولا يوجد في اللغة ما يمكن من أن ننقل هذه المشاعر فيحس بها الآخرون كما نحسها نحن . فاللغة لا تنقل من المشاعر إلا جانبها العام غير الشخصي، وهذا ما يجعلها عائقا أمام وعي الإنسان الذاته.
ب - وقد تؤدي الألفاظ إلى قتل المعاني وتجمد حيويتها وحركتها، بينما المعاني مبسوطة ممتدة وغير نهائية بل تتطور أسرع من الألفاظ ؛ فالفكرة أغنى من اللفظ إذ يمكن التعبير عنها بألفاظ مختلفة، بينما الألفاظ معدودة ومحدودة، بل قيمتها لا تكون إلا من خلال ما ننهلوي عليه من معان و مفاهیم و تصورات .
النقد :
لكن هذا الرأي بالغ في تمجيد الفكر والتقليل من شأن اللغة، الأمر الذي جعل الفكر نشاطا ضمنيا؛ وهذه النتيجة لا نؤكدها معطيات علم النفس الذي أثبت أن الطفل يتعلم الفكر واللغة في آن واحد، لذلك قال هيغل : «.. نحن نفكر داخل الكلمات ، وإلى نفس الاتجاه ذهب غوسدروف حيث قال : «.. التفكير ضاج بالكلمات .
 الفكر متصل باللغة : 
إن الألفاظ توضح المعاني و تميزها عن بعضها البعض وتصبغ عليها صبغة منطقية ، فلو سلمنا جدلا مع أنصار الاتجاه الثنائي أن
الأفکار أحوال معنوية مستقلة عن الألفا لكانت أحولا غامضة مبهمة ولما تمكنا من معرفتها والتمييز بينها، فبدون اللغة لا تدرك المعاني ولا تعرف .
أما عن اتهام اللغة بالقصور والعجز عن الإلمام بنواحي الفكر، فيكفي أن نعلم أن الألفاظ تحفظ المعاني وتبقي عليها وبدونها لزالت عن الوجود لهذا اعتبرت الألفاظ حصون المعاني ، ومهمة الحصن الحفظ والصون، كما أن اللغة تثري الفكر؛ فقد أثبت علم النفس اللغوي أنه كلما اتسعت ثروة الفرد اللغوية ، زادت قدرته على التفكير والتعبير، وبذلك ينمو الذكاء وتزداد نسبته . اليس هذا فحسب، بل أن اللغة تصبغ الفكر بصبغة اجتماعية موضوعية تنقله من طابعه الانفعالي الذاتي، ليصير خبرة إنسانية
قابلة للتحليل والفهم والانتقال بين الثامنه إن الاعتقاد بوجود نشاط فكري بدون لغة هو مجرد توهم لأنه في الحقيقة ( مونولوج) داخلي بين الذات ونفسها؛ إذ « .. عندما نفكر فنحن نتكلم بصوت خافت، وعندما تتحادث فنحن نفكر بصوت عال ، وبذلك فاللغة هي ذاتها الفكر.
النقد :
وعلى ضوء ما سبق، ومهما تحفظ البعض من مسألة التوحيد بين اللغة والفكر واعتبارهما شيئا واحدا، وبالرغم من أن اللغة قد تقصر أحيانا عن التعبير عن الأفكار بناء على أن قدرتنا على الفهم لا تناسب دائما قدرتنا على التبليغ، إلا أنه لا بد من التسليم بوجود علاقة ترابط بين الفكر واللغة، وهذا ما تؤكده الدراسات والأبحاث العلمية اللسانية ؛ وهذه العلاقة تشبه العلاقة بين وجه الورقة النقدية وظهرها، حيث و .. الفكر هو وجه الصفحة، بينما الصوت هو ظهر الصفحة ؛ ولا يمكن قطع الوجه دون أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر، وبالتالي لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن الفكر، أو فصل الفكر عن الصوت »
التبليغ والتواصل الاجتماعي :
 أ- مفهوم التواصل :
إن التواصل في اللغة مأخوذ من الصلة، والتواصل اصطلاحا : هو تبادل الحقائق والأفكار والمشاعر بين شخصين أو أكثر بمختلف وسائل الاتصال وأخصها ( الكلام ). وفي العرف العام هناك فرق بين الاتصال والتواصل، فالاتصال يعني توجيه رسالة من طرف الآخر دون تلقي أي رد عليها، كما هو الحال في المحاضرات التي لا يشارك فيها أحد من المستمعين، أو خطب الأئمة للمصلين، أو خطب الرؤساء للجماهير، بينما التواصل يعني الرد على المحاضرين والأئمة والرؤساء، بحيث يكون هناك حوار وتبادل الآراء والأفكار .
إن الذات لا توجد وحدها في العالم بل الحياة تفرض عليها أن تكون علاقات بأشخاص آخرين تتبادل معهم التجارب . والإنسان ليس ذاتية محضة، أي وعید منعزل ومنفصل عن الآخرين وعن العالم، فالإنسانية لا تتحقق إلا بالتواصل والانفتاح ومشاركة الغير ؛ وهنا تبرز اللغة كضامن لهذا التواصل لأنها ليست ملكا للشخص الذي يتكلم بها فحسب .

 ب - شروط التواصل : حتى يتم التواصل بين الأشخاص لابد من مقومات
و عوامل 2 أبرزها :
 - المرسل : وهو الطرف المنتج أو المبلغ للرسالة ؛ ( یکون شخصا أو جماعة أو هيئة ).
- المتلقي : وهو المرسل إليه أو المتلقي للرسالة ؛ ( يكون أيضا شخصا أو جماعة أو هيئة ).
- الرسالة : وهي الخطاب الذي يوجهه المرسل إلى المتلقي .
- المرجع : وهو الموضوع الذي تتمحور حوله الرسالة و تسعى إلى تبليغه.
 - روابط الاتصال : أو ما يطلق عليه بقنوات الاتصال سواء كانت مادية أو نفسية .
 - الشيفرة : أي النظام الرمزي المشترك بين المرسل والمتلقي ، فقد يكون كلام أو إشارات يدوية أو إشارات بصرية أو إيماءات أو لافتات إن وظيفية اللغة باعتبارها في الأساس وسيلة تعبیر و تفاهم وتواصل فقط لا يحل المشكلة، إذ ثمة تنوع في وظائفها لا يتوقف عند هذا الحد.

ومن أهم هذه الوظائف :
- الوظيفة النفعية : اللغة تسمح للإنسان بإشباع حاجاته سواء البيولوجية الغريزية، أو النفسية الانفعالية، فالواحد منا لو شعر بالجوع أو العطش لأمر من حوله بأن يناوله الغذاء أو الماء، كما أنه يخبر بحاجة للراحة أو الترفيه عن النفس .
 - الوظيفة الشخصية : اللغة وسيلة يعبر بها الشخص عن ذاته وهذا ما يسمح للغير معرفته والتعرف على اهتماماته وتطلعاته، فيكونون فكرة عنه، ليس هذا فحسب بل بنا يثبت الشخص ذاته . وهذا ما نجده عند كبار الأدباء والمفكرين.
- الوظيفة التفاعلية : اللغة تستخدم للتفاعل مع الآخرين في المحيط الاجتماعي، ومن ثمة يتم تبادل الآراء والأفكار بل كثيرا ما تتناقل المشاعر أثناء الحوار فيواسي الناس بعضهم البعض أو يشارك بعضهم الآخر الأفراح والأحزان .
 - الوظيفة الاستكشافية : اللغة وسيلة الإنسان للتعرف على محيطه طبيعيا كان أم اجتماعيا حيث أنه يسال عن أسماء الأشياء ومكوناتها ووظائفها وكيفية استخا. امها ؛ وعن الظواهر الطبيعية و أسباب حدوثها والقوانين المتحكمة فيها .
الوظيفة الفكرية والوظيفة الانفعالية : ومن جهة أخرى تتميز اللغة بوظائف لا يمكن الاستغناء عنها،
وتتميز أيضا بالتكاملية ، كما يظهر في الآتي :
- الوظيفة التنظيمية : اللغة تنظم سلوك واستجابات الآخرين من خلال الأوامر والنواهي التي تصدرها للطفل أثناء التربية توجه سلو که وتنظمه ؛ ولعل لافتات وإشارات المرور خير ما يثبت ذلك، حيث أنها إشارات اصطلاحية وضعها الإنسان ليتم استجابات السائقين من خلال الأوامر والنواهي التي تحملها.
- الوظيفة التخيلية : اللغة نسق من الرموز يجرد الواقع المادي في كلمات تغنيه عن إحضارها، ليس هذا فحسب بل تعطي اللغة الفرد القدرة على الانفلات من الواقع والهروب من ضغط الحياة اليومية من خلال ما يتخيله في القصص أو الأشعار أو أحلام اليقظة.
 - الوظيفة الرمزية : وخير مثال على ذلك الرياضيات التي تتعامل بکائنات عقلية مجردة يتم إدراكها من خلال رموز يضعها الإنسان، بل أن علماء الطبيعية يجردون - الظواهر المادية المحسوسة من حركة، وحرارة، وضوء، وتفاعلات كيميائية، ومعادلات؛| ويتعاملون بها أثناء البحث والدراسة .
- الوظيفة الإخبارية : اللغة تنقل المعلومات إلى الآخرين سواء كانت أحداثا سياسية أو اجتماعية، أو طبيعية ؛ وهذا ما تضطلع به اليوم وسائل الإعلام حيث تتناقل يوميا ما يجري في العالم ، الأمر الذي يمنحها القدرة على التأثير في الجمهور وتوجيه الرأي العام 

خاتمة : حل

المشكلة : ما تقام نخلص إلى أن الحديث عن اللغة هو في الحقيقة حديث عن الإنسان ؟ فهي خادمته التي تميزه بالرغم مما يتراءى في عالم الحيوان من إرهاصات بدائية للتو أعمل، ليس فقعد لكون هذه الإرهاصات غريزية وبيولوجية صرفة، بل خلوها من المطابع الفكري، الذي هو عند الإنسان من التعقيد بحيث يصعب فصله عن اللغة ذاتها ، وذلك لاشتراكهما في التركيب والدلالة والرمز . ويبقى العصوره التواصل باوسع معانيه فضلا عن الوظائف النفسية والمتعلقية أبرز ما تحققه اللغة

كغاية كبرى حفظت - ولا تزال تحفظ - للإنسانية تراثها الثقافي والحضاري على مر الأزمان

لتحميل  على شكل PDF: من هنا



قد يهمك أيضا :
  1.  منهجية تحليل نص فلسفيPDF   
  2. نص جورج غسدروف الوظيفة التواصلية للغة
  3. تحليل نص جورج غوسدورف الوظيفة التواصلية للغة 
  4. تحليل نص الإدراك و نظرية الصورة الكلية لجان بياجيPDF   
  5. نص الإدراك و نظرية الصورة الكلية لجان بياجي
  6. تحليل نص آلان الادراك حكم عقلي  
  7.  نص آلان الادراك حكم عقلي  
  8.  نص  فيكتور إينجف في  اللغة والفكر
  9. نص دو سوسير في اللغة والفكر
  10. نص حنفي بن عیسی في  اللغة والفكر  
  11. نص  جان ماري دول في  اللغة والفكر
  12. نص  جون بول سارتر في اللغة والفكر 
  13. نص موريس ميرلوبونتي في  الإحساس و الإدراك 
  14. نص روني ( رينيه ) ديكارت في  الإحساس و الإدراك 
  15. نص ميخائيل البيطاره في الإحساس و الإدراك
اللغة والفكر شرح كامل و مفصل
لاتنسى ترك تعليق 
الاسمبريد إلكترونيرسالة